القاهرة - وكالات
أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر الشريف في مصر، أن الحوار طوق النجاة للإنسانية للخروج من أزماتها المعاصرة، وأن أية رؤية للحوار لا تستند على القيم الدينية والأخلاقية لا يمكن أن تفيد.
وأكد شيخ الأزهر أن العودة إلى الدين هي العاصم والمخرج الآمن من هذه المحن، مشيرا إلى أن الشعوب خسرت رهانها عندما سمحت للوعود البرَّاقة التي راهنت فقط على التقدم المادي واستبعدت الدين، فجلب لهم صراع المادة مزيدا من الفتن والأزمات والحروب، لذا فالعالم اليوم أحوج ما يكون إلى صوت الدين بجانب التقدم العلمي، وأن يحظى هذا الصوت بالدعمِ السياسي والدبلوماسي الجاد.
جاء ذلك خلال استقبال شيخ الأزهر الشريف، أنطونيو تاجاني، وزير الخارجية الإيطالي، نائب رئيس الوزراء، بمقر مشيخة الأزهر بالعاصمة المصرية القاهرة، لبحث سبل تعزيز التعاون والحوار الديني والثقافي بين الشرق والغرب.
ووفق وسائل إعلام مصرية، فقد رحب فضيلةُ الإمام الأكبر بوزير الخارجية الإيطالي والوفدِ المرافق له في رحاب الأزهر الشريف، معربًا عن تقديره لحرص الوزير الإيطالي على زيارة الأزهر، وأنه يحتفظ بذكريات شخصية من الاجتماع الأول الذي جمعهما في فلورسنا، خلال مؤتمر الحوار بين الشرق والغرب والذي بدا له من خلاله أن أنطونيو صاحب صوت سياسي ودبلوماسي حكيم يعترف بصوت الدين والأخلاق.
واستعرض الطيب جهود الأزهر في مجال الحوار بين أتباع الأديان، والذي أثمر عن تعزيز التعاون وتضافر الجهود بين المؤسسات الدينية حول العالم، ونجح الأزهر من خلال هذه الخطوات في تسليط الضوء على القيم المشتركة في الأديان، وتوجت ذلك بتوقيع «وثيقة الأخوة الإنسانية» التاريخية مع البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية.
وشدد شيخ الأزهر على أننا لا نزال نحتاج إلى بذل الكثير لإطفاء نيران الحروب والصراعات التي تروج باسم الدين ويروح ضحيتها ملايين الفقراء والمساكين والأطفال والنساء، فلن تسكت أصوات البنادق إلا بتغليب صوت الحكمة والاحتكام إلى الحوار الجاد والحقيقي.
ولفت شيخ الأزهر إلى أن استجابة الغرب لدعوة الحوار مع الشرق بها شيء غير قليل من التباطؤ، ومنها إصرار بعض الدول على مساندة ودعم بعض التصرفات التي تعيق الحوار بين أتباع الأديان، وتكريس أموال وحملات ضخمة وغزو ثقافي غير مسبوق لمواصلة سياسة الاستعمار التي ذاق مرارتها الشرق في القرنين الماضيين، معربًا عن رغبته لعقد مؤتمر لعلماء الإسلام ورجال الكنائس لإيجاد حلول لهذه التصرفات والاتفاق على تجريم الإساءة لكل مقدسات الأديان ورموزها واحترام ثقافات الشعوب.