الأسرة صمام الأمان للمجتمع

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ١٩/ديسمبر/٢٠٢٢ ١١:١٩ ص
الأسرة صمام الأمان للمجتمع

بقلم : محمد الرواس

تُعد الأسرة ركيزة المجتمع الأساسية، ومن هذ المنطلق فإن توفر الأمان الاجتماعي يحقق لها الاستقرار والطمأنينة في جوانب الصحة والسلامة النفسية، وبالتالي تتمكن من القيام بدورها المحوري في المجتمع بكل سلاسة ويسر في ظل وجود ثقافة الحقوق والواجبات المطلوبة منها وعليها.

بالأمس القريب بتاريخ 14 ديسمبر الجاري نفذت المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة ظفار (ملتقى الأسرة الأول لعام 2022) النسخة الأولى تحت عنوان «حوار» اشتمل على جلسات ونقاشات بناءه ومعرض مصاحب استمر على مدى يومين، شاركت فيه بعض جمعيات المرأة العُمانية بالمحافظة.

هدف الملتقى إلى تعزيز واستدامة دور الأسرة بالمجتمع واستقرارها، وتسليط الضوء على تأهيل الأسر لتأدية دورها المناط بها على أكمل وجه، ففي اليوم الأول الذي كان تحت رعاية سعادة الشيخ سالم سهيل شماس والي صلالة رئيس لجنة التنمية الاجتماعية تم افتتاح الملتقى وبدء فعالياته: منها الجلسات الحوارية والنقاشية التوعوية، بجانب معرض مصاحب احتوى على العديد من الدراسات والمطويات والكتب الإرشادية والمشاريع الأسرية، بالإضافة الى التعريف بالتشريعات العُمانية في مجال الحماية الأسرية، كما احتوى المعرض على العديد من الأدلة التعريفية والكتب القيمة بمجالات حقوق المرأة والطفل والأسرة، وبعد مرور سعادة الشيخ والي صلالة على ورش العمل المصاحبة للملتقى والاستماع إلى مقتطفات من الحوارات، منها الحوار الأسري وفنيات إدارة الخلافات الأسرية و التوافق الزوجي وأثره على الاستقرار الأسري، وفنيات الزواج الناجح أشاد سعادته بأهمية تعزيز وترسيخ دور الأسرة والمشاركة في مثل هذه الملتقيات للخروج بنتائج إيجابية ومن ثّم متابعتها.

جميعنا يعلم أن النهوض بالأسرة هو نهوض بالمجتمع ككل، والعلاقة بينهما علاقة لا يمكن الفصل بينهما ولا يمكن وضع أولوية إحداهما على الآخر؛ فالهدف جوهري وهو العمل على ترابطهما الاجتماعي الشامل، ومرعاة نشر الثقافة الأسرية هو سر نجاح المجتمع؛ لأن النتيجة الحصول على ثروة وطنية بشرية فاعلة بالوطن.

الحوارات والنقاشات التي تمت بالملتقى سلطت الضوء على التحديات التي تواجه الأسرة وكيفية وضع الحلول البناءة لها من خلال التشارك الأسري؛ مما يجعل للأسرة تلك القيمة في العطاء والإرث القّيمي الأخلاقي المصاحب بالسلوك الذي يدفع المجتمع نحو الأمن المجتمعي الذي ننشده، والذي وضعت له المؤشرات الفاعلة والواضحة والصريحة من خلال رؤية عُمان 2040 ، .خاصة في محور «الإنسان والمجتمع «.

في يومه الثاني يوم الختام تشرف الملتقى برعاية كريمة من معالي السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار، وبحضور معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار الموقرة وزيرة التنمية الاجتماعية، حيث أشار معالي السيد المحافظ الى» أهمية الملتقي حيث ان الأسرة هي نواة المجتمع واهمية ترابط المجتمعات مما يتوجب ادوات مبادرات تكوين الاسرة مثل هذه الفعاليات « ولقد استمرت الجلسات الحوارية عبر متحدثين ومتخصصين في شؤون الأسرة والمجتمع للحديث عن مواضيع مثل : المودة والرحمة بالأسرة، والحديث عن وسائل استقرار الأسرة والتماسك الأسري، والتطرق إلى ظاهرة الطلاق وكيفية احتواء النزاعات الأسرية وغيرها من النقاشات التي أثرت الملتقى، ولقد صاحب الملتقى تكريم أصحاب المبادرات والأكفاء والمشاركين في هذا الملتقى، خاصة أولئك الذين وضعوا بصماتهم في الشؤون الأسرية، بالإضافة إلى الإشادة بالجهات التي كان لها الدور الأكبر والأبرز في إنجاح الملتقى من خلال الكلمة التي ألقاها الفاضل محمد بن حميد الكلباني مدير عام التنمية الاجتماعية بمحافظة ظفار، وتلتها كلمة الفاضل عدنان الفارسي المتحدث الرسمي للملتقى.

ختاماً يطيب لى أن أشيد بالوسائل الإعلامية التي قامت بتغطية الملتقى لما لها من دور فاعل في إنجاح الملتقى الأول للأسرة، فقد كانت تغطية إعلامية متميزة، وحضور مكثف من المشاركين.