الشبيبة - العمانية
صدر كتاب توثيقي عنوانه /الإعصار شاهين/ للكاتبَين العُمانيَّين هلال بن عامر القاسمي وسند بن حمد المحرزي، يوثق ملحمة المجتمع العُماني المتعاون في مواجهة إعصار شاهين الذي ضرب سلطنة عُمان في اكتوبر من عام 2021 م.
ويشير الكتاب الصادر عن مكتبة بذور التميز إلى أنَّ سلطنة عُمان لم تكن في منأى عن الأنواء المناخية الموسمية التي تزورها من بحر العرب، والإنسان ابن بيئته التي يتأثر بها ومنها، ورغم حجم الكارثة وقسوة الإعصار، إلا أنَّ أهل عُمان استفادوا كثيرا منه في كل الجوانب، والباحثان هلال بن عامر القاسمي وسند بن حمد المحرزي، رصدا الأحداث لتاريخها، فعندما وقع الإعصار قاما بتجميع كل ما استطاعا الوصول إليه، وبحثا عن كل ما تم تأريخه عن أنواء مناخية سابقة تعرضت إليها عُمان من مصادر متعددة.
وبدأت رحلة إعداد الكتاب التي تطلبت زيارات متعددة لجمع المعلومات، ليكون جامعًا لشتى الأحداث والإسهامات من كل الأفراد والمؤسسات، لم يكن الداعي لإعداده فقط الإسهامات، بل كانت الأحداث تحرك الساكن وتشعر الحجر من شدتها، فلذلك تدرج الكتاب في سرده من أقدم الأنواء التي حدثت في القرن الثالث الهجري حتى آخر فترة ضربة إعصار شاهين.
ويتتبع الكتاب بدايات التنبؤات بتكون الإعصار في بحر العرب، وأول إنذار أصدرته الجهة المختصة، وبداية تأثيرات الإعصار على الساحل الشرقي لعُمان، والسحب المصاحبة التي بدأت تدخل اليابسة، وأول الأخبار عن الأمطار في السواحل والتأثيرات غير المباشرة بسبب تكون الخلايا الركامية على المرتفعات، وتواصل التتبع إلى ليلة الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها شمال الباطنة وما حولها، ورصد التأثيرات والقصص التي رواها بعض الذين عايشوا أحداثا أليمة، وعدد الضحايا والخراب الذي خلفه الإعصار.
ثم تناول الكتاب الوقفات الحكومية والمسؤولين الذين قاموا بزيارات للمناطق المتضررة، وهبة القوات العسكرية الذين حملوا على أكتافهم حب الوطن، ومسحوا الأرض ونظفوا المنازل، كل ذلك كان بالصور والتقارير، ثم تناول نجدة المجتمع العُماني، والوقفة العظيمة من صغيرهم وكبيرهم، ولاية خلف ولاية، وأسماء الأشخاص الذين قاموا بأدوار مشرفة، والمساهمات من القطاع الخاص، ولم يغفل عن أي دور في أداء الواجب اتجاه النسيج المجتمعي المتماسك من ظفار جنوبًا حتى مسندم شمالًا، ليجعلنا الكتاب في عمق الأحداث وعمق التعاون وعمق الأصالة والأخلاق النبيلة التي تحلَّى بها المجتمع.
كما ينقل الكتاب قصائد الشعراء وهي توصف الإعصار وتمدح الهبة والنجدة المجتمعية، مما زادت التوثيق دقة؛ لتبقى الصورة معروضة للأجيال القادمة.