وكالات - الشبيبة
تأسرنا أصواتهم ولكن لا نعرف الكثير عنهم، إنهم أئمة الحرمين الشريفين، الذين تصل أصواتهم إلى كافة بقاع العالم الإسلامي، في شهر رمضان المبارك.
وكل عام تعلن وزارة الشؤون الإسلامية السعودية أئمة أيام الشهر الكريم في صلاة التراويح وصلوات القيام طيلة رمضان.
ويؤم المصلين في صلاتي التراويح والتهجد في المسجد الحرام طوال شهر رمضان المبارك الشيخ ياسر الدوسري، والشيخ عبد الرحمن السديس، والشيخ عبد الله الجهني، والشيخ ماهر المعيقلي، والشيخ بندر بن عبد العزيز بليلة، وفق تقرير نشرته "الخليج أونلاين".
"شيخ المؤذنين"
لا بد من الحديث عن مؤذن المسجد الحرام الشيخ علي أحمد ملا، الذي يصدح بصوته الشجي بالأذان من الحرم المكي منذ 45 عاماً.
ويلقب الشيخ علي أحمد ملا بـ"شيخ المؤذنين"، ولد في مكة عام 1945 لعائلة تعمل بالأذان في المسجد الحرام.
وبدأ عمله بالأذان عام 1975 خلفاً لابن عمه الراحل الشيخ عبد المالك الملا، والذي كان يعد من أشهر المؤذنين بالمسجد الحرام، وأهم المصادر عن تاريخ الأذان والمكبرية بالحرم.
وتنقل صحيفة "الوطن" السعودية عن الشيخ علي قصة عمله مؤذناً في المسجد الحرام بقوله: "أعظم خبر سمعته في حياتي عندما أبلغني والدي بأني سأصبح مُكَبِّراً وَمُؤَذِّناً للمسجد الحرام، وكان ذلك في عام 1975".
ولفت إلى أن أول أذان قام به هو أذان الفجر الأول، وأذان الفجر الثاني، من مئذنة باب الزيادة، ولم يكن بها ميكروفون، وكانوا يطلقون عليها "الصنجة"، وكان لا يسمعها إلا الذين يجلسون تحتها.
ويقول الشيخ الملا: إن "هناك فَرقاً بين الأذان المكي والأذان المدني من حيث الأداء ومخارج الحروف، فمؤذنو الحرم المكي لكل منهم أسلوب متفرد في الأداء يختلف عن غيره تماماً، وجميعهم يمتازون بقوة الصوت وخشونة النبرة، بينما مؤذنو المسجد النبوي يمتازون بالرقة في الصوت، وجميع أصواتهم قريبة من بعضها، ولا يوجد بينها فرق".
أئمة الحرم المكي
والإمامة والخطابة في المسجد الحرام فضل كبير لمن يقوم بها، وقد أولتها الحكومة السعودية أهمية كبيرة منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود، الذي جعل للمسجد الحرام إدارة خاصة سميت "مجلس إدارة الحرم".
وفي عام 1987 أعلن تأسيس الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والتي تقوم بالإشراف على تعيين الأئمة والخطباء والمؤذنين.
عبد الرحمن السديس
ويعد الشيخ عبد الرحمن السديس أشهر أئمة المسجد الحرام، وهو أيضاً الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين.
ولد في البكيرية بمنطقة القصيم عام 1960، وهو من أشهر مرتلي القرآن الكريم في العالم، وتمكن من حفظ القرآن الكريم ولم يكن يبلغ من العمر سوى 12 عاماً.
عُرِف الشيخ السديس بالنبرة الخاصّة في صوته التي تخشع معها الأفئدة، وتجويده الممتاز للقرآن الكريم، وقد نال جائزة الشخصية الإسلامية للسنة في الدورة التاسعة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم عام 1995.
يشغل السديس إماماً وخطيباً بالمسجد الحرام بأمر ملكي منذ عام 1984، وكان أقدم أئمة الحرم المكي وأصغرهم سناً عند تعيينه.
وفي عام 1987 نال السديس درجة الماجستير في أصول الفقه بتقدير ممتاز من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ثم نال درجة الدكتوراه عام 1995 من كلية الشريعة بجامعة أم القرى بتقدير ممتاز.
ياسر الدوسري
الشيخ ياسر الدوسري من مواليد محافظة الخرج السعودية لعام 1980، وتولى الإمامة والخطابة بالحرم المكي منذ العام 2019.
وكان سابقاً إماماً لعديد من الجوامع والمساجد في الرياض، وتتلمذ على يد مجموعة من العلماء والمشايخ، ومنهم: عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي المملكة، وصالح الفوزان، وعبد الله بن جبرين، وقرأ القرآن على جمع من المشايخ والمقرئين، منهم الشيخ بكري الطرابيشي، وإبراهيم الأخضر.
بدأ الشيخ الدوسري مشوار إمامة المساجد في عمر 16 سنة في الصف الأول الثانوي، عندما أنشئ مسجد في حي الفاروق الذي كان يقيم فيه في الرياض، وتميزت قراءته للقرآن الكريم بنوع معين، حيث يبدأ قراءة الفاتحة بطريقة "الشيخ محمد أيوب" وبعدها يكمل بطريقته الخاصة.
حاصل على شهادة البكالوريوس في الفقه من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحصل على درجة الماجستير والدكتواره من نفس الجامعة، وله أكثر من 33 مؤلّفاً ودراسة وبحثاً في علوم القرآن الكريم والفقه المقارن والبيوع.
عبد الله الجهني
الشيخ عبد الله بن عواد بن فهد الذبياني الجهني، إمام وخطيب المسجد الحرام منذ عام 2006، ولد بالمدينة المنورة عام 1976.
حفظ القرآن منذ الصغر، وفاز بالمركز الأول مكرر في مسابقة القرآن الكريم العالمية في مكة المكرمة، وعمره آنذاك 16 عاماً، ثم أكمل تعليمه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، التي نال فيها درجة البكالوريوس من كلية القرآن.
أَم المسلمين في مسجد القبلتين بالمدينة، وبعد ذلك لمدة سنتين متواليتين في الحرم النبوي الشريف، وكان عمره آنذاك 21 عاماً.
أجازه عدد من علماء القراءات المعروفين على مستوى العالم وامتدحوا قراءته، من هؤلاء المشايخ: الشيخ المقرئ أحمد الزيات، والشيخ إبراهيم الأخضر القيم شيخ القراء في المسجد النبوي الشريف، والدكتور علي الحذيفي إمام المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، والشيخ محمد أيوب.
يتمتع الشيخ عبد الله بالصوت الجميل والقراءة المتقنة والمجودة مع امتلاكه جهورية الصوت، كما يتميز الجهني عن غيره من أئمة الحرم السابقين بأنه نال شرف الإمامة في أربعة من أشهر مساجد العالم؛ هي مسجد القبلتين بالمدينة المنورة، والمسجد النبوي الشريف، ومسجد قباء بالمدينة المنورة، والمسجد الحرام.
ماهر المعيقلي
الشيخ ماهر بن حمد بن معيقل المعيقلي البلوي، إمام وخطيب المسجد الحرام منذ العام 2008، وسبق أن شغل الإمامة في المسجد النبوي الشريف لعامي 2006 و2007.
حفظ القرآن الكريم ودرس كلية المعلمين في المدينة المنورة، وتخرج فيها معلماً لمادة الرياضيات، وانتقل للعمل بمكة المكرمة معلماً، ثم أصبح مرشداً طلابياً.
حاصل على درجة الماجستير في فقه الإمام أحمد بن حنبل في كلية الشريعة بجامعة أم القرى، وحصل على درجة الدكتوراه في التفسير، ويعمل أستاذاً مساعداً بقسم الدراسات القضائية بكلية الدراسات القضائية والأنظمة بجامعة أم القرى.
وفي عام 2006 سجل المصحف المرتل المشترك لإذاعة وتليفزيون السعودية، بالاشتراك مع الشيخ محمد السيد ضيف، وكان هذا المصحف الأول الذي يسجل للإذاعة وللتلفزيون في آن معاً.
بندر بليلة
الشيخ بندر بن عبد العزيز بن سراج بن عبد الملك بليلة، هو إمام المسجد الحرام بمكة المكرمة منذ عام 2013، وعضو هيئة كبار العلماء منذ 2020.
ولد في مكة المكرمة في عام 1975، وحصل على الماجستير في الفقه من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية من جامعة أم القرى، ثم على الدكتوراه من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في الفقه من كلية الشريعة.
وفي عام 2021 كُلف بخطبة يوم عرفة في مسجد نمرة، كما ألقى بعدها خطبة عيد الأضحى في المسجد الحرام.