وكالات - الشبيبة
دعا الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي إلى الثقة في تحالف "أوبك+"، مشدداً على أن "الحذر" أفضل نهج للتعامل مع أسواق الطاقة.
يأتي ذلك بعد نحو ثلاثة أيام من تأكيد منظمة "أوبك" وحلفائها على التزام الدول الأعضاء بالإبقاء على اتفاق خفض الإنتاج الحالي دون تغيير حتى نهاية 2023.
وقال الوزير إن تحالف "أوبك+" لا يتدخل في السياسة، نافياً أن يكون التحالف أو منظمة "أوبك" نفسها يتحكمان في أسعار النفط. وأضاف خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الرابع والأربعين للجمعية الدولية لاقتصاديات الطاقة، السبت، أن الدرس الأهم الذي يجب تعلمه الفترة الحالية هو أهمية الثقة في تحالف "أوبك+" ، نقلا عن بلومبرغ الشرق.
"أوبك+" مجموعة مسؤولة من الدول.. لا ندخل أنفسنا بأي مشاكل أو مسائل سياسية، لو وثق بنا الناس لما مررنا بأسبوعين من الاضطرابات بعد قرار "أوبك+" خفض الإنتاج"، وفقاً لتصريحات وزير الطاقة في المؤتمر.
في أكتوبر الماضي، اتفق أعضاء "أوبك+" على خفض إنتاج النفط بواقع مليوني برميل يومياً بدءاً من نوفمبر 2022، وتمديد "إعلان التعاون" حتى نهاية 2023.
وكان هذا الخفض هو الأكبر منذ جائحة كورونا، والثاني على التوالي لـ"أوبك+" بعد أن خفّض التحالف الإنتاج بشكل رمزي بـ100 ألف برميل يومياً باجتماع سبتمبر من العام الماضي.
النهج الحذر في سوق الطاقة
اعتبر الوزير أن النهج الحذر هو المسار الأفضل للتعامل مع أسواق الطاقة، وليس التوقعات، وأكد أنه لولا العمل الجماعي لكانت سوق الطاقة اختلفت عما هي عليه الآن. وقال: في مجال الطاقة هناك فرص كبيرة للحلول المشتركة والجماعية.. الانعزالية تفرق وتُحدث مشاكل إضافية.. من دون الجهود المشتركة سنصل لمزيد من الفوضى.
وزير الطاقة السعودي لم يخض في قرارات الغرب بشأن حظر النفط الروسي، لكنه اعتبر أن كل هذه الخطوات تتسبب في قطع الإمدادات عن الأشخاص الذين يحتاجون الطاقة، وهذا هو مصدر القلق.
تتزامن تصريحات الوزير السعودي مع موافقة دول الاتحاد الأوروبي على فرض سقف 100 دولار للبرميل لمبيعات الديزل الروسي إلى دول ثالثة يبدأ تنفيذه غداً الأحد، في إطار محاولة للحد من الإيرادات المالية لموسكو، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر تحدثوا لـ"بلومبرغ".
وتوقع الأمير عبد العزيز أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من الانعزالية في العالم، معتبراً أن "أيام السوق الحرة والعولمة ولّت، وأن هناك المزيد من المنهجية الانعزالية" مشدداً على أن السعودية أكبر منتج بأقل تكلفة للنفط، تعتمد على نفسها ليس فقط في النفط لكن في قطاع الطاقة ككل.
وتحدث وزير الطاقة عن خطط السعودية للانتقال في مجال الطاقة، وقال إن المملكة يمكنها أن تصبح مصدر الكهرباء الخضراء للعالم، في ظل وجود استراتيجية بشأن الطاقة النظيفة.
تسعى المملكة لتنفيذ خطة للتحول في مجال الطاقة، وعلى هامش قمة المناخ التي عقدت في شرم الشيخ المصري نوفمبر الماضي، وقعت الرياض اتفاقيات لـ13 مشروعاً للطاقة المتجددة بطاقة تصل إلى 11.4 غيغاوات وباستثمارات تصل إلى 34 مليار ريال (9 مليارات دولار).
"لدينا خارطة طريق وتمويل كبير.. نحن أنشأنا مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وانطلقنا.. نعرف أن العالم بحاجة إلى الهيدروكربونات، لا الوقود الأحفوري.. نحن أفضل بكثير من أكبر الدول في مجموعة الـ20 فيما يتعلق بالانبعاثات"، وفقاً للوزير.
وأكد وزير الطاقة أن التوجه بالنسبة للطاقة النظيفة، لا ينبغي أن يكون مرتبطاً بشرائح بعينها، إذ إن الشرائح الفقيرة يجب أن تستفيد من الأمر، موضحاً أن هناك مئات الملايين من الأشخاص تنقصهم موارد الطاقة العصرية، وأن الرياض تدفع في اتجاه دعم هؤلاء، مضيفاً: "يجب أن نتوقف عن النفاق ونراعي أن مئات الملايين من البشر يعانون من فقر الطاقة.. يجب إظهار أن بيئة الطاقة لا تفكر فقط في أولويات الكبار".