مسقط - الشبيبة
تستضيف سلطنة عمان ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ، الداعية الإسلامي الشهير ذاكر نايك، لإلقاء محاضرة بعنوان "القرآن الكريم ضرورة عالمية" مساء اليوم بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض "مسرح مدينة العرفان" الساعة 9 مساءا.
فمن هو ذاكر نايك، الذي نال شهرة عالمية وأصبح حديث العالم ..
"نايك" هو داعية إسلامي شهير، ولد في 18 أكتوبر عام 1965 في مدينة مومباي بالهند، لعائلةٍ مسلمة طبية، فقد كان أبوه عبد الكريم محمد نايك طبيبا جراحا وناشطا اجتماعيا، ودرس علم مقارنة الأديان، وأطلق عليه الشيخ أحمد ديدات لقب "ديدات الأكبر"، وهو مؤسس ومدير شبكة "تلفزيون السلام".، حسب تقرير سابق لشبكة تلفزيون "الجزيرة".
النشأة
كان "ذاكر عبد الكريم نايك" في أيام الدراسة طالبا ذكيا، فاق أقرانَه بذاكرته الحديدية وذكائه المفرط، وكانت والدته تحلم بأن يصبح ابنها جراح قلب مثل الدكتور كريستيان برنارد، أول شخص ينجح في إجراء عملية زرع قلب بشري في العالم عام 1967.
وأثناء دراسته للحصول على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة، سأل نايك والدته، "هل تريدينني أن أصبح مثل الشيخ أحمد ديدات أو الدكتور كريستيان برنارد؟" فأجابت بحكمة: "كليهما".
دراسته
درس الطب بناء على رغبة والديه، وتخرج في كلية الطب في جامعة مومباي، ولكنه سرعان ما ترك هذه المهنة وتفرغ لدراسة الدين الإسلامي، وأساليب التبشير به والدعوة إليه والمنافحة عنه.
وكان من لوازم ذلك دراسة الأديان الأخرى، بما في ذلك حفظ نصوصها ومَراجعها، ومقارنتها بالإسلام ونقاط التقائها معه وافتراقها عنه، وكان في كل ذلك يتمتع بسرعة البديهة والحجة الدامغة والذاكرة القوية، التي أتاحت له إفحام خصومه وإبهار مشاهديه.
بعد أن بدأ الدكتور ذاكر نايك إلقاء محاضرات عامة عن الإسلام، سأل والدته السؤال نفسه مرة أخرى، "هل تريدينني أن أصبح مثل الشيخ أحمد ديدات أو الدكتور كريستيان برنارد؟" فأجابت: أستطيع أن أضحي بألف دكتور كريستيان برنارد من أجل الشيخ أحمد ديدات.
تجربته الفكرية
ويعتبر الدكتور نايك تلميذا نجيبا في مدرسة الدعوة الإسلامية العالمية المعاصرة، التي رسم خطوطها الأولى الداعية الجنوب أفريقي الموطن، الهندي الأصل، الشيخ أحمد ديدات.
وأتقن نايك أولا حفظ أصول دينه الإسلامي من القرآن الكريم والأحاديث النبوية، وأجاد ثانيا أساليب الجدال المنطقي والمناظرة العقلية، والخطابة الهادئة الرصينة.
ثم تفرّغ لكتب الأديان الأخرى، من المسيحية واليهودية والهندوسية والبوذية، وأقوال أصحابها ومنَظّريها، فاستظهرها جميعها، واستخدم نصوصها المتناقضة في إفحام خصومه، وتبيان صحة أحكام الإسلام في المسائل المطروحة، وما لزم ذلك من إتقان لغات عديدة لخدمة أهدافه.
وكان الغرض من كل هذا كسب الأنصار وليس هزيمة الخصوم -حسب تعبيره في أكثر من مقام- وهو الأمر الذي تحقق كثيرا، فلا تكاد تخلو خطبة أو مناظرة من أفراد يشهرون إسلامهم بين يديه.
امتد حضوره ليشمل منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، فتابعه الملايين من عشرات الدول، وحازت قنواته المتلفزة على مئات ملايين المشاهدات، وفي السنوات الـ25 الماضية، ألقى نايك أكثر من 2000 محادثة عامة، وذلك بحسب موقعه الرسمي على الشبكة العنكبوتية.
الهند تطلب القبض عليه
ووفق تقرير "الجزيرة" ، استفزت هذه النجاحات قوى الضغط السياسية والدينية والطائفية، سواء في الهند أو في الدول التي تنشط فيها هذه الجماعات، فساقت له مجموعة من التهم الكيدية الفضفاضة، مثل "التحريض على الإرهاب"، و"نشر خطاب الكراهية".
وطلبت الهند رسميا من الإنتربول الدولي إصدار مذكرة اعتقال حمراء بحقه، بدعوى أنه "هارب دولي من وجه العدالة يتوجب إلقاء القبض عليه في أي مكان وزمان وتسليمه للهند".
كما حذت دول عديدة حذو الهند، فمنعته الولايات المتحدة الأميركية وكندا من دخول أراضيها، وقامت دولٌ بالتضييق على مؤسساته وقنواته.
إنجازته الوظيفية
مع توجهه لميدان الدعوة أسس عام 1991 "مؤسسة البحث الإسلامي" غير الربحية والمتخصصة في تدريب الدعاة، وتتبع للمؤسسة "المدرسة الإسلامية الدولية" في بومباي، وهو أيضا مؤسس منصة "الهداية" الإلكترونية، للتعريف بدين الإسلام من خلال القرآن والحديث النبوي.
وهو مؤسس ومدير شبكة "تلفزيون السلام" (Peace TV Network)، والتي تعدّ من أكبر الشبكات الدينية مشاهدة حول العالم، وتبث باللغات الإنجليزية والأوردية والبنغالية والصينية.
في يناير 2006، أطلق نسخة القناة باللغة الإنجليزية (Peace TV English)، حيث بلغ عدد مشاهديها أكثر من 100 مليون مشاهد، 25% منهم من غير المسلمين، وفي يونيو 2009، أطلق النسخة الأوردية (Peace TV Urdu)، وفي أبريل 2011 أطلق النسخة البنغالية (Peace TV Bangla)، أما النسخة الصينية (Peace TV Chinese) فأطلقها في ديسمبر 2015. ويحلم نايك باستكمال البث بأشهر 10 لغات عالمية.
إنجازاته الإسلامية
زاد نايك على شيخه أحمد ديدات بمناظراته مع العلماء الهندوس والسيخ والبوذيين، وفي عام 1994، أطلق عليه ديدات نفسه لقب "ديدات الأكبر"، وفي عام 2000، قدّم له لوحة نقش عليها "يا بني ما فعلتَه في 4 سنوات استغرق مني 40 عاما لإنجازه".
حاور نايك عددا كبيرا من الملحدين الذين يعتبر إقناعهم بالدين الإسلامي أسهل من إقناع غيرهم، لأنهم وفق قوله "لا يعتقدون بوجود إله أصلا، ولذلك فهم يؤمنون بنصف كلمة التوحيد وهو نفي آلهة الشرك، ولأنهم غالبا يؤمنون بالبراهين العلمية، فأنا قادر على مساجلتهم بها لإثبات النصف الآخر وهو وجود الله تعالى، مركزا على الحقائق العلمية الثابتة، وليس النظريات المعرضة للتغيير".
خاض نايك غمار عشرات المناظرات مع علماء ورجال دين من المسيحيين واليهود، عُقدت أشهرها في أبريل عام 2000 مع المبشر وعالم الأحياء الدكتور ويليام كامبل في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأميركية، وكانت بعنوان "القرآن والإنجيل في ضوء العلم".
وأسلم على يديه الآلاف في أنحاء العالم مباشرة أو عبر متابعة أشرطته المسموعة والمرئية وبرامجه التلفزيونية على العديد من القنوات في العالم، وقد أدرك بتجربته أن "الأفارقة هم أسهل الشعوب استجابة للحق ودعوة الإسلام، ويليهم الصينيون واليابانيون، ثم الشعوب الغربية، أما أصعبها استجابة فهم الهنود لتعدد أديانهم والتمييز الاجتماعي الذي يمارسونه ضد من يترك دينه منهم".
احتل نايك المرتبة 82 في قائمة "100 شخص الأكثر نفوذا في الهند" التي نشرتها شركة "إنديان إكسبريس" (Indian Express) عام 2009، والمرتبة 89 عام 2010.
تم تصنيفه من بين أفضل 70 شخصا في قائمة "أكثر 500 شخصية إسلامية تأثيرا في العالم"، التي نشرتها جامعة جورج تاون في آخر 10 طبعات (2011-2020).
يعتبر حديثه العام في منطقة كيشانجاني بيهار في الهند، سنة 2012، من أكبر التجمعات البشرية التي اجتمعت لخطيب واحد، فحضره في ذلك اليوم أكثر من مليون مستمع على صعيد واحد.