قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث الخميس ١٧/نوفمبر/٢٠٢٢ ١١:٢٨ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الشبيبة - العمانية 

 تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في عدد من الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلّقة بالركود الاقتصادي العالمي وآليات تسعير الكربون ودورها في خفض الانبعاثات بالإضافة إلى دور القطاع المالي العالمي في مكافحة تغير المناخ.

فصحيفة "تشاينا ديلي" الصينية نشرت مقالًا بعنوان: "الكساد الحالي مختلف" بقلم الكاتب "كولين سبيكمان" وهو خبير اقتصادي بريطاني.

أشار الكاتب في بداية المقال إلى أن خلال اجتماع صندوق النقد الدولي الأخير كانت هناك تحذيرات من الركود في مختلف الاقتصادات والذي قد بدأ بالفعل في كثير من الدول بينما من المتوقع أن تدخل اقتصاديات أخرى مرحلة الركود في أوائل العام القادم.

ويرى الكاتب أن الركود الحالي مختلف عما حدث في السابق مثل الأزمة المالية التي عصفت بالعالم خلال عام 2008.

وقال إنه بالرغم من الجوانب السلبية للركود التي تعرقل خطط الناس المستقبلية إلا أن الركود يسهم في تصحيح أسعار العقارات المتصاعد وضبط الإنفاق الزائد عن الحاجة وتأجيل شراء كل ما هو غير ضروري وذلك بسبب تركيز الناس على الحصول على احتياجاتهم الأساسية.

وفي هذا السياق أكد الكاتب على أن الركود الحالي مختلف عن سابقاته لكون الاحتياجات الأساسية المتمثلة في الطعام والدفء ومكان العيش أصبحت مهددة مع ارتفاع الأسعار المستمر والتغيرات في نسب الفائدة على القروض، وكل هذا يستدعي ضرورة توفير الدعم اللازم وبشكل عاجل.

وفي نظر الكاتب يبدو هذا الوضع غريبًا ويصعب تصديقه خصوصًا بعد عقود من التقدم الاقتصادي والتكنولوجي والتوسع العام والضخم في حجم الاقتصاد العالمي.

وفي ختام المقال أشار إلى أن الركود الحاصل في مناطق كثيرة من العالم يستدعي سن سياسات جذرية، فعلى الرغم من أهمية حل المشكلات الاقتصادية على المدى الطويل إلا أنه يجب أيضًا التركيز على توفير الحلول والمساعدات الضرورية في المدى القصير والتركيز على حماية الفئات الأكثر عرضة للضرر.

كما نشرت الصحيفة ذاتها مقالًا في افتتاحيتها بعنوان: "يجب أن تخدم آليات تسعير الكربون مكافحة الانبعاثات".

وأشارت الصحيفة في بداية مقالها إلى أنه في عام 2009 في اتفاق كوبنهاجن، التزمت البلدان المتقدمة بتخصيص 100 مليار دولار سنويًّا بحلول عام 2020 لمساعدة البلدان النامية على معالجة آثار تغير المناخ.

وأوضحت الصحيفة أن هذا التعهد كان متجذرًا في حقيقة أن هذه البلدان كانت تاريخيًّا أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وهي جزء أساسي من اتفاقية باريس والتي تعد معاهدة دولية ملزمة قانونًا.

وترى الصحيفة أن هذا التعهد لم يتم الالتزام به من قبل الأطراف المعنية.

وقالت في هذا السياق: "وفقًا لتحليل جديد أجرته وكالة كاربون بريف ومقرها المملكة المتحدة، ينبغي على الولايات المتحدة، المسؤولة عن 52 بالمائة من الانبعاثات التاريخية المضافة إلى الغلاف الجوي من قبل الدول المتقدمة، أن تدفع 39.9 مليار دولار من 100 مليار دولار تم التعهد بها لتمويل المناخ. ولكنها لم تدفع سوى 7.6 مليار دولار في عام 2020 وهو آخر عام تتوفر عنه بيانات."

وأضافت: "وفيما يتعلق بالمال الحقيقي، لم يكن هناك ما هو أقل من ذلك حيث تم تقديم معظم المساعدات المالية الناقصة على شكل قروض."

وفي وجهة نظر الصحيفة فإن تأمين مليارات الدولارات من المساعدات الدولية للمناخ للبلدان النامية من خلال اعتمادات الميزانية هو معركة خاسرة في الكونجرس الأمريكي.

وبيّنت الصحيفة أن انتخابات التجديد النصفي التي اختتمت مؤخرًا تُظهر مدى الانقسام العميق في العديد من القضايا، بما في ذلك سياسات المناخ.

وفي سياق متصل، نشرت صحيفة "دكا تريبيون" البنجلاديشية مقالًا في افتتاحيتها بعنوان: "التمويل الهادف" أكدت من خلاله على ضرورة أن يقوم القطاع المالي العالمي بدور مهم في مكافحة تغير المناخ.

وترى الصحيفة أنه مع احتدام المناقشات في مؤتمر المناخ العالمي في مصر ومع المستقبل المحفوف بالمخاطر لكوكب الأرض، أصبح من الضروري أن تكون للقطاع المالي عين ثاقبة ومركزها على الآثار السلبية الناتجة عن تغير المناخ.

وقالت في هذا الجانب: "وتحقيقًا لهذه الغاية، فإن عمل التحالف العالمي للخدمات المصرفية على القيم أصبح مهمًا للغاية عندما يتعلق الأمر بمستقبل الخدمات المصرفية. فعلى مر السنين، قدمت الكثير من البنوك والمؤسسات المالية مطالبات لدعم الاستثمارات التي تعود بالفائدة على كوكب الأرض، لكنها تُرجمت إلى إجراءات قليلة أو معدومة. في الواقع، لا يوجد سبب يذكر للمؤسسات المالية لمواصلة دعم توسع الصناعات التي تتسبب في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري بوتيرة تنذر بالخطر، مثل الوقود الأحفوري.”

وأضافت: "لم تكن المساءلة أكثر أهمية من أي وقت مضى، ومن الجيد أن نرى مثل هذا التحالف العالمي يعمل على تحميل القطاع المالي في جميع أنحاء العالم المسؤولية عن أفعاله، واستدعاء ظاهرة "الغسل الأخضر" التي لا تزال تكتيكًا شنيعًا تستخدمه العديد من الشركات، والتأكد من أن الاستثمارات يتم توجيهها بالفعل إلى أماكن لا تضر فيها الكوكب في نفس الوقت".

وتعتقد الصحيفة أنه على الرغم من العديد من التهديدات الأخرى مثل الأوبئة والحروب، يظل تغير المناخ أكبر تهديد وجودي منفرد للبشرية في القرن الحادي والعشرين، ولن يتطلب الأمر سوى جهد متضافر حيث سيتعين على القطاع المالي العالمي القيام بذلك.