الأربعاء.. ندوة حول إسهامات العلماء العُمانيين في الطبّ والعلوم

بلادنا الاثنين ٢٩/مايو/٢٠٢٣ ١٥:٠٦ م
الأربعاء.. ندوة حول إسهامات العلماء العُمانيين في الطبّ والعلوم

العمانية - الشبيبة

ينظم مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية ومركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية بجامعة نزوى بعد غدٍ /الأربعاء/ ندوة بعنوان "إسهامات العلماء العُمانيين في الطبّ والعلوم" تحت رعاية سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد الخروصي وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث، ومشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين من داخل سلطنة عُمان وخارجها.

وتُقدم في الندوة 18 ورقة عمل تتطرق إلى مجموعة واسعة من العناوين التي تبرز إسهامات العُمانيين، ودورهم في الكثير من العلوم والمجالات العلمية منها الفلك والزراعة والتعدين والملاحة والطب.

وتناقش الجلسة الأولى "محور الفلك والزراعة والتعدين" وتتضمن خمس أوراق عمل، الأولى بعنوان "إسهامات العُمانيين في تعدين خامات الأرض" يقدمها الباحثان الدكتور محمد بن هلال الكندي والمهندس المؤثر بن أحمد الكندي، والثانية بعنوان "أهمية شجرة الصمغ العربي في محافظة ظفار" للباحثيْن سعيد بن مسلم تبوك وعبد العزيز بن أحمد المعشني.

وسيقدّم الباحثان حارث بن حمد السيفي وحبيب بن مرهون الهادي، الورقة الثالثة بعنوان "علم الأرصاد الجوية عند العُمانيين من خلال مخطوط "فيما أودع الله من الحكمة في النجوم والرياح"، فيما سيقدم الدكتور عبد الله بن سيف الغافري والدكتور ناصر بن سيف السعدي الورقة الرابعة بعنوان "تقنية مسح الأرض وإجراء قنوات الأفلاج قراءة في مخطوط عُماني"، أما الورقة الخامسة فسيقدمها خالد بن محمد الرحبي حول "المراسلات العلمية في فلاحة النخلة عند العُمانيين خلال الفترة من 3 ـ 6 هجرية/9 ـ 12 ميلادية".

أما الجلسة الثانية فستناقش "محور الملاحة" في 4 أوراق عمل تشمل ورقة بعنوان "القواعد والعمليات الرياضية عند النواخذة العُمانيين" للباحث الشيخ حمود بن حمد الغيلاني، وورقة للدكتور راشد بن حميد الحوسني تتناول "إسهام البحارة العُمانيين وآثارهم في تأسيس المنهجية العلمية للملاحة البحرية وتطويرها"، وستقدم الدكتورة هدى بنت مبارك الدايري والدكتور حميد بن سيف النوفلي وخاتمة بنت علي الرشيدية ورقة بعنوان "إسهامات الملاح العُماني أحمد بن ماجد في العلوم الجغرافية"، فيما سيتناول الدكتور إلياس حاج عيسى في هذه الجلسة "الثقافة البحرية للعُمانيين من خلال مخطوط "مسائل في أسباب البحر".

وفي محور الطب ستناقش الجلسة الثالثة 9 أوراق عمل تتناول " "تاريخ الأمراض الشائعة في عُمان وكيف أسهم العُمانيون في علاجها" للدكتور سعيد بن محمد الهاشمي، و"منهج القضاء العُماني في دعاوي التعويضات عن الإصابات والأخطاء الطبية.. دراسة لأحكام المحاكم ومبادئ المحكمة العليا" للدكتور محمد بن سيف الشعيلي، فيما سيقدم الدكتور محمد الأمين بابزيز ورقة بعنوان " السمات المعرفية والأخلاقية للعلوم الطبيعية عند العلماء العُمانيين"، وورقة لحكيم جواد الراشد حول "مجربات الطب العُماني"، وورقة للدكتور عامر بن أزاد الكثيري تتناول "العلاج التقليدي بالرقية الجماعية (الرعبوت) في ظفار: دراسة لسانية اجتماعية"، فيما ستتناول ورقة الدكتور محمود بن سعيد العامري "الطب البيطري التقليدي نشأته وممارساته لدى مربي الأبل في سلطنة عمان".

وسيقدم الدكتور ناصر بن علي الندابي والدكتور ناصر بن عبد الله الصقري ورقة بعنوان "فيما يجب على الطبيب معرفته من شروط الطب.. للطبيب راشد بن عميرة "، وستتطرق أماني بنت طالب الحضرمية إلى "التعامل مع الأوبئة في عهد السُّلطان فيصل بن تركي من خلال الوثائق المتاحة"، وتختتم الجلسة الثالثة بورقة للدكتور علي بن حسين اللواتي تتناول "النباتات الطبية في سلطنة عُمان، واقع الحفظ والاستخدام المستدام".

وقال الدكتور سليمان بن سالم الحسيني أكاديمي وباحث بمركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن "الندوة في غاية الأهمية من حيث اهتمامها بما قدمه العُمانيون عبر التاريخ من إسهامات رصينة في العديد من العلوم التي طبعت ودرس الكثير منها فمن الضروري التركيز على تلك المخطوطات والتراث المكتوب.

وأضاف أن الندوة تسعى إلى إبراز الطب التقليدي العُماني على أسس معرفية، وتأصيله بمنهجية علمية بشكل مواز للطب الصيني والطب الهندي وغيره، ودراسة مدى انتشار الطب التقليدي العُماني والمناطق العُمانية التي لا تزال تمارس هذا النوع من الطب، ومعرفة درجة وعي الناس في هذا الموضوع.

ووضح أن الكثير من الشخصيات العُمانية التي امتدت إسهاماتها على العالمين العربي والإسلامي في مجالات مختلفة مثل علوم البحار والزراعة والفلك وغيرها بحاجة إلى إبراز وتعريف أكثر بجهودها من خلال دراسة الموروث وتحقيقه ونشره واستدامته وهو ما ستعتني به الندوة من خلال 25 باحثا مشاركًا ببحوث ودراسات محكمة ستقدم في الندوة.

وأكد على أن الندوة تهدف إلى دراسة المخطوطات العُمانية في الطب والعلوم الطبيعية وتحقيقها ومحاولة طباعة المطبوع منها واستجلاء المناهج العلمية في مؤلفات العُمانيين في الطب والفلك والمناخ وعلوم البحار، ودراسة أنطولوجيا وأبستمولوجيا وأخلاقيات المعرفة في كتابات الأطباء العُمانيين وتطبيقاتها المعاصرة، ودراسة الأدوية المستخرجة من البيئة العُمانية البريّة والبحريّة، والتعريف بالبعد العالمي لإسهامات العُمانيين في الطب والعلوم الطبيعيّة، ورحلاتهم خارج عُمان، وأثرهم العلمي في البلدان التي هاجروا إليها.

الجدير بالذكر أن الزائر لقاعة عظمة الإسلام بالمتحف الوطني في مدينة مسقط التاريخية يشاهد العديد من كنوز سلطنة عُمان وتاريخها وتراثها العلمي، والمخطوطات النادرة التي تبرز الإسهامات التي قدمها العلماء العُمانيون في العديد من مجالات العلوم والرياضيات والفلك والطب والفقه واللغة العربية وعلومها وآدابها، ومن بين تلك المخطوطات "فاكهة ابن السبيل" في الطبّ لمؤلفها راشد بن عميرة ابن ثاني الهاشمي العيني الرستاقي و"مخطوط النور المستبين في إيضاح الحجج والبراهين" في الفقه وأصوله، للشيخ أبي عبدالله بن بشير الحضرمي الصحاري.

وأثرى العلماء العُمانيون في تلك المجالات عبر التاريخ التجربة البشرية بالعديد من الكتب التي كانت تعدُّ في زمانها إنتاجًا علميًّا فريدًا ومفيدًا، ومنهم الفيزيائي والطبيب أبو محمد عبد الله الأزدي الصحاري المعروف "بابن الذهبي"، وله إسهامات في علم التشريح والدورة الدموية والعين.