بعد تكرارها بالمجتمع العماني.. ’الشبيبة’ ترصد الأسباب الاجتماعية وراء ’جرائم الطعن’

بلادنا الاثنين ١٩/ديسمبر/٢٠٢٢ ١٤:٠٤ م
بعد تكرارها بالمجتمع العماني.. ’الشبيبة’ ترصد الأسباب الاجتماعية وراء ’جرائم الطعن’
تعبيرية

مسقط - الشبيبة

شهدت سلطنة عمان خلال الأيام الأخيرة الماضية عدة جرائم طعن، لم يشهدها المجتمع العماني من قبل خاصة إنه جميع الجرائم ارتكبت في فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز الأسبوعين.

وكان العامل المشترك في جميع تلك الجرائم هو استخدام "السلاح الأبيض" كوسيلة للقتل، ففي 7 ديسمبر الجاري تم القبض على مواطن بتهمة الاعتداء على مواطنة بولاية السيب نتيجة خلافات أسرية بينهما مما نتج عنه وفاة المعتدى عليها.

وفي 12 ديسمبر تم القبضُ على مواطنٍ بعد أن قام بالاعتداء على مواطنةٍ طعنًا بالسلاح الأبيض في ولاية عبري مما أفضى إلى وفاة المعتدى عليها.

وفي 17 ديسمبر القت شرطة عمان السلطانية القبض على مواطنة في ولاية شناص بعد أن اعتدت على أحد أقاربها بالسلاح الأبيض وإيذاء نفسها بسبب خلافات أُسريّة مما أدى إلى إصابته بإصابات متعددة نُقلوا على إثرها إلى المستشفى.

وفي 18 ديسمبر تم القبض على مواطن بعد اعتداءه بالسلاح الأبيض على موظفة في أثناء تأدية عملها بأحد البنوك المحلية بمحافظة ظفار.

وبسبب تكرار هذه الجرائم مؤخرا، رصدت "الشبيبة" الأسباب الاجتماعية التي قد تؤدي إلى ارتكاب الجاني لمثل هذه الجرائم البشعة.

وقال حمود بن خميس النوفلي أستاذ مشارك في قسم الاجتماع والعمل الاجتماعي في جامعة السلطان قابوس حول الأسباب التي تجعل الشخص يستخدم العنف ضد أهله أو أقاربه أو أصدقائه في حديثه لـ"الشبيبة" : "ليس من الممكن أن يقوم أي شخص سوي والمستقر نفسيا واجتماعيا بالاعتداء على أقاربه".

وأضاف النوفلي: "هناك عدة أسباب اجتماعية تدفع الشخص للقيام بمثل هذه الأفعال منها تعرضه للظلم أو القهر التي تؤدي إلى تراكمات معينة، وقد يكون الأمر مرتبط بخلل في منظومة الأخلاق والقيم التي تجعله متمردا ويدخل في صادم كبير مع أفراد عائلته أو أصدقائه وخصوصا إذا كان هذا الشخص يتعرض لتحريض من فئة أخرى ويشجعونه للقيام بهذا الأمر الغير مقبول فينظر إلى أقاربه بأنهم أعداءه وتتشكل لديه نزعة انتقامية في حال غياب الوازع الديني لديه".

وأوضح أستاذ علم الاجتماع قائلا: "الأسباب أيضا وراء ارتكاب مثل تلك الجرائم تلوث الفطرة السويه بمؤثرات فكرية وأخلاقية وضغوطات النفسية وفقد السيطرة على التصرفات،وجميع هذه العوامل تختلف من حالة إلى أخرى باختلاف دافع العنف قد يكون خلاف أسري أو عاطفي يعقبه التهديد والابتزاز وتطوره إلى مسألة الاعتداء وأخذ الحق باليد ، أو قد تكون متلعقة بالجوانب المالية".

وفي ما يخص ارتفاع حالات الطعن في الفترة الأخيرة في سلطنة عمان قال النوفلي: "لا بد من الرجوع إلى الإحصائيات المختصه في الجرائم وحوادث الطعن في سلطنة عمان للحديث عن تزايد حالات الطعن من عدمه ومقارنة إحصائيات هذا العام مع الأعوام الأخرى، ولكن في الجانب الآخر انتشار حالة الطعن في هذه الآونة يعود إلى توفر التقنية ونشر وتداول أخبار الجرائم على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والترويج لها بصورة سريعة وواسعة والأمر وبطبيعة الإنسان يتأثر بما يرى ويسمع كثيرا، وبالرجوع إلى إحصائية نشرها الادعاء العام عن مستوى الجرائم في السنة الماضية سنلاحظ ارتفاع في الجرائم المرتبطة بالمسكرات والمخدرات وكذلك الجرائم الإلكترونية".

 وعن حماية المجتمع من حوادث الطعن أوضح النوفلي قائلا: "من الجوانب التي يجب نعتمد عليها لحماية المجمتع من مثل هذه الحوداث لا بد من غرس الوزاع الديني ومنظومة القيم والأخلاق وتثقيف المجمتع من خلال تقوية المناهج الدراسية في الجامعات والكليات ، وكذلك تعزيز المنظومة التشريعية التي تحفظ الحقوق والتأكيد على الأشخاص بأن القانون قادر على أخذ حقهم بأسهل الطرق وأسرعها دون اللجوء إلى ممارسة العنف".

وأضاف: "من المهم جدا تغليظ وتشديد العقوبات لكن من تسول له نفسه للقيام بالاعتداء على الآخرين بالطعن أو أي طريقة إجرامية أخرى ،والمعالجة الأخرى هيه الوقوف على مضمون تلك الجرائم وتحليل عواملها وأسبابها لوضع آليه لتفاديها وإيجاد منظومات لحل الخلافات الأسرية والاجتماعية".