مسقط – علي البادي
المصر العماني هو الأكبر قيمة في الشرق الأوسط والاكثر تميزا بين أغطية الرأس التقليدية في دول الخليج وهو الأكثر تعقيدا في إنتاجه، وهو مكون من جزأين العمامة التي تسمى «المصر» وبداخلها القبعة التي تسمى «الكمة»، وهذه الهوية الوطنية تعكس تماما الروح التقليدية البسيطة الفريدة للشعب العماني، ويعكس مظهر أصيل في زي الرجل العماني ويلزم ارتداؤه في العمل.
يتم صنع المصر يدويا من الصوف ويفيد في الوقاية من حرارة الشمس الشديدة بينما يحافظ على دف الرأس في فصل الشتاء بمساعدة الجسم في الاحتفاظ بحرارته التي يفقد معظمها في الغالب عن طريق الرأس.
يعتبر المصر الذي يشكل "العمامة العمانية" على الرأس من الملابس العمانية التقليدية، وعلى الرغم من أن المصر يصنع خارج السلطنة إلا أن الثقافة الشعبية تحتفظ بإدراك كامل عن المصرات وأنواعها وجودتها وكذلك أسعارها.
وظلت الهند وتحديدا كشمير مصدرا لصناعة المصرات وتصديرها للسلطنة لبيعها على الموردين والموزعين لتصل وتستقر على رؤوسنا.
وتستقبل السلطنة الأسبوع المقبل عيد الفطر السعيد حيث يستعد الشباب للعيد بشراء المصر، فكل شاب يبحث عن المصر حسب ميزانيته وإمكانياته ونوعية المصر الذي يود شراءه.
وحيد بن محمد الميمني الذي يدير محل والده، في سوق مطرح بمحافظة مسقط، قال للشبيبة: "هنالك العديد من أنواع المصار الكشمرية منها المصار السباعية التي هي من الأصل العماني وتنسج من النسيج والبريسم، ولكنها موضة تنتهي في وقت معين ولا تدوم حالها من حال النقشه السعيدي ، نقش قلمكاري و نقش التاج خنجر وغيرها من انواع الموضه التي نسمع عنها التي تنتشر في وقت معين ثم تتلاشى مع الوقت ."
وعن أنواع المصار العمانية قال وحيد: "هناك عدة انواع للمصر الكشميري نبدأ من الأقل جوده إلى أعلاها وافضلها جوده وهي الصيني العادي ثم الصيني درجة اولى ثم نصف ترمه ثم الترمة MP ، ثم السوبر ترمه ثم الترمه الزيتي ثم البشمينا ثم السوبر بشمينا ( ترمه ساتوش) ، واخيرا مصر الساتوش."
وأضاف الميمني أن مصر الساتوش هو اجود انواع المصر الكشميري ولكن هو غير متوفر في سلطنة عمان ولا في كشمير ( مكان الصنع ) حيث انه السلطات الكشميرية فرضت عقوبة من يستخرج مصر الساتوش اشد من المتاجرة بالممنوعات كالمخدرات وغيرها اذا فعقوبتها شديدة جدا حيث أن السلطات الهنديه في كشمير تهتم بحقوق الحيوان لذا فقد تم تحريم صناعة المصر المصنوع من الساتوش.
وأستطرد وحيد الميمني حديثه عن المصر العماني، قائلا: "المصر عبارة عن خيوط متراصة فيما بنيها وبينه هذه الخيوط يكون صوف الماعز الكشميري والذي يختلف عن دول الخليج او الدول الاوربية بحيث يتميز صوف الماعز الهندي الكشميري أن في البرد يبعث حرارة دافئة وفي الصيف يبعث البرودة وبسبب ذالك يعتبر هو اجود انواع الصوف والذي لم تتمكن الدول الاوربية او الصين او غيرها من تصنيع المصر من هذا النوع من الصوف .
ولصناعة المصر يتم استخدام آلة يدوية لرص الخيوط ببعضها البعض ويضاف الصوف بينها ايضا بطريقة يدوية لتصبح قطعة متكاملة ثم يتم تلوين المصر حسب الرغبة وايضا بطريقة يدوية وبعد ذالك يتم تشكيل زركشة مختلفة حسب الرغبة .
وعن عدم اقبال العمانيين على المصر من النوع الصيني ، قال الميمني :"المصر الصيني بنوعيه احدهما بسعر 3 ريالات والاخر ب15 ريالا ( درجة اولى ) ويسمى بربع ترمه وكلاهما غير محبب لدى العمانيين لانه ثقيل على الرأس وغير مريح ويسبب الصداع وسقوط الشعر ويزعج من يرتديه لذالك لا تجده متداول بين العمانيين ويضعف الاقبال باستخدامه.
وأكد أن جميع انواع المصار العمانية يتم تصنيعها من صوف الماعز ولا يوجد اي مصر عماني مصنوع من القطن او غيرها وما يميزها عن بعضها هو اصل ونوع الماعز وايضا يختلف عن غيرها بغسل المصر واضافة مواد كيميائية إليه يتحكمان ايضا في انسيابية صوف المصر .
زشرح الميمني عن انسيابيه المصر وكيفية معرفة جودته ، قائلا:" يمكن للمشتري أن يعرف جودة المصر ونوعه من خلال انسيابيته باستخدام خاتم اليد ، حيث أن المصر اذا انساب من الخاتم بشكل كامل عندها يسمى ترمة واذا كان النصف فيسمى نصف ترمة اما اذا انساب ربع المصر عبر الخاتم فيسمى ربع ترمه."
و نصح بعدم غسل المصر بعد شراءه او استخدامه لأن ذالك يؤثر على انسيابية المصر ويضعف جودته ويعمل على اهتراءه وبروز خيوطه ، قائلا:" لا يحبذ غسل المصر الكشميري بتاتا مهما كان الامر ، لأنه يأتي من الاساس من كشمير مغسولا بماء انهار بارده ثم كيه وطيه ويصل للسلطنة جاهزا ."
مؤكدا:"أن على المستهلك أن لا يفكر بأنه يمكن غسل المصر بالماء البارد في سلطنة عمان حيث لا يمكن مقارنة ماء السلطنة البارد بماء وثلوج كشمير الطبيعية ابدا ، مضيفا : ولكن اذا اضطررت الى غسل المصر لسبب ما كتلطخه ببقع او ما شابه فإنه يفضل غسله غسيل بخاري فقط وعليه أن يتخير محل لغسيل المصر متخصص في ذلك حيث ربما يقوم البعض من العاملين في مغسلة الملابس بغسله يدويا موهما الزبون بأنه تم غسله بخاريا مما يسبب اهتراء المصر وفقدانه لجودته ."
وعن العمر الافتراضي للمصر ، قال الميمني :" يعتمد ذالك على الشخص نفسه ، في حالة عدم اهتمامه بالمصر برميه في اي مكان ويكرر لبسه دائما او يتأثر المصر بالعرق والغبار او اشعة الشمس بتركه ف السيارة او غسله دائما بالبخار فان كل ذالك يؤثر على عمر المصر الافتراضي ، مؤكدا أن في حالة اهتمام الشخص بالمصر الكشميري فإنه من الممكن أن يحتفظ بجودته لمدة بين 8-10 سنوات تقريبا ."
وفي السياق نفسه، قال محمد البلوشي، وهو أيضا صاحب محل للمصار العمانية للشبيبة: "المصار العمانية تختلف، فمنها ذو الخياطة اليدوية ومنها ذو الخياطة بالماكينة ومنها بالطباعة، وأفضلها الخياطة اليدوية وأقلها جودة الخياطة بالطباعة، فالمصر العماني متنوع، ومن أرقى وأجود أنواعه الصوف الكشميري ويسمى "الساتوش" وبعده في الجودة والرقي يأتي المصر "الباشمينا"، كما أن هنالك الترمة، وجميعها من كشمير، ولكن تختلف في جودة المصر ونعومته، كما أن هناك الصوف الصيني ويعتبر أردأ أنواع المصر حيث تظهر خيوطه ولا يستمر فترة طويلة.
فيما قال معاذ السعيدي من ولاية الخابورة في محافظة شمال الباطنة للشبيبة: يحرص العماني على ارتداء المصر العماني في أوقات العمل وفي المناسبات العامة والخاصة وأهمها الأعياد وتبدأ أسعاره من 8 ريالات عمانية إلى 200 ريال عماني ، ففي كل عيد يقتني العمانيون مصرا أو مصرين.
واضاف السعيدي:" في كل عيد أشتري مصرين بقيمة تتراوح من 50 ريالا إلى 100 ريالا آخذا في الاعتبار عند الاختيار نوع الصوف ومقاس النقشة ولون المصر .
بينما قال محمد البريكي : "آخذ مصرا في كل عيد ويتراوح سعره من 10ريالات عمانية إلى 45 ريالا عمانيا أراعي فيه الألوان ومقاس النقشة وأحب أن أتمصر بجعل المصر طبقات في المقدمة وبالنسبة لي فإن المصر العماني هو مصدر فخر واعتزاز بالهوية العمانية".
وقال محمد البادي أحد المهتمين بالمصر العماني: "شراء المصر أحد أهم مستلزمات وتجهيزات الشاب العماني في العيد، ومن الضروري أن يعرف الشاب أنواع المصار وأسعارها للحد من الاستغلال للشباب في هذه البضاعة فالمصار الصينية تغزو الأسواق بأسعار عالية مع أنها في الحقيقة تباع بأسعار رخيصة وبحسب علمي فإن هنالك عدة أنواع من أبرزها ساتوش خاص وسعره من 80 إلى 100ريال عماني وساتوش العادي وسعره 60 ريالا عمانيا وتورمه خاص وسعره 45 ريالا عمانيا وتورمه وسعره من 25 إلى 30 ريالا عمانيا ونص تورما وسعره أقل من 20 ريالا عمانيا، أما طريقة اختيار المصر حسب علمي فتعتمد على خفة القماش والنقوش".