حظر الرقائق الأمريكية على الصين وإنهاء الحرب الأوكرانية أبرز ما تناولته الصحف العالمية اليوم

الحدث الأحد ٠٤/ديسمبر/٢٠٢٢ ٠٩:٢٣ ص
حظر الرقائق الأمريكية على الصين وإنهاء الحرب الأوكرانية أبرز ما تناولته الصحف العالمية اليوم

الشبيبة - العمانية 

تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في عدد من الصُّحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلقة بتداعيات حظر الرقائق الأمريكية على الصين وجدوى المفاوضات لإنهاء الأزمة الأوكرانية بالإضافة إلى أهمية التغييرات التحويلية في أزمة المناخ.

فصحيفة "ميل آند جارديان" الجنوب أفريقية نشرت مقالا حول "تداعيات حظر الرقائق الأمريكية على الصين" بقلم الكاتب "برابير بوركاياثا".

فبين الكاتب في بداية مقاله أن الولايات المتحدة راهنت بشكل كبير في أحدث عقوباتها الشاملة على الشركات الصينية في صناعة أشباه الموصلات، معتقدة بأنها تستطيع أن تقيد الصين وتحافظ على هيمنتها العالمية.

وقال الكاتب: "في حين أنها قد تعمل على المدى القصير على إبطاء التقدم الصيني، لكن التكلفة التي تتحملها صناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة لخسارة الصين - أكبر أسواقها - ستكون لها عواقب وخيمة على المدى الطويل".

وأضاف: "من المرجح أن تصبح لصناعة أشباه الموصلات في تايوان وكوريا الجنوبية ومصنعي المعدات في اليابان والاتحاد الأوروبي أضرار جانبية".

ومن وجهة نظر الكاتب فإن الغرض من العقوبات الأمريكية، الجيل الثاني من العقوبات بعد الجيل السابق في أغسطس 2021، هو تقييد قدرة الصين على استيراد رقائق الحوسبة المتقدمة وتطوير وصيانة أجهزة الحواسيب العملاقة وتصنيع أشباه الموصلات المتقدمة.

ويرى الكاتب أنه على الرغم من أن العقوبات الأمريكية مغطاة بعبارات عسكرية - تحرم الصين من الوصول إلى التكنولوجيا والمنتجات التي يمكن أن تساعد الجيش الصيني - لكنها الواقع، تستهدف جميع اللاعبين الرئيسين في أشباه الموصلات تقريبا في الصين وبالتالي قطاعها المدني أيضا.

وأكد على أن الغاية من "منع الاستخدام العسكري" هو فقط لتوفير غطاء قانوني بموجب استثناءات منظمة التجارة العالمية بشأن الاضطرار إلى توفير الوصول إلى الأسواق لجميع أعضاء منظمة التجارة العالمية إذ إن معظم التطبيقات العسكرية تستخدم شرائح الجيل الأقدم وليس أحدث الإصدارات.

ولفت إلى أن حجم صناعة أشباه الموصلات العالمية يبلغ حاليا أكثر من 500 مليار دولار، ومن المرجح أن يتضاعف حجمها إلى تريليون دولار بحلول عام 2030.

ووضح الكاتب أنه بينما تهدف هذه العقوبات إلى عزل الصين والحدّ من نموّها، إلا أن هناك جانبًا سلبيًّا للولايات المتحدة وحلفائها في معاقبة الصين لأن مشكلة الولايات المتحدة - أكثر من تايوان وكوريا الجنوبية - وهي أن الصين أكبر شريك تجاري لها وإن فرض مثل هذه العقوبات على المعدات والرقائق يعني أيضًا تدمير جزء كبير من السوق مع عدم وجود احتمال لاستبدالها على الفور.

وأكد على أن هذا الأمر لا ينطبق على جيران الصين في شرق آسيا فحسب، بل أيضًا على مصنعي المعدات مثل شركة "آيه أس ام ال" ، المزود الوحيد في العالم لآلات الطباعة الحجرية فوق البنفسجية الشديدة التي تنتج أحدث الرقائق.

وقال في ختام مقاله: "تكمن مشكلة الولايات المتحدة في أن الصين ليست فقط الجزء الأسرع نموًّا في صناعة أشباه الموصلات في العالم، ولكنها أيضًا أكبر سوق للصناعة. لذا فإن العقوبات الأخيرة ستشل ليس فقط الشركات الصينية المدرجة في القائمة ولكن أيضًا شركات أشباه الموصلات الأمريكية مما يؤدي إلى تجفيف جزء كبير من أرباحها وبالتالي استثماراتها المستقبلية في مجال البحث والتطوير في مجال التكنولوجيا".

من جانبها، نشرت صحيفة "كوريا هيرالد" مقالًا بعنوان: "لا يمكن للمفاوضات أن تُنهي حرب أوكرانيا" بقلم الكاتب: "يوجين فينكل" أستاذ مشارك في الدراسات الدولية بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية.

وأشار الكاتب في بداية مقاله إلى أنه في الأيام الأخيرة، نشهد زيادة في الدعوات إلى حل تفاوضي للحرب في أوكرانيا سواء من رئيس هيئة الأركان المشتركة أو من أعضاء الكونجرس التقدميين ومن كبار علماء العلاقات الدولية.

وبين أن هناك عددا متزايد من الأصوات تحث الولايات المتحدة على الاستثمار في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا وإعطاء فرصة للسلام، ووفقًا لبعض التقارير، فإن الإدارة الأمريكية تستعد أيضًا لهذه للفكرة.

ويرى الكاتب أن المخاوف من التصعيد النووي بين روسيا وحلف الناتو تدفع الكثيرين إلى الجدل بشأن المفاوضات، وعلى الرغم من أن الدافع حسن النية إلا أن الاقتراح يبدو غير عملي.

ومن وجهة نظره فإن الخيار في أوكرانيا ليس بين حرب دموية باهظة الثمن وبين الدبلوماسية لأن الاختيار بين حرب دموية وسلام دموي سيؤدي في حد ذاته إلى مواجهة أكبر، مبينًا أن الحقيقة المحزنة هي أنه ليس لكل المشاكل العسكرية حلول سياسية ويجب أن تعترف أي مناقشات لإنهاء الحرب بهذه الحقيقة.

ويعتقد الكاتب بأن أي حل تفاوضي للحرب في هذه المرحلة، سيتطلب من الطرفين التنازل عن الأرض التي يعتبرونها ملكهم ومن المتوقع أن تتخلى أوكرانيا عن مطالباتها في شبه جزيرة القرم وربما دونباس للتراجع إلى خطوط ما قبل الغزو.

وأكد الكاتب على أن الانسحاب الروسي الأخير من خيرسون لم يغير إصرارها على أن تكون المنطقة أرضًا تابعة لها، في حين أن أوكرانيا ملتزمة بشدة بالعودة إلى خطوط ما قبل فبراير وتحرير شبه جزيرة القرم في نهاية المطاف.

ولفت الكاتب إلى أن للحل التفاوضي عواقب وخيمة أيضا على المدنيين الأوكرانيين المحاصرين.

وقال في هذا السياق: "إذا كان المجتمع الدولي على استعداد للتضحية بالمدنيين الأوكرانيين مقابل تجميد الحرب، فيجب على الأقل أن نكون واضحين بشأن المقايضات التي ينطوي عليها ذلك".

من جانب آخر، أكد الكاتب "كولم ريجان" على أن الأدلة تتراكم باستمرار، ومع ذلك نواصل معالجة تغير المناخ بالقيام بأشياء غير مجدية أبدًا وأن المناقشات في الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف وضحت أننا نواجه الآن "عقدًا" بشأن تغير المناخ.

وطرح في مقاله الذي نشرته صحيفة "تايمز أوف مالطا" عدة تساؤلات مفادها: لماذا الفجوة بين ما نقوله وما يجب أن نفعله وسلوكاتنا وسياساتنا الواقعية واسعة للغاية؟ ولماذا نستمر في التأكيد على أننا "نحب" أطفالنا وأرضنا وطريقة حياتنا بينما نقاوم حتى أقل التغييرات تطلبًا والتي من شأنها ضمان مستقبلهم ورفاههم؟

ولفت الكاتب إلى أن الأدلة على تأثير أزمة المناخ تعد واضحة وقاطعة، وفي المقابل لا تزال هناك مجموعة صغيرة من المشككين والمنكرين لهذه الأدلة.

وقال في هذا الجانب: "منذ عام ١٩٨٨، أجرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ خمس "دورات تقييم" كاملة وشاملة وقدمت خمسة تقارير مفصلة. وبناءً على تحليل هذه التقارير وعمل عشرات الآلاف من الباحثين المؤهلين، أصدرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) عددًا من التحذيرات الصارخة حول وتيرة وتأثير تغير المناخ."

وأضاف: "وبالمثل، فإن أحدث تقرير صادر في نهاية شهر أكتوبر الماضي من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية يجادل بأن مجرد تعديل أنظمتنا الاجتماعية والاقتصادية "لن يقودنا إلى مستقبل مرن للمناخ". وبدلاً من ذلك، نحتاج إلى "تغييرات تحويلية، من طعامنا إلى طاقتنا إلى النقل، وتشمل أيضًا سياساتنا ومجتمعنا".

ووضح الكاتب أنه تمت مناقشة مسألة الحاجة إلى تغيير جوهري للغاية مرة أخرى في مؤتمر المناخ العالمي الـ ٢٧ في الأسابيع القليلة الماضية، وبينما تم إحراز بعض التقدم المحدود للغاية (ولكن ليس الأساسي)، رفض الاجتماع مناقشة أي تغييرات تحويلية بشكل رسمي.

وأشار إلى أن المدافعة عن العدالة المناخية والرئيسة الأيرلندية السابقة ماري روبنسون جادلت في أعقاب الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف بأن العالم "لا يزال على شفا كارثة مناخية".

كما اقتبس الكاتب حديث أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة الذي قال: "كوكبنا لا يزال في غرفة الطوارئ. نحن بحاجة إلى خفض الانبعاثات بشكل كبير الآن - وهذه مشكلة لم يعالجها مؤتمر الأطراف هذا. لا يزال العالم بحاجة إلى قفزة عملاقة في طموح المناخ ".