بقلم : حسام بركات
يد البرتغالي كريستيانو رونالدو تماما على كتف الأرجنتيني ليونيل ميسي وذراع الأخير ملتفه حول منافسه المباشر على جائزة الكرة الذهبية التي يقدمها الفيفا سنويا لأفضل لاعب كرة قدم في العالم.
لم يكن رونالدو يعلم يقينا أن ميسي هو من سيفوز لاحقا ولكنه لم يخجل من الإعتراف بأن منافسه ولاعب برشلونة من سيفوز في حفل التكريم وهو ما كان لاحقا.
تقول التقارير أيضا أن رونالدو وطوال إقامته في الفندق المخصص للنجوم قبل الجائزة تواجد في الردهة مع ميسي وثالث الأثافي المنافس على الجائزة البرازيلي نيمار، حيث تبادلوا الضحكات والمزاح.
مشهد عكره حضور برازيلي آخر هو داني الفيس الذي لطالما تفوه بعبارات خارجة عن المألوف ضد رونالدو، ومع ذلك عندما هم بالسلام على الدون امسكه من ذراعه وطلب إليه أن يتخذ زميله اندرييس انييستا نموذجا يقتدي به.
وفي المؤتمر الصحفي قبل الحفل عاد المزاح والضحك ليأخذ مكانه الطبيعي بين النجوم الثلاثة حيث امتدح رونالدو قدم ميسي اليسرى، وأكد ميسي أنه كان يصفق لرونالدو في آخر سنتين.
ميسي يقول: "يتمنى كل لاعب في العالم أن تكون لديه الإمكانيات العديدة والجوانب الجيدة التي يتمتع بها رونالدو"، ويرد رونالدو: "قدم ميسي اليسرى ليست سيئة اريدها بدلا من ساقي".
هذه الكلمات بمثابة رسالة لجماهير الفريقين ريال مدريد وبرشلونة وكذلك لعشاق اللاعبين ومنتخبيهما البرتغال والأرجنتيني، فلا مكان للمرضى والمتعصبين في عالم كرة القدم الحديث.
ولكن للأسف فقد انتشر فيروس هذا المرض المقزز على نطاق واسع وخصوصا في عالمنا العربي، وما عليك سوى أن تقرأ خبرا عنهما (كريستيانو وميسي) أو أحدهما وتطالع التعليقات أسفل الخبر.. كلها شماتة وتشفي وتبديد لأدنى معايير المراعاة والموضوعية وإحترام الآخر.
أما عن النزاهة في سرد عيوب أو حسنات كل طرف.. فحدث ولا حرج، قمة الاسفاف وعدم الحيادية والانحياز الأعمى الملوث بمرض التعصب وإقصاء الآخر.
نتمنى أن يكون المشهد الذي قدمه رونالدو وميسي في حفل الكرة الذهبية رسالة واضحة المعالم للجيل الجديد من اولادنا الذين تفتحت أعينهم للتو على جمال ومتعة كرة القدم، علهم يدخلون إليها بقلوب نظيفة ولا تجرفهم هذه الثلة المريضة إلى مستنقع التعصب البغيض.
هناك من سيقول أن التشجيع بلا مناكفات وإثارة يفقد الكثير من رونقه.. فهذا صحيح، ولكن يبقى الفرق الشاسع بين أن ترى فريقك هو الأعظم والأجمل وتمتدحه أمام الطرف الآخر، وبين أن تنسى فريقك وتركز فقط على إذلال وتسخيف الفريق المنافس وانصاره.
ليس مطلوبا أن نصفق للفريق الخصم إذا احسن أو تفوق، فقط يكفي أن نقتنع بأنها مجرد كرة القدم تدور، إذا أسعدت غيرك في يوم فإنها حتما ستسعدك في يوم آخر.