العمانية - الشبيبة
تنطلق بمحافظة ظفار الأسبوع المُقبل حملة مكافحة الطيور الغازية في سلطنة عُمان التي تعد من أكثر الطيور الدخيلة الغازية تأثيرًا على النظام البيئي وتوازن مكوناته؛ باستهدافها الأنواع الأخرى من الطيور.
جاء ذلك خلال اللقاء الإعلامي بمقر هيئة البيئة وعقدته اللجنة الرئيسية لمكافحة الطيور الغازية في سلطنة عُمان وتنفذها هيئة البيئة بالتعاون مع الجهات الحكومية المختلفة ذات العلاقة.
وأوضحت اللجنة أن هذا النوع من الطيور الغازية المسمى /المينا/، والغراب الهندي /الدوري/ تعتبران من الطيور الشرسة والعدوانية؛ إذ تتغذى على فراخ الطيور الأخرى وبيوضها والزواحف والحشرات والقوارض، إضافة إلى المحاصيل الزراعية والثمار والحبوب؛ ما ينعكس سلبًا على الموارد الاقتصادية.
وأضافت اللجنة أن طائري /المينا/ والغراب من أكثر الطيور تأثيرًا على التنوع الأحيائي بسلطنة عُمان ودول المنطقة، ويتم التركيز عليهما حاليًّا نظرًا للأضرار الكبيرة التي تتسبب بها، واتساع الرقعة الجغرافية لمواقع وجودهما وتكاثرهما.
وبيّنت اللجنة أن هذه الطيور وصلت إلى أراضي سلطنة عُمان بعدة طرق، منها: وصول سفن الشحن والبواخر أو توريدها كطيور للزينة، إضافة إلى طريق هجرة الطيور الموسمية.
وأفادت اللجنة أن هيئة البيئة قامت بالعديد من الجهود في مجال مكافحة الطيور الغازية، حيث تم تشكيل فريق بحثي يضم مختصين من الهيئة ومختلف الجهات البحثية والأكاديمية، يعمل على دراسة سلوكيات هذه الطيور، والاطلاع على تجارب الدول الأخرى في مجال المكافحة، وإعداد دراسة عن آثارها وأضرارها على مختلف الجوانب البيئية والاقتصادية والصحية.
كما عرّجت اللجنة إلى أهمية دور المجتمع ووعيه لإنجاح حملة المكافحة التي تحد من انتشار الطيور الغازية، وذلك بعدم إلقاء المخلّفات وبقايا الأطعمة في الأماكن العامة، والمحافظة على نظافة الحظائر ومواقع تغذية الحيوانات المستأنسة والدواجن، إضافة إلى إبقاء ثمار الأشجار في المزارع مغطاة ومحمية، والتخلص من الأعشاش إن وجدت سواء في المساكن أو المزارع.
وأوضح سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة، رئيس حملة مكافحة الطيور الغازية في سلطنة عُمان في كلمة له: أن طائر /المينا/ طائرٌ شرس وعدواني وذو طباع حادة، ولديه قدرة عالية على التكاثر السريع في عدة مرات خلال العام الواحد؛ ما يجعل أعداده تتكاثر بتسارع، فيضيف الكثير من العبء والجهد في عملية المكافحة والحد من انتشاره.
وأفاد أن الحملة تسعى للوصول إلى مستوى التوازن البيئي الذي يسمح للطيور والكائنات الأخرى بممارسة حياتها طبيعيًّا، مشيرًا إلى أن الكثير من الطيور أُقصيت من الموائل التي تعيش بها خاصة في المدن، وإن طائرا /المينا/ والغراب الهندي أو الدوري أصبحَا يسيطران على المشهد.
كما ذكر أنه تم إعداد وتشكيل فريق لعملية المكافحة، وخلص إلى أن عملية الأقفاص والقنص التي تهدف إلى مكافحة طائري /المينا/ والغراب الهندي /الدوري/؛ من أنجح الوسائل المستخدمة، حيث يستخدم الطلق الغازي لكونه آمنًا ولا يلحق أي ضرر على الإنسان، إضافة إلى أنها تتميز بقوة وسرعة الطلق واستقامة المسار، وتمكّن من القضاء على حوالي 100 طائر من قبل قنّاص واحد في اليوم.
ونوّه سعادته في ختام حديثه إلى عدم الاقتراب من الأماكن التي توضع بها الأقفاص وأماكن الاصطياد، مشيرًا إلى أن فترة الإطلاق ستكون خلال فترة أول الصباح والمساء.
كما عبّر عن ثقته الكبيرة بوعي المواطن والمقيم في سلطنة عُمان، إذ إن التجارب السابقة أثبتت مثالية ونموذجية المجتمع العُماني في التنفيذ والتقيّد بالتعليمات بدقة متناهية.