بقلم: علي المطاعني
تشكل المهرجانات التي تنظمها وزارة التراث والسياحة في بعض محافظات سلطنة عمان خطوة لتعزيز السياحة الداخلية واثراء الولايات بالمناشط والفعاليات المتعددة التي من شأنها أن تحقق العديد من الأهداف التي تمزج التعريف بالارث التاريخي العريق لهذا الوطن وموروثاته وعاداته وتقاليده، وبين الفعاليات الترفيهية والتسلية للأجيال الناشئة، وهو ما يرسخ أهمية هذه المهرجانات وتعددها في المحافطات، لإظهار ما تكنه من مكنونات تراثية ومقومات سياحية، ويعزز تطويرها بما يسهم في إضفاء قيمة سياحية لها في السنوات المقبلة، الأمر الذي يثلج الصدر بأن هذه الخطوة جاءت لتلبي العديد من التطلعات. فبلا شك أن إقامة مهرجانات في المحافطات بحد ذاته يعد خطوة نوعية في إطار الجهود الهادفة لتعزيز المحافطات تتواكب مع التوجهات بإضفاء المزيد من الاستقلالية لهذه المحافطات في تنميتها اقتصاديا من كافة الجوانب الاقتصادية والقطاع السياحي يعد من أبرزها، وكما أن إقامة مهرجانات جاء للاستغلال المزايا النسبية للمحافظات من كافة الجوانب سواء تراثها أو مقوماتها وعاداتها وتقاليدها المتنوعة التي تثري القطاع السياحي بشكل عام وتكشف عن مكنونات هذه المحافطات فضلا عن نقلها للأجيال بطرق أكثر شيقة تتماشى مع ذوائق الأجيال هذا تطور مهم من شأنه ان يسهم في تنمية المحافظات وازدهارها بشكل افضل عن ماهو عليه.
بل إن هذه المهرجانات جاءت كأولئ التجارب في التعاون بين الوزارة ومكاتب المحافظين بهذا المستوى من العمل الهادف، وبالتالي يؤسس لتطوير التعاون في المستقبل من شأنه أن يعزز استثمار المحافطات وامكانياتها بشكل يتواكب مع التطلعات المجتمعية ويتوافق مع الخطط الحكومية وفق مستهدفات رؤية عمان 2040م. وما تشكله من اهمية كبيرة في النهوض بالمحفظات وتعزيزها للاعتماد على جهودها الذاتية.
فاليوم نرى بأن هناك مهرجانات في المحافظات تقام في الربع الخالي لتميط اللثام عن إرث صحراوي متعاقب عبر الحقب الزمنية الموغلة في القدم عن حياة الصحراء وتقاليدها وسننها وتراثها، ممزوجا بالكثير من الفعاليات الصحراوية الهادفة إلى إثراء هذا المهرجان، ومهرجان المغامرات الصحرواية في ولاية بدية بمحافظة شمال الشرقية الذي يكشف عن العديد من الجوانب التراثية والسياحية، يضاف إليه العديد من الفعاليات الرياضية مثل السباقات السيارات والتزلج على الرمال والمناطيد وغيرها من الفعاليات المثرية.
وكذلك مهرجان صور البحري الذي سيكشف جانبا من الموروث البحري لسلطنة عمان بكل ما يحمله من إرث عريق يستمد منه المهرجان فعالياته وينقل هذا الإرث للأجيال وما قد يشهده في الأسبوع القادم من فعاليات بحرية متنوعة، وكذلك مهرجان. محافظة الداخلية الذي قد يزيح الستار عن الكثير من المناشط والفعاليات والتراث الذي تزخر به هذه المحافظة. بالتالي بان هذه المهرجانات أوجد نوعا من الحراك الاقتصادي والاجتماعي. خاصة وانها اسهمت وبشكل كبير في إيجاد فرص أعمال للكثير من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال قيامها بالاعمال المتعلقة بالتجهيزات والتوريدات وغيرها.
فهذه المهرجانات في تجربتها الأولى وبهذه النجاحات التي يمكن البناء عليها وتطويرها كما وكيفا تعد منطلقا مهما في إيجاد مهرجانات لها أبعاد أكبر ترسخ الكثير من الجوانب السياحية والتراثية.
طبعا التطوير والتحديث المهرجانات يأتي بعد التجارب للوقوف على الجيد وتطوير ومعالجة الاشكاليات والاطلاع على رغبات الجماهير وبالتالي ستتطور هذه المهرجانات كما وكيفا ولا يجب مقارنتها بغيرها من المهرجانات التي لها مسوغاتها واجندتها التي قد تختلف عن ما نهدف اليه. نأمل أن تكلل هذه المهرجانات بالنجاح والبناء على ما يتحقق من مكاسب على كافة الأصعدة والمستويات في النهوض بها بما يتواكب مع تطلعاتنا ومتطلباتنا بعيدا عن تقليد الأخرين ومجاراتهم.