الشبيبة - وكالات
مع الزيادة المستمرة لعدد سكان سلطنة عُمان، وزيادة نسبة الأطفال بالنسبة إلى العدد الإجمالي خلال خمس سنوات، تواجه القيادة العُمانية جملة من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية.
وتفرض زيادة عدد السكان في سلطنة عمان -خاصة الأطفال- على السلطات العُمانية رفع مستوى تعليم الشباب للقيام بدورهم في النهوض بالدولة الخليجية، وإيجاد أماكن جيدة لتعليمهم، فضلاً عن توفير قطاعات ومرافق صحية لعلاجهم ، حسب "الخليج أونلاين".
ويقدر عدد سكان سلطنة عمان إجمالاً بـ4 ملايين و520 ألفاً، وفق إحصاءات 2021 الرسمية.
وزاد عدد الأطفال في سلطنة عمان بنسبة 16%، خلال خمس سنوات، إلى 1.221.751 مليون نسمة يمثلون 44% من مجموع المواطنين، كما بلغ عدد الشباب العُمانيين بين 18 و29 عاماً 544.983 شاباً يمثلون 19.4% من مجموع السكان، 51% منهم من الذكور و49% من الإناث.
ووفقاً للنشرة الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في سلطنة عمان، منتصف يناير 2023، فإن الإحصاء يشمل الأطفال العُمانيين الذين تتراوح أعمارهم بين يوم واحد و17 عاماً، في الفترة من 2017 و2021.
وأوضحت النشرة أيضاً أن عدد المسنين من المواطنين فوق الستين عاماً زادت من 149.824 في 2017 إلى 154.405 في 2021، مشيرة إلى أنهم يمثلون 5.5% من مجموع السكان.
وتفرض هذه الزيادة في عدد سكان سلطنة عُمان اتخاذ إجراءات سريعة لرفع معدلات الالتحاق بالمدارس وما يتبعها من تعليم جامعي، وخفض معدل البحث عن عمل بين الشباب، واستغلال طاقات الشباب في الإنتاج، وإقامة مزيد من المشروعات التي يمكن أن تستوعب القوى البشرية من الشباب ذكوراً وإناثاً، وكذلك تغيير نظرة الشباب للوظائف، حيث تنظر نسبة من الشباب نظرة دونية إلى بعض الوظائف.
وكشفت القوى العاملة العُمانية عن وجود 2.158.616 عاملاً في البلاد خلال 2021، بينهم مليون و384 ألفاً و833 أجنبياً يمثلون نحو 64%.
ويقدر عدد العُمانيين في القطاع الحكومي، وفقاً لما نشرته القوى العاملة، في أغسطس الماضي، بـ351 ألفاً و231، يمثلون 89% من مجموع الموظفين، مقابل 41 ألفاً و641 أجنبياً.
الكاتب والمحلل الاستراتيجي سعيد المحروقي، يقول إن أبرز التحديات الذي تواجه سلطنة عُمان بشأن سكانها يتمثل في زيادة نسبة الطفولة والشباب، وهو ما شكل عبئاً في نمط التعليم.
ويوضح المحروقي في حديثه لـ"الخليج أونلاين" أن السلطات العُمانية "انتبهت لزيادة نسبة الطفولة وحاجتها للمدارس وتوفير نظم تعليمية، لذلك تضمنت الخطة الخمسية زيادة عدد المدارس، والسماح لصناديق التقاعد بالاستثمار في هذا الجانب".
ويضيف: "شهدت مسقط هذا العام افتتاح عدد من المدارس الدولية والعربية لإحداث تنوع في التعليم والمناهج العالمية".
ويرى أن من التحديات أيضاً تضاعف عدد الباحثين عن العمل، حيث يوجد أكثر من 80 ألفاً دون عمل، لذلك ينتظر الجميع خروج قانون العمل الجديد لعلاج تلك التحديات.
ويشير إلى أن فرص العمل من التحديات التي تواجه السلطنة في ظل زيادة عدد سكانها، مشيراً إلى أن عُمان تعمل على خلق وسائل استثمارية قادرة على جلب فرص عمل ووظائف.
ويوضح أن خططاً تجريها الحكومة حالياً من أجل تحفيز التعليم التطبيقي والتقني بحيث يكون المجتمع مواكباً لرؤية إدخال النظم الإلكترونية والتطبيقات في إدارة المؤسسات.
ويبين أن القطاع الصحي من ضمن التحديات أيضاً، مشدداً على ضرورة زيادة عدد المستشفيات، وتقديم الدعم للمؤسسات الصحية.
وتولي سلطنة عُمان اهتماماً خاصاً بالطفولة من خلال نشر مؤسسات تنشئة الطفولة كالحاضنات وأركان الأطفال في مختلف محافظات السلطنة، وتقديم أفضل أنواع الخدمات التعليمية والاجتماعية والثقافية فيها، وضمان جودة آليات التعليم.
وتقوم سلطنة عمان بجهود كبيرة للاهتمام بالطفل العُماني، حيث نفذت عديداً من البرامج والأنشطة والفعاليات التي تخص الطفل، ويتم توفير الرعاية البديلة للأطفال الأيتام ومن في حكمهم من خلال إلحاقهم بالأسر الحاضنة المناسبة أو إلحاقهم بمركز رعاية الطفولة.
ويرعى "مركز رعاية الطفولة" في السلطنة الأطفال الذين حرموا من الرعاية الأسرية الطبيعية نتيجة لظروف اجتماعية خاصة، حيث يقدم لهم الرعاية الإيوائية والمعيشية الشاملة، إضافة إلى البرامج التربوية والاجتماعية والثقافية والترفيهية والأنشطة الأخرى الخاصة بالطفولة.
وتقدم "دور الحضانات" خدمات اجتماعية وتربوية وثقافية للأطفال من سن ستة شهور إلى ثلاثة أعوام ونصف العام، وتتم متابعة هذه الحضانات من قبل وزارة التنمية الاجتماعية؛ للتأكد من التزامها باللوائح والقوانين المنظمة لذلك وتصحيح مسارها في حال الإخلال بعملها.
وفي سلطنة عمان "بيوت نمو الطفل"، وهي مؤسسات أهلية تطوعية تدار بالجهود الذاتية، وهدفها المساهمة في تنشئة الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، كما توجد "أركان الطفل"، وهي مؤسسات تتبع بعضها "جمعيات المرأة العُمانية"، وبعضها الآخر يتبع "مراكز تنمية المرأة الريفية"، وجميعها تقدم خدمات اجتماعية وترفيهية وتربوية للأطفال في الفئة العمرية بين 3 سنوات ونصف إلى سن ما قبل المدرسة.