بقلم : عيسى المسعودي
دائماً مانقول إن بلادنا الحبيبة عمان تزخر بالمواهب والمبدعين وهذه حقيقة تتأكد مع الأيام ومنذ سنوات طويلة نشهد ظهور هذه المواهب وفي مختلف المجالات الثقافية والرياضية والاقتصادية والطبية والإعلامية وغيرها ولقد نادينا بالاهتمام بها ورعايتها والمحافظة عليها وفتح المجال لها لكي تستمر في تنمية وتطوير موهبتها او ابداعها وان تكون لدينا برامج ومؤسسات تهتم بهذا الجانب وتسهم في فتح آفاق جديدة لهم بحيث تقوم هذه المؤسسات بمتابعة هذه المواهب ومراقبتها والاهتمام وجعلها تحت المجهر منذ صغرها وحتى تكبر لتخدم وطنها وتمثل اضافة جديدة لنا جميعاً ، فكم للاسف من موهوب ومبتكر ومبدع لم يجد الاهتمام والرعاية ولم يجد التوجيه والاهتمام فترك موهبته وابداعه ولم تستفد منة الدولة لأن مثل هذه المواهب مهما كانت حريصة على الاهتمام بنفسها فهي من المهم انها تحتاج لمؤسسة تأخذ بيدها وتضع لها برامج تعليمية وتدريبية متخصصة حتى تتطور وتنمى من موهبتها او ابداعها.
خلال الاسبوع الفائت وتحديداً يوم الخميس وبعد الخروج من المكتب وكالعادة مع نهاية اسبوع الذهاب الى البلد وبينما انا في السيارة اتنقل من اذاعة الي اذاعة ومن برنامج الى برنامج اذاعي وبكل صراحة توقفت وشدني كثيرا اللقاء الاذاعي الذي اجراه الزميل سليمان المعمري مع الطالبة أروى القصابية فقد استطاعت بموهبتها في الحديث اولا ولباقتها الرائعة وثقتها بنفسها وهي لاتزال في مقاعد الدراسة في الصف الرابع ان تجبرني بمتابعة اللقاء وكم مرة حاولت ان اغير تردد الاذاعة لأنتقل كالعادة لاذاعة اخرى فلم استطع فأسلوب الموهوبة اروى وطريقة كلامها كانت بالفعل تجبرني بالاستمرار في المتابعة لدرجة انني طلبت لمن كان معي في السيارة السكوت والاستماع للقاء فمع كل سؤال كان يطرحة المعمري كنت اتشوق لاجابة اروى وكنت بدأت اتوقع انها ستدهشني باجابتها خاصة عندما قالت انها تحب مادة الرياضيات وتعتبرها كلعبة جميلة تتعلم منها امور كثيرة اضافة الي حبها لدراسة اللغة العربية واهتمامها وحبها الشديد للقراءة لدرجة انها تحفظ عناوين الكتب التي قرأتها وتعطيك تحليل وفكرة عن الكاتب والكتاب وماذا استفادت منه اثناء قرأتها وغيرها من الاحاديث والامثلة والعبارات والجمل والردود الايجابية التي ذكرتها اروى اثناء اللقاء تؤكد انها خامة ممتازة وموهوبة حتى عندما ذكرت انها في المستقبل تحب ان تحقق حلمها بان تكون طبيبة اسنان قامت بشرح لماذا تريد تحقيق هذا الحلم وكيف ستنفع بعلمها وعملها ابناء وطنها وعلينا ان نتصور ان طالبة لاتزال في الصف الرابع تتحدث بأسلوب راقٍ وجميل ومشوق ولديها احلام وطموحات وتهتم كثيراً بتعزيز ثقافتها ومعرفتها من خلال القراءة وزيادة التحصيل العلمي في المواد الدراسية كل هذه الامور تجعل من أروى موهبة ومكسباً كبيراً يجب على المدرسة والبيت الاهتمام بها بشكل اكبر ولقد ذكرت الطالبة ان عائلتها والحمدلله تهتم بها كثيراً وهذا شيء رائع لذلك يأتي دور المدرسة في غاية الاهمية خلال الفترة المقبلة لصقل موهبة أروى وتطوير معارفها ومداركها طالما الخامة الاساسية موجودة ورغبتها وشغفها في المعرفة والقراءة موجودة يبقى كما ذكرنا ضرورة الاهتمام والرعاية من قبل المؤسسات المعنية عن تشجيع وتحفيز المواهب والمبدعين ومن هنا نجد أن وجود مؤسسة تتبنى الابداع والمواهب اصبح امرا مهما وضروريا خاصة وان عمان والحمدلله تزخر بالعديد من الموهوبين والمبدعين والمبتكرين في مختلف المجالات فمثل اروى هناك العديد من الطلبة والشباب في كافة محافظات السلطنة يحتاجون الي من يقف معهم ويدعمهم ويهتم بموهبتهم ويسهم في صقلها وتطويرها وان لاتترك فقط للاجتهادات الشخصية فعمان تحتاج لكل الشباب المبدع ولعل رؤية عمان 2040 وضمن محاورها ومناقشتها أكدت وبشكل مباشر على هذا الجانب بقي ان يتم تنفيذ الافكار التي تدعم المواهب المختلفة وهذا لن يتحقق الا من خلال وجود مؤسسة او كيان يتابع ويراقب ويضع البرامج المتخصصة لتنمية وتطوير المواهب العمانية .
كلمة شكر ايضا يجب ان تقال في هذا الموضوع لوسائل الاعلام المختلفة التي تبرز وتظهر لنا هذه المواهب الشابة بين فترة واخرى وتقوم باعداد البرامج الاعلامية المتخصصة التي تسلط الضوء على هؤلاء الاطفال او الشباب والحمدلله خلال الفترة الفائتة تابعنا عددا من البرامج الاذاعية والتلفزيونية وفي الصحف والمجالات التي تقوم بهذا الدور ونتمنى استمرارها لما لها من اهمية كبرى لتشجيع وتحفيز الشباب مع التأكيد على ضرورة انشاء مؤسسة مستقلة تعنى وتهتم بالموهوبين والمبتكرين لكي يتم تطويرهم ليخدموا وطنهم في مختلف المجالات والقطاعات بحيث تكون هذه المؤسسة مسؤولة عن اكتشاف المواهب في كافة انحاء السلطنة ووضع البرامج والمسابقات المتخصصة لهم ومعرفة احتياجاتهم ودعمهم لتطوير موهبتهم التي ستكون مكسباً للوطن.