الشبيبة - وكالات
يشكل تنظيم وسائل الإعلام جانباً أساسياً في العمل الإعلامي الخليجي، وتكون الدساتير التشريعية والقوانين والنظم الإدارية هي السائدة لدى المؤسسات الصحفية في دول الخليج.
وتتبنى جميع الدول الخليجية نظماً تقنن حرية العمل الصحفي وممارسات وسائل الإعلام داخل الدولة، إما من خلال وزارات الإعلام ومجالسها، أو من خلال القوانين الإدارية، أو باتباع تشكيل مكاتب خاصة بها، كما حدث مؤخراً في الإمارات بإنشاء "المكتب الوطني للإعلام"، حسب "الخليج أونلاين".
وتحاول دول الخليج تنظيم الإعلام المحلي والمؤسسات الحكومية التابعة لها تحت إطار محدد، من خلال إنشاء مراكز متخصصة تعنى بذلك، ونقل صورة مميزة عنها للإعلام الغربي، ويسلط "الخليج أونلاين" الضوء عليها في هذا التقرير.
سلطنة عُمان.. التواصل الحكومي
كانت سلطنة عُمان الثالثة خليجياً بإنشاء مركز اتصالات الخدمات الحكومية في عام 2017، ضمن المديرية العامة للاتصالات فـي مجلس الوزراء، قبل أن تنقل المديرية إلى إدارة وزارة الإعلام عام 2021.
وفي المرسوم السلطاني عقب النقل، حدد اختصاصات المركز فيما يتعلق بالتواصل الحكومي، والمتمثلة في "إعداد الخطـط اللازمة لتحسين الاتصال الحكومي، وتعزيز الوعي المجتمعي بالمشاريع والقرارات والسياسات الحكومية".
كما ينص المرسوم على أن تقوم الوزارة بـ"تقديم الدعم الإعلامي الذي تتطلبه أنشطة الجهات الحكومية، وتحليل ورصد ما ينشر فـي وسائل الإعلام والتواصل".
ووفقاً لمركز التواصل على موقعه الإلكتروني، فقد سعى إلى "تفعيل منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقاته المختلفة بهدف التواصل مع الجمهور عبر مختلف القنوات، وإثراء المحتوى المرتبط بالسلطنة على هذه المنصات والتطبيقات، ومن ثم مشاركته مع شرائح المجتمع المختلفة".
كما يعمل على "التوعية بالخدمات والبرامج والأنشطة التي تعمل على تنفيذها المؤسسات الحكومية، وكذلك تسليط الضوء على المبادرات الوطنية التي تقودها المؤسسات والأفراد، والترويج للسلطنة وإنجازاتها في المجالات المختلفة وتبوئها مراكز متقدمة في التصنيفات والتقارير العالمية".
مكتب إعلامي بالإمارات
وفي ظل الاهتمام الخليجي بتعزيز مكانة الإعلام في المنظومة الحكومية أصدر رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، (17 يناير 2023)، مرسوماً بقانون اتحادي بإنشاء "المكتب الوطني للإعلام"، وعين رئيساً له.
ونص المرسوم على أن يتمتع المكتب بالاستقلال المالي والإداري اللازمين لتحقيق أهدافه ومباشرة اختصاصاته، ويتبع وزير ديوان الرئاسة.
ويهدف المكتب، وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية "وام"، إلى "تطوير منظومة الإعلام في الدولة بما يخدم المصلحة الوطنية ويعزز موقع الدولة الإعلامي على المستوى الإقليمي والدولي".
كما يهدف إلى "دعم آلية التنسيق والتعاون وتوحيد الجهود بين مختلف الجهات الإعلامية في الدولة، بجانب إعداد قيادات وكوادر إعلامية وطنية"، وفقاً للبيان.
وأصدر مرسوماً ثانياً ينص على تعيين الشيخ زايد بن حمدان بن زايد رئيساً للمكتب الوطني للإعلام بدرجة وزير.
ولأن لكل مدينة حكومة خاصة بها، فكل منها يملك مكتباً خاصاً للإعلام، من بينها مكتب الإعلام لحكومة أبوظبي، الذي أطلق عام 2018، ومكتب حكومة دبي الذي تأسس عام 2010، فيما كان الرئيس السابق قد أصدر مرسوماً بإنشاء المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات في 2020.
مكتب الاتصال بقطر
كانت قطر سباقة على مستوى دول الخليج، حين أسست بموجب قرار أميري لعام 2015، مكتب الاتصال الحكومي، والذي يقوم بأكثر من مهمة، من بينها الجانب الإعلامي، الذي يعد الركيزة الأساسية في المكتب.
ويسعى المكتب لتعزيز قنوات الاتصال من خلال التنسيق بين الجهات الحكومية والقطاع العام، ويتبع رئيس مجلس الوزراء مباشرة.
يهدف مكتب الاتصال الحكومي إلى تسليط الضوء على أولويات ورؤية دولة قطر عن طريق التعاون مع الوزارات وأهم الهيئات، وتقديم الدعم للجهات الحكومية لضمان سرعة الرد على الاستفسارات الواردة من الإعلاميين.
ووفقاً لبيان حديث من المكتب، فإنه قد تمكن، منذ تأسيسه، "من بناء علاقة مهنية وثيقة مع مختلف وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية، وجماعات المصالح وعامة الشعب ومن لديهم الرغبة بمعرفة المزيد عن دولة قطر".
وإلى جانب ذلك، فإن الهدف الرئيسي من تأسيسه أن يكون "المصدر الرئيسي للأخبار والمعلومات المتعلقة بدولة قطر، ونقل صورة دقيقة عنها إلى العالم، من خلال توضيح الحقائق، وإبراز إسهامات الدولة في مختلف المجالات".
السعودية.. مركز التواصل
وجدت السعودية أهمية لإنشاء مركز يتخصص بالتواصل الحكومي في الجانب الإعلامي، فقامت وزارة الإعلام بالمملكة، في 2018، بإنشاء "مركز التواصل الحكومي" الذي يعد أحد الأذرع الحيوية المهمة للوزارة.
تنصب مهمة المركز الأساسية على "تعزيز أدوات التواصل الحكومي وتحقيق التكامل بينها، وفقاً لبرنامج عمل إعلامي متكامل، يحقق استراتيجية الوزارة في توحيد الرسالة الإعلامية، والارتقاء بقدرات العاملين في المجال الإعلامي، بما يعكس الصورة الحقيقية للمملكة في الداخل والخارج".
من أهداف المركز التي اطلع عليها "الخليج أونلاين": "تحقيق التكامل والتنسيق بين الأجهزة الحكومية ووسائل الإعلام، لمواكبة التطور ومسايرة النهضة التي تشهدها المملكة، ومساندة الإدارات الإعلامية الحكومية في أداء رسالتها وفق أفضل الممارسات العالمية".
كما يعمل على "دعم قدرة الإدارات الإعلامية في التخطيط الاستراتيجي، والتنفيذ بأعلى كفاءة، والاستجابة السريعة للمستجدات، وكيفية إدارة الأزمات، وتطوير صناعة المحتوى الإعلامي، وفق أفضل التجارب والخبرات الدولية".
الكويت.. مركز التواصل أيضاً
وكما السعودية خطت الكويت خطوة بإنشاء مركز التواصل الحكومي عام 2019، تحت مظلة عمل مشتركة بين جميع وزارات وجهات الدولة.
ولعل الهدف الرئيسي من إنشائه أن يكون "واجهة إعلامية واحدة للتواصل المباشر والفعال بين المواطنين والمقيمين عبر شبكات التواصل الاجتماعي".
ومن رؤيته "توحيد الخطاب الإعلامي وخلق سياسة مشتركة لإدارة الحسابات الحكومية"، ومن أهدافه أيضاً: "تفعيل الأداء الإعلامي للأجهزة الحكومية وذلك عن طريق تطوير نظام فاعل لرفع كفاءة وسرعة الاستجابة الإعلامية، واعتماد الإطار العام للخطابات الحكومية وتوحيد الرسالة الإعلامية".
ويقوم عمل المركز على "تنسيق مختلف الجهود لدعم الهوية الموحدة للدولة عبر وسائط التواصل والقنوات الإعلامية لتحفيز الوزارات على مزيد من التواصل لدعم حق المواطن في المعلومة الصحيحة".
الاتصال الوطني بالبحرين
أما البحرين فقد لحقت قطر بعد عام واحد، بصدور مرسوم ملكي بإنشاء وتنظيم مركز الاتصال الوطني، والذي يتبع الوزير المعني بشؤون الإعلام.
الهدف من إنشاء المركز تمثل في "توحيد الخطاب الإعلامي الحكومي وفق منهجية عمل واضحة يكون من شأنها إرساء دعائم الخطاب الإعلامي الحكومي بما يتضمنه من خطط وبرامج، وإضفاء الطابع المؤسسي عليه، وإتاحته للمعنيين به بما يعبر عن الواقع على المستويين المحلي والدولي".
كما يهدف المركز إلى "تحقيق التميز في الاتصال عبر كافة الجهات الحكومية، والتعريف بأولويات الحكومة عن طريق قنوات الاتصال.
ويعمل ضمن آلياته على "وضع خطط واستراتيجيات الخطاب الإعلامي الحكومي والإشراف على تنفيذها وتطويرها كلما لزم الأمر، وتنسيق المهام التنفيذية لاستراتيجية الاتصال والإعلام الحكومي لكافة الجهات الحكومية، وإدارة عمليات وأنشطة الاتصال والإعلام في أوقات الأزمات، بالتنسيق مع الجهات الحكومية الرئيسة".
وإلى جانب ذلك، يعمل على "الإشراف على التطوير المهني وبناء قدرات موظفي وفرق عمل الاتصال والإعلام في كافة الجهات الحكومية وتقديم الدعم لها حسب الحاجة، بالتنسيق مع الجهات المعنية، ووضع آلية تضمن تكامل الأجهزة الإعلامية الحكومية من حيث التخطيط والتنسيق والتنفيذ".