لماذا تراجع تصنيف جامعة السلطان قابوس في مؤشر (QS).. خبير مؤشرات دولية يكشف للشبيبة الأسباب

بلادنا الثلاثاء ٠٤/يوليو/٢٠٢٣ ١١:٥٩ ص
لماذا تراجع تصنيف جامعة السلطان قابوس في مؤشر (QS).. خبير مؤشرات دولية يكشف للشبيبة الأسباب

خاص - الشبيبة

قال المهندس عبد الوهاب بن عبد الله الميمني، خبير مؤشرات دولية بالمكتب الوطني للتنافسية، إن مستهدف رؤية عمان 2040 في مؤشر (QS) إذ أن الرؤية تستهدف وجود 3 جامعات ضمن أفضل 500 جامعة في المؤشر بحلول العام 2030، ووجود 4 جامعات ضمن أفضل 500 جامعة في المؤشر بحلول العام 2040، بالإضافة لوجود واحدة من هذه الجامعات على أقل تقدير ضمن أفضل 300 جامعة بحلول العام 2030 إلى العام 2040.

وأضاف المهندس في حديثٍ خاص لإذاعة الشبيبة عبر برنامج "مع الشبيبة" أن جامعة السلطان قابوس -طيب الله ثراه- موجودة في هذا التصنيف منذ سنوات بعد اجتيازها للعديد من الشروط والمعايير لتكون ضمن تقييم أفضل 500 جامعة في هذا المؤشر الدولي.

وأشار إلى أن الجامعة حققت مراكز جيدة في الترتيب مقارنة مع المستهدفات الموضوعة في رؤية عمان 2040 حيث وصلت للمركز 379 في العام 2020 والمركز 375 في العام 2021، أما في الآن فحدث تراجع في الترتيب لتصل إلى المركز 454 بعد أن كانت في المركز 384 في العام الماضي.

وكشف المهندس عبد الوهاب أن أسباب تراجع جامعة السلطان قابوس في هذا المؤشر لهذا العام من جانبٍ فنيّ يعود للعديد من الأسباب كون المؤشر يعتمد في تقييمه على 6 نقاط أساسية وهي السمعة الأكاديمية للجامعة وسمعة صاحب العمل ونسبة هيئة التدريس إلى الطلاب والاقتباسات للهيئة التدريسية ونسبة الأجانب في الهيئة التدريسية ونسبة الطلاب الدوليين بالإضافة لنقاط مستحدثة ضمن المؤشر وهي شبكة البحث الدولية ومخرجات التوظيف والاستدامة.

وأضاف أنه بحكم إدراج 3 معايير جديدة ضمن مؤشر (QS) لهذا العام مما أحدث تعديلات إضافية لطريقة التقييم ووزن كل معيار إذ تم إعطاء كل معيار جديد وزن 5% في التقييم وتقليص أوزان المعايير السابقة مما أحدث نوعًا من التراجع في تقييم المعايير السابقة.

وأوضح أنه بالرغم من أن جامعة السلطان قابوس أوجدت شبكة البحث الدولية فيها قبل وجوده ضمن معايير التقييم مما ساهم في حصول الجامعة على درجة فوق المتوسط في المعيار الجديد المتعلق بشبكة البحث الدولية المتاحة للطلاب والأكاديميين في الجامعة، أما معيار مخرجات التوظيف فهو يرتبط بشكل كبير ومباشر مع نسبة الباحثين عن عمل في سلطنة عمان مما أثّر في تقييم جامعة السلطان قابوس في هذا المعيار مما حصلت الجامعة على درجة ضئيلة في هذا المعيار الذي وزنه 5%.

أما عن معيار الاستدامة قال المهندس عبد الوهاب إن هذا المعيار يعد من المعايير الحديثة على مستوى العالم ومتشعب جدًا في العديد من المجالات من ضمنها الاستدامة البيئية والمجتمع والحوكمة والاقتصاد، وهل الجامعة تصنع موارد طبيعية وهذا ليس موجود في جامعة السلطان قابوس كونها أوجدت في أرض فاضية وليست قائمة على موارد طبيعية وكذلك تأثيرها البيئي والتنمية المجتمعية والولوج الاقتصادي في داخل الجامعة وترابط جميع المجالات مع بعضها البعض.

وبيّن المهندس عبد الوهاب إنه بشكلٍ عام بعد إضافة المعايير الجديدة لمؤشر (QS) حدث تغيير كبير في ترتيب مراكز التصنيف بين مختلف الجامعات والعديد من الجامعات تراجع ترتيبها بشكل ملحوظ مما أحدث مرحلة انتقالية في المؤشر وكأن المؤشر بدأ في التقييم من جديد.

وأضاف أن مؤشر (QS) يعتمد على الاستبيانات ورأي الخبراء في تقييم الجامعات وتصنيفها والمؤشر يقيس عدد الكليات بخليط بين الادراك القائم على الاستبيانات وكذلك على بعض الحقائق من مثل العدد الفعلي للأكاديميين وعدد الطلاب الدوليين وغيرها من الحقائق الواضحة.

وأشار إلى أنه لا يمكن القول بإن الوضع المالي لسلطنة عمان واتخاذ المؤسسات المحلية لتدابير مالية خلال السنوات الماضية أن يؤثر بصورة كبيرة على مؤشر (QS) لتصنيف الجامعات كون المؤشر أساسًا لا يقيس حجم الانفاق المالي.

وأضاف أنه كذلك عمر الجامعة قد يؤثر على تصنيف المؤشر؛ ولكن بصورة غير مباشرة وليس معيارًا أساسيًا كون هناك جامعات بعمر قصير نسبيًا؛ لكن لديها أبحاثًا كثيرة خلال سنة واحدة مقارنةً بجامعة لها مئات السنين مما يساهم في حصول الجامعة الجديدة على تصنيف أعلى من الجامعة القديمة.

وأوضح أنه بشكلٍ عام لا تعد المؤشرات الدولية مرآة حقيقية لواقع الدول؛ لأن هذه المؤشرات تغطي نواحي معينة فقط، والعديد من المؤشرات القائمة على الاستبيانات قد يتم التعامل مع هذه الاستبيانات وحلها من أطراف ليس لديهم الوعي التام بأجزاء كثيرة من أسئلة الاستبيان كون بعض المواضيع ترتبط بجزئيات تخصصية وليست في متناول الجميع.