تجاذبات.. وقتية

مقالات رأي و تحليلات الجمعة ١٥/يناير/٢٠١٦ ٠١:٣٠ ص
تجاذبات.. وقتية

محمد بن سيف الرحبي
www.facebook.com
msrahbyalrahby@gmail.com

رمـــــيت أجندة عام 2015 إلى سلة المهملات، ووضعت أخرى مكتوباً عليها 2016 على سطح الطاولة.. كل ورقة نقلبها فيها شهريا تعني أن مصيرها يقترب من.. سلة المهملات.

**
عندما تحلّ الأجندة الجديدة على الطاولة مزهوّة نشعر بها عروسا تتأنق بشقاوة الطفولة، تكبر أمام أعيننا..
هل لزام علينا أن نفطن إلى تلك الساكنة في «السلّة»؟!
هكذا قدرها، كما يتعيّن على «الجديدة» أن تترقب دورها بعد بضعة أشهر تعبرنا سريعا.. وتلقى نفس المصير!
**
ينتبه كثيرون منّا إلى هذه الأجندات على طاولات مكاتبهم بكيفية غريبة:

مرّ شهر أو مرت أشهر.. لم يقلبوا الصفحة، وبقيت على شهر حزم حقائبه ومضى..

وهناك من تفاجئه الأوراق بأن العام بأكمله رحل، وما زالت على الطاولة «أجندته» تقاوم، لعل النسيان يتركها.. وإن بدا الهامش.. مؤلما.
**
هل نشبه تلك الأجندات السنوية التي تــــــوزعها المؤسسات وغيرها علينا مطلع كـــــل عام؟
ليس بالضرورة أن نصل إلى سلة المهملات في خاتمة الحكاية، هذه السلة قد تصلها ذكرانا في قلوب الذين منحناهم حبّنا.. ونغدو مجرد ذكرى.. كالسنة التي ذهبت، إلى غير رجعة.
**
ليست الســـــنوات وحدها التي تمضي إلى «الهامش» حتى تكاد لا نلتفت إليها إلا مضطرين.. هـــــناك بشر يعيشون بيننا، لكنهم لا يعـــــرفون من «المتن» إلا النظر إليه من بعيد، ويكتفون بذلك الهامش المتاح لحركتهم على سطح الحياة /‏ صعوبات الواقع.
**
الفاصل بين عامين يبدو ضئيلا..
وأمام سير الزمن نبدو على قدر هائل من الضآلة، حتى أن هناك من تسقطه لائحة العمر كما تسقط ورقة من شجرة في موسم خريف.
يتبدل رقم، وتتساقط أرقام.. وفارق هائل بين رقم يتبدل، ومعدل الأرقام التي تتساقط، قتلا أو جوعا أو كما شاء القاتل أن ينوّع حرابه.
**
أصعــــــب ما فــــي الحياة أن تسقط سنة من عمرك..
أسهل ما في الحياة أن تفرح بالسنة المقبلة.. نفرح بالآتي حتما، كحالنا مع كل طفل يخرج من رحم أمه إلى الحياة، أو مع أي آدمي يعود إلى رحم أمه.. الأرض.