علي المطاعني يكتب: المسكن الملائم.. في مدينة السلطان هيثم

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٤/يونيو/٢٠٢٣ ٠٨:١٩ ص
علي المطاعني يكتب: المسكن الملائم.. في مدينة السلطان هيثم

ستظل الحياة الكريمة للمواطنين الهدف الأسمى للقيادة في هذا الوطن العزيز على قلوبنا جميعا ، وسيظل توفير المسكن الملائم هو العمود الفقري لتحقيق هذا الهدف ، صحيح إن الطرق والأساليب المفضية لتحقيق هذه الغاية النبيلة تتبدل وتتغير ولكن في نهاية المطاف سنصل لذات الهدف الأسمى .
بالأمس كانت المنح السكنية من وزارة الإسكان والتخطيط العمراني وغيرها من الجهات المدنية والعسكرية والأمنية ، وفي المقابل تعمل بعض الشركات الحكومية على توفير المنح السكنية بدون فوائد ، إضافة للقروض المدعومة من بنك الإسكان العُماني ، فضلا عن توفير الأراضي لمختلف الإستخدامات .
واليوم يطل علينا نموذجا آخر يتواكب مع هذه التطورات الإيجابية ويصب في ذات الإتجاه وعنوانه (المسكن الملائم) ، عبر تدشين مدينة السلطان هيثم ، لتتواكب مع متطلبات الحياة الحديثة وأنماطها الجديدة في السكن ، وتتماشى مع آمال الأجيال الشابة التي تتطلع للسكن في أمكنة تتوفر فيها كل مقومات الحياة الكريمة والراقية .
فهاهي مدينة السلطان هيثم تطل علينا من خلف الحُجب كوردة فواحة ذات عبق وقد إرتبطت باسم عاهل البلاد لتكون عنوانا لمستقبل أفضل شعاره المرفرف كالأعلام عاليا (توفير الحياة الكريمة للمواطنين) سواء من حيث مساحاتها ومكوناتها والخدمات الذكية حداثة والعالية المستوى المتوفرة بها ، بل إنها أي الخدمات والتسهيلات على إستعداد أبدا لتلبية أوامر (الريموت) ومن كل الإتجاهات والزوايا والمسافات تأكيدا على أنها رفيعة .
الأمر الذي يبعث على الإرتياح لهذه الخطوات الهامة التي تكرس الحرص والإهتمام الذي يوليه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله - ورعاه لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين حيث التوجيهات والأوامر تتلاحق بغير إنقطاع وحتى يرى المشروع النور وبكل المواصفات الدقيقة وعبر الخرائط بالغة الروعة والتي أطلعنا عليها .
ولعل المتابع لإنطباع جلالة السلطان المعظم - حفظه الله - بعد تدشين جلالته للمدينة ، يلمس ما يتطلع إليه لأبناءه الشباب من تسريع وتيرة العمل في المدينة وبناء مدن مماثلة في المحافطات والمدن العُمانية الأخرى ، وتأكيده للمسؤولين للإهتمام بهذا الجانب المهم في حياة الإنسان ، تلك كانت وقفة تعبير جزلة المعاني دافئة الملمس من أب حنون وقلب مرهف محب لأبناءه المخلصين ويعمل ليل نهار على تحقيق مصالحهم وتوفير وسائل الراحة والإستقرار النفسي والأسري لهم لينطلقوا بعدها لميادين العمل والإبداع والإبتكار والتجويد بغير منقصات حياتية .
فاليوم ومع تدشين مدينة السلطان هيثم التي قد تسع إلى مائة ألف نسمة نقف على بعد مرمى حجر مع تغيير جديد في نمط الحياة العصرية يأخذ ابعادا جديدة غائرة المعاني والدلالات إزاء مفهوم توفير المسكن الملائم ، وعبر هذا النمط الجديد لم تعد قضية توفير المسكن الملائم تنحصر في منحة سكنية أو قرضا مدعوما أو أرض قاحلة وإنما سيكون مدينة متكاملة تضم بين ثناياها كل جوانب الحياة العصرية وأدواتها ومزاياها وتسهيلاتها الخارقة .
وبذلك يكون لصيغة الحياة الكريمة معنى آخر ولون آخر لم يغب عن أجندة دولة بحجم عُمان مساحة وتاريخا وعراقة وألقا ، ولم تسقط هذه المتطلبات من حسابات وطن شاسع ومتطلباته متزايدة وإمكاناته ليست بذلك الإتساع المهول ، فهذه المتطلبات الأساسية والجوهرية أخذت مكانها الصحيح بعد التعليم والصحة بل هي المكون الأساسي للحياة الكريمة والمطلب الأهم في حياة الإنسان العُماني الذي يعمل جاهدا لتوظيف مدخراته لتأمين المسكن الملائم له وأسرته وإلى أن أضحت سلطنة عُمان البلد الثاني عالميا في تمليك المساكن الجاهزة للمواطنين .
فاليوم وبعد تدشين مدينة السلطان هيثم لن تكون المدن المتكاملة كالموج ‏ومسقط هاليز وخليج مسقط وغيرها من المجمعات المتكاملة حلم بالنسبة للشباب العُماني ‏، وانما واقعا حياتيا طبيعيا معاشا كأحد أسس ومقومات الحياة الكريمة التي تسعى حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - حفظه الله - لتوفيرها ليس في مسقط وإنما في كل الحواضر العُمانية.
بالطبع‏ الحديث قد يطول إزاء هذه الخطوة الحضارية العمرانية ، وبالقطع لا تستوعبه هذه العجالة إذا اردنا الإستفاضة في ماهية وأسس ومقومات وابجديات الحياة الكريمة التي تتجسد عمليا في هذه الأرض الطيبة ، وبإهتمام بهذا المستوى السامي .
ستظل هذه التطلعات تلازم القيادة الحكيمة إلى أن ترى كل أبناء هذا الوطن يتمتعون بنمط الحياة الكريمة وفق أحدث النماذج التي تحاكي المستقبل بكل جديد يأت.
نأمل أن تكلل الجهود في هذا الصدد بالتوفيق والسداد وبما يدفع بعجلة النهضة المتجددة إلى بر الأمان والأزدهار ، متطلعين أن يعمل الجميع من أجل إنجاح هذه المساعي الطيبة وهذه المشاريع الخلاقة ، والعمل بروح الفريق الواحد كما أكد على ذلك جلالته.