بقلم: خالد عرابي
كان من طالع القول في حديث سعادة فيصل بن عبد الله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان عقب المؤتمر الصحفي لتدشين «معرض وملتقى جوائز مسقط للفرص الاستثمارية السياحية والسياحة الرياضية والسياحة العقارية» أن تطرق بالحديث عن التعاون الاقتصادي والاستثماري والسياحي العماني- المصري، كما تحدث بشكل أدق عن المنتجات المصرية، وكان مما ذكره سعادته مشيدا بمستوى جودة وتميز تلك المنتجات، أن قال: « قد يعتقد البعض أن المنتجات المصرية عادية أو بسيطة، ولكننا نؤكد للجميع أنها منتجات متميزة وتنافس أشهر المنتجات العالمية، وقد زرت شخصيا معرض الأهرم للمنتجات المصرية الذي أقيم مؤخرا بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض بتنظيم من شركة الساحل الشرقي للمعارض، وأستطيع أن أقول بأن المنتجات المصرية جد متميزة وليست كما يحاول البعض الإساءة إليها.
وأضاف قائلا: قد يعتقد بعض من الأخوة المصريين بأن سلطنة عمان ليست بالسوق الكبير ولذا فربما لا يحرصون على ترويج تلك المنتجات بالسلطنة، ولكن نؤكد لهم بأن موقع السلطنة الاستراتيجي يؤهلها لأن تكون بوابة للمنتجات المصرية إلى الأسواق الأسيوية، وإلى شرق أفريقيا وكذلك اليمن، وغيرها من الأسواق التي في حاجة إلى الكثير إلى تلك المنتجات.
وقال تناقشنا في ذلك مؤخرا ووجدنا أن الأخوة المصريين وخاصة الصناعيين متحمسون لتنظيم زيارات إلى السلطنة وعقد لقاءات ثنائية مع رجال الأعمال ويريدون أن يتعرفوا على تلك الأسواق والفرص الحقيقية للولوج إليها، وكيف يمكن إتخاذ السلطنة كمعبر للوصول إلى تلك الأسواق.
هذا النقاش وهذا الطرح الذي طرحه سعادة رئيس مجلس إدرة غرفة وصناعة عمان يمثل كلاما جد مهم، فأولا وقبل كل شيء هذا الاشادة ليست عادية بل شهادة مهمة وكبيرة من شخص مهم بالمنتجات العمانية وجودتها و مدى تمكنها من فرض نفسها في أي سوق وصلت إليه. ولكن هذا الكلام أيضا جد خطير ويحتاج إلى وقفة، من جانبنا في مصر، بل ويجب أن يأخذ بعين الجد والاعتبار والعناية الفائقة وألا يمر مرور الكرام، بل يجب أن يكون محل اهتمام ودراسة وبتأن، لماذا؟ أولا لأنه فيما معناه أنه ليس هناك إقبال كاف من المنتجات المصرية على أسواق السلطنة، ونحن نرى في المقابل وخاصة خلال السنوات الأخيرة مدى الإقبال العالمي من كل صوب وحدب ومن الكثير من دول العالم على السلطنة وباعتبارها ذات موقع استراتيجي و «هب» يمكن الولوج منه إلى العديد من الأسواق العالمية. ثانيا أن هذا الكلام لم يأت من شخص عادي وإنما جاء من رجل ذو قيمة ومكانة فسعادة فيصل الرواس هو رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان، وهو بالأساس رجل أعمال كبير ومهم.
وثانيا: لابد أن نصارح أنفسنا ونتسائل هل هذا الكلام حقا أم لا: وهنا نقر بأنه فعلا رغم حاجة مصر إلى التصدير إلا أن هناك الكثير من المنتجات بل و البضائع المصرية سواء من الخضروات والفاكهة أو المنتجات الصناعية لا يتم تصديرها في الأسواق الخارجية، وحتى وإن تم لا يتم الترويج الكافي لها..
ولذا يجب الترويج الحقيقي لمنتجاتنا المصرية سواء الصناعية أو غير الصناعية، ولنكن جادين في ذلك وألا تبقى محاولات الترويج للمنتجات المصرية مجرد اجتهادات شخصية، بل يجب أن نفعل كما تفعل كثير من الدول الأخرى، - وهنا أقول كما يقول المثل الشهير: « نحن لا نعيد صناعة العجلة» أي أن العجلة مصنوعة وموجودة أصلا، أعني أن التسويق موجود ومعروف بل ولدينا خبراء عالميين فيه، فقط علينا أن نأخذ الأمر بعين الجد والاهتمام بدءا من الجهات الداخلية وحتى السفارات المصرية عليها دور كبير في الخارج، وبذا نصل إلى هدف أسمى وأهم للدوله وهو زيادة الصادرات المصرية للخارج مما يساهم في تنويع مصادر الدخل والأهم توفير مزيد من النقد الأجنبي وسد جزء من الفجوة الموجودة في ذلك.
وهنا وعلى سبيل المثال معرض الأهرام للمنتجات المصرية ينطبق عليه ذلك عليه عمليا ؟ نعم الفكرة جيدة وهي خطوة جادة وعملية على طريق خطوات التعاون ودعم التبادل التجاري العماني المصري، خاصة وأنها جاءت عقب زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله و رعاه- إلى جمهورية مصر العربية، ولكن كان ينقص هذا المعرض بعض التسويق أو الدعاية الكافية وهنا لا ألوم الشركة المنظمة لأنها بالنهاية شركة خاصة ولديها هدف ربحي، كما أن المعرض ركز على بعض فقط من المنتجات والبضائع المصرية وأهمل الكثير، وهنا نتمنى أن يغطي في المرات القادمة جوانب وقطاعات أكثر، وكلنا سندعم ذلك، وكلي ثقة من تحقيقه الكثير والكثير من النجاحات أكثر من التي حققها في هذه النسخة الأولى، كما نتمنى أن يقام الكثير من هذه المعارض المصرية على غراره في العديد من الدول حول العالم.