مسقط - الشبيبة
بمباركةٍ سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه – انطلقت المبادرة الوطنية لتطوير الإدارة المحلية، والتي تأتي كمسار تأهيلي مستدام بالتعاون مع شركاء تنفيذيين من أصحاب الخبرات العالمية، حيث روعي في تصميم المبادرة جميع الأطر التشريعية المحلية وأفضل الممارسات الدولية، إلى جانب التدرج في تنفيذها بحيث يتم البدء بالمحافظين ومن ثم الولاة، وتتباين أساليب تنفيذ المبادرة لتشمل برامج للتعلم التنفيذي، وزيارات ميدانية عملية محلية وخارجية، وجلسات دعم استشارية وتدريبية شخصية، ومؤشر لتنافسية خدمات المحافظات، ودراسات لرصد الواقع، إضافةً إلى قراءة للمشهد المستقبلي للإدارة المحلية، وتنقسم برامج المبادرة إلى برنامج المحافظين والذي ينطلق يوم الإثنين الموافق 5 ديسمبر 2022، وبرنامج الولاة، وذلك بهدف تعزيز قدرات القيادات المحلية في المحافظات لإحداث التنمية المحلية المتوازنة وفقًا للتوجهات الحالية والمستقبلية لسلطنة عُمان نحو اللامركزية الاقتصادية.
وتتضمن المبادرة عدة مستهدفات منها تعزيز المهارات القيادية للمستهدفين للقيام بأدوارهم الحالية والمستقبلية وذلك وفق أفضل المنهجيات المتبعة، وإكساب المستهدفين الأساليب الحديثة في الإدارة المحلية وتزويدهم بأفضل المماريات بما ينعكس إيجابًا على تنمية المحافظات وتعزيز مستوى تنافسيتها، إضافةً إلى صقل معارف وقدرات المستهدفين في مبادئ الحوكمة واللامركزية الاقتصادية وتزويدهم بأدوات وأساليب إدارة وترويج الاستثمار بهدف رفع مستويات التنمية الاقتصادية للمحافظات.
وفي لقاء مع سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي؛ محافظ جنوب الشرقية عبر برنامج "مع الشبيبة" أوضح أن هذه المبادرة تم إطلاقها يوم الأحد الموافق 4 ديسمبر 2022، وهي موجهة في مرحلتها الأولى للمحافظين، وتركز على أهمية التفكير الاستراتيجي ومكوناته، وتتركز على مفاهيم مختلفة من القيادة الاستشرافية والمسارات اللامركزية تعد كذلك من المحاور المطروحة خلال هذه المبادرة، إضافةً إلى الاستدامة والتخطيط الحضري، ومفهوم الحوكمة ومساراتها، وأنماط القيادة التحاورية والتشاورية والتشاركية ومناهج التفكير فيها، وإدارة التغيير في الإدارة، وهي فرصة سانحة للمحافظين لتبادل الخبرات في منصة واحدة فيما بينهم ومع الخبراء في مختلف المجالات ذات العلاقة وبما تضمنته هذه المبادرة والذين تم اختيارهم بعناية، وتشرف الأكاديمية السلطانية للإدارة على هذه المبادرة كذلك.
وحول أبرز الممكنات والمهارات والجوانب المعرفية التي يحتاجها المحافظون في هذه المرحلة والتي قد يتم تقديمها من خلال مثل هذه البرامج التي تتبناها الأكاديمية السلطانية للإدارة؛ أشار سعادته أنه مما لا شك فيه أن جميع المحافظات تسعى جاهدةً لتحقيق الأهداف المشتركة وأهداف رؤية عمان 2040 وتحقيق الرؤية المتعلقة بتنمية المحافظات والمدن المستدامة وبهذا تكون هذه المبادرة فرصة لمناقشة كل ما يتعلق بهذا الجانب، وستكون هناك قدرة على تحليل الوضع الحالي لكل محافظة ومتطلبات جوانب التحريك التنموي في كل محافظة، وكما هو معلوم فإن لكل محافظة ميزة نسبية معتمدة وجميعها تسعى للتركيز عليها، وفي نهاية المطاف فإن هذا الجانب هو جانب تكاملي بين جميع المحافظات من أجل تحقيق الأهداف الوطنية المعتمدة، كما أن المحافظين لا يعملون بأنفسهم وإنما من خلال التشاور والتشارك مع المجتمع والمؤسسات ذات العلاقة، إلى جانب الدور الملموس للشباب والمجالس البلدية وجميع هذه الأدوات والممكنات يقوم المحافظ بتوظيفها من أجل تحقق الأهداف في إطار صلب وهو الإدارة المحلية في ظل التوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة في توجيه الخدمات والتنمية والانتقال من المركزية إلى اللامركزية والتعويل على دور المحافظ في هذا الجانب.
وأضاف أن التفكير الجمعي وتوحيد الجانب المفاهيمي والتحليل المشترك بين جميع الأطراف متضمنة الإدارة الوسطى هو أمر بالغ الأهمية، وتتضمن هذه المبادرة برنامج موجه لأصحاب السعادة الولاة والذي سيتم تنفيذه في وقت لاحق، كما سيتم استهداف المؤسسات العاملة والموجودة في المحافظات، وهذا يساعد كثيرًا في توحيد المفاهيم والرؤى من أجل أن يعمل الجميع في منظومة موحدة ومشتركة في مسار متفق عليه وواضح المعالم من خلال استخدام مناهج وآليات موحدة ومتفق عليها من أجل تحقيق هدف مشترك.
كما يستمر برنامج المحافظين والذي يأتي جزءًا من هذه المبادرة خلال هذا الأسبوع وستستمر لبضعة أشهر، وضمن الجدول المعتمد فإنه سيصاحب هذا البرنامج فرصة للإطلاع على الخبرات المتقدمة في الإدارة المحلية، إلى جانب وجود الخبراء لنقل خبراتهم للمحافظين، وكل هذا سيسهم في دعم المحافظين بكل الإمكانيات وتطوير كافة القدرات والمهارات التي ستعينهم على الاستفادة من هذا البرنامج والذي يراد به أن يكون برنامجًا ناجحًا بتفاعل الجميع.