الهند – الشبيبة
زيارة الهند ليست أقل من مغامرة في بلاد العجائب. الهند هي الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم وهي أكبر دولة ديمقراطية، وهي حضارة تضم العديد من الثقافات. والمشي في شوارعها يشبه القيام بجولة في متحف حي، حيث تمتزج في الهند تقاليدها القديمة مع الحداثة المتمثلة في مكاتب الشركات الكبرى والمؤسسات التعليمية الكبرى.
وحظيت مراسلة الشبيبة مؤخرا بزيارة الهند كجزء من مبادرة وزارة الشؤون الخارجية لتعزيز العلاقات العمانية الهندية.
وكان أول لقاء لي هو مع نائب وزير الشؤون الخارجية بجمهورية الهند، الدكتور أوصاف سعيد، الذي أكد أن العلاقات التجارية الودية بين البلدين تعود إلى مئات السنين، وذكر أن هناك 6000 شركة تعمل في سلطنة عمان، وقد زاد التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 9.99% في العامين الماضيين.
كما كان للشبيبة لقاء بالسفير العماني لدى الهند، سعادة عيسى بن صالح الشيباني، الذي أكد أنه في ظل قيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، تلعب السفارة العمانية دورا كبيرا في تعزيز التعاون والتواصل والصداقة بين البلدين.
عطر الهند
وتقول مراسلة الشبيبة : "لم أشعر أنني بعيدة عن وطني، لأن روائح العود الهندي جذبتني وأنا أمشي في شوارع بنجالور القديمة، فذكرتني بإحدى جولاتي المسائية على كورنيش مطرح الذي يطل على بناء المبخرة الضخمة في حديقة ريام وهي تبرز من خلف الجبال".
وأضافت : "كذلك تحية "ناماستي" المبهجة في أنحاء الهند أشعرتني أنني في وطني على الرغم من شوقي وحنيني للأصدقاء والليالي في مسقط. وأنا أجوب شوارع العاصمة نيودلهي وأتجول فيها، فهمت من خلال البساطة في وجوه الناس والدفء في ضحكاتهم السبب وراء أن كلمة "دلهي" تعني حرفيا المكان الذي يعيش فيه "أصحاب القلوب الطيبة".
مدينة لا تنام
وتستطرد مراسلة الشبيبة : أثناء تجوالي في الأسواق التقليدية، مثل أسواق تشاندي تشوك، في دلهي أعجبني كثيرا الساري الذي ترتديه النساء الهنديات، وأيضا لم أستطع منع نفسي من تذوق حلوى جولاب جامون التي يسيل لها اللعاب. وكانت روائح التوابل والكاري تطاردني في الشوارع الصاخبة المليئة بعربات الريكشا الصفراء الصغيرة التي يطلق عليها السكان المحليون اسم "توك توك". وسط كل ذلك الصخب والضجيج في دلهي، يزدحم المئات من راكبي الدراجات النارية على الطرق في مطاردة لا تنتهي للحاق بوتيرة الحياة السريعة في هذه المدينة التي لا تنام أبدا.
وتقع دلهي على ضفاف نهر يامونا، وتتميز بمجموعة متنوعة من المأكولات واللهجات والملابس، مما يجعلها تجسيدا مثاليا للتنوع الديني والثقافي في الهند.
تاج محل
لا يمكن أن تكتمل زيارتك للهند بدون زيارة أيقونة الحب المشهورة عالميا – تاج محل، الذي يعتبر من عجائب الدنيا السبع، وهو عبارة عن ضريح إسلامي من الرخام الأبيض العاجي تم بناؤه في مدينة أغرا. هذا النصب التذكاري تم إنشاؤه سنة 1631 بأمر من الإمبراطور المغولي شاه جهان وهو تعبير عن حب الملك لزوجته ممتاز محل. ويعد تاج محل جوهرة وأعجوبة الفن الإسلامي في الهند ومازال يجذب الكثير من السائحين حتى يومنا هذا.
بعد انتهاء رحلتي، عدت، ليس بوداع ولكن بوعد بزيارة مرة أخرى. لقد أثارت الجوانب المألوفة والجديدة للثقافة الهندية فضولي تجاه هذه الأرض التي أعتبرها أرض العجائب.