وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تحتفل باليوم العالمي للتسامح بمشاركة 120 شخصية من 50 دولة

بلادنا الأربعاء ١٦/نوفمبر/٢٠٢٢ ١٨:١٣ م
وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تحتفل باليوم العالمي للتسامح بمشاركة 120 شخصية من 50 دولة

د. المعمري: لا يمكن تحقيق تنمية مستدامة دون إرساء السلام، ولا يمكن إرساء السلام دون تحقيق التنمية المستدامة

مسقط - خالد عرابي

احتفلت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أمس (الأربعاء) باليوم العالمي للتسامح ، و ذلك تحت شعار: "المؤتلف الإنساني والتنمية المستدامة للجميع" بمشاركة أكثر من 120 شخصية عالمية من 50 دولة ، تحت رعاية معالي الدكتور سعيد بن محمد بن أحمد الصقري، وزير الاقتصاد. والذي نظمته بالتعاون مع وزارتي الخارجية والإعلام ، وشبكة صناع السلام الدينيين والتقليديين ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية.

وناقش المؤتمر الذي أقيم بمنتجع شانجريلا بر الجصة واستمرت أعماله على مدار اليوم عدة محاور منها: من التنظير إلى التطبيق: المؤتلف الإنساني ، تواصل حضاري ودعم جهود التنمية المستدامة، و دفع عجلة التنمية المستدامة ، نماذج عملية في القيم الإنسانية المشتركة وتنوع الثقافات (المستوى المؤسسى) ، دور المرأة في تعزيزالقيم الإنسانية المشتركة والتنمية المستدامة، دور الشباب في ترسيخ القيم الإنسانية المشتركة وريادة التنمية المستدامة.

تعزيز ثقافة التعايش و الاندماج والوئام

وأكد معالي الدكتور محمد بن سعيد بن خلفان المعمري ، وزيرالأوقاف والشؤون الدينية: في كلمته بالمؤتمر: " في سلطنة عمان تقوم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالتعاون مع كافة المؤسسات المعنية بالتسامح والتعايش والتفاهم في هذا العالم بالسعي إلى تعزيز ثقافة التعايش و الاندماج والوئام، والتآزر والعطف على الآخر و احترام الذات الإنسانية وتقدير التنوع واحترام المقدسات و نبذ كافة أشكال التميز و التعصب و الإرهاب، و ذلك باشراك الأفراد و المؤسسات والمراكز ذات الصلة في مبادرات و حوارات لتعزيز المساواة ومنع التمييز، و محاربة الشائعات و دحض المعلومات المغلوطة ونشر ما يعزز الثقة في الافراد وبين المجتمعات ويحيي الأمل في النفوس و يبدد المخاوف. "

وقال معاليه: إن سلطنة عمان بالتعاون مع كافة المؤسسات المعنية بالتسامح والتعايش والتفاهم في هذا العالم تسعى لتعزيز ثقافة التعايش والاندماج والوئام والتآزر والعطف على الآخر واحترام الذات الإنسانية وتقدير التنوع واحترام المقدسات ونبذ كافة أشكال التمييز والتعصب. وأضاف معاليه أن الاحتفال المتجدد باليوم العالمي للتسامح الذي يصادف الـ 16 من نوفمبر يكتسب أهميةً وعمقًا واتساعًا؛ حيث يشارك في المؤتمر أكثر من 120 شخصية من 50 دولة ، بهدف الاستفادة من تجارب المشاركين وتعزيز المعرفة والتعارف وبناء شراكات مستقبلية. وأوضح أن موضوعات المؤتمر المؤتلف الإنساني ترتبط بـ "التنمية المستدامة للجميع " باعتبارها أحد الأهداف الإنسانية في خطة منظمة الأمم المتحدة، والدعوة العالمية للقضاء على التحديات التي تواجه العالم خاصة المتعلقة بالفقر وعدم المساواة والحماية من آثار تغير المناخ وتدهور البيئة.

وأكد معاليه في تصريحات للـ " الشبيبة" على أن هذا الاختيار لهذا العنوان للمؤتمر: "المؤتلف الإنساني والتنمية المستدامة للجميع" جاء للتذكير للعالم بالقيم الإنسانية المشتركة و بضرورة التعايش والسلام و التسامح بين الجميع وأن ذلك هو المبدأ الذي يقوم على التنمية المستدامة فلا يمكن تحقيق تنمية مستدامة دون إرساء السلام، ولا يمكن إرساء السلام دون تحقيق التنمية المستدامة، إذا فالتنمية المستدامة والمؤتلف الإنساني يعملان جنبا إلى جنب ، وهذه هي الرسالة التي نريد أن نوصلها من سلطنة عمان للعالم.

عمان محبة للسلام وساعية إلى الوئام

وأكد معالي الدكتور سعيد بن محمد بن أحمد الصقري، وزير الاقتصاد في كلمته على أن سلطنة عمان على مر التاريخ محبة للسلام وساعية إلى الوئام بين شعوب العالم أجمع، وتشهد عليه مواقفها وإسهاماتها الإقليمية والدولية وقد تجلى ذلك في مواقفها في المحافل العالمية وفي قيامها بمبادرات شتى نحو تحقيق السلام والوئام في عدد من القضايا المهمة."

وقال معاليه: " في هذا اليوم وبمناسبة احتفالنا باليوم العالمي للتسامح وتأكيدنا على مبادرة المؤتلف الانساني، اسمحوا لي أن اقتبس كلمات مهمة جاءت على لسان المغفور له السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - والتي قالها بمناسبة الإعلان عن هذا اليوم، وهو اليوم العالمي للتسامح، أكد خلالها على المبادئ الاساسية التي يجسدها هذا اليوم وهي "الصداقة والسلام والعدالة والوئام، والتعايش والتفاهم، والحوار الإيجابي البناء" . و أضاف قائلا: " وإننا في عهد مجدد النهضة العمانية، بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه- نسير على المبادئ العالمية نفسها، حيث نعمل جاهدين بخطى ثابتة وعمل دؤوب لنحول هذه المبادئ إلى نهج راسخٍ في قلب السياسة العُمانية في الداخل والخارج ونترجمها إلى مبادرات تشع بأثرها في قلب العالم وتحمل رسالة الوئام العُماني إلى مطاف بين للقريبِ والبعيد.

وأوضح معاليه قائلا: "إننا في سلطنة عُمان ومن خلال خططنا العملية القريبة والبعيدة المدى، نأخذ في الاعتبار، خطط التنمية المستدامة لعام 2030 والتي غطت نطاقا واسعا من القضايا الإنسانية. ولقد تمت صياغة الرؤية العمانية 2040 التي تقوم على أربعة محاور أساسية تشمل "الإنسان والمجتمع" و"الاقتصاد والتنمية" و"البيئة المستدامة" و "الحوكمة والأداء المؤسسي" مع الأخذ بعين الاعتبار التغيير السكاني والاجتماعي، وآثار التكنولوجيا والثورة الصناعية الرابعة، وتغير المناخ وآثاره على مختلف البلدان والمناطق. وأضاف: ولذا كان أحد الأهداف الاستراتيجية التي تعمل عليها الرؤية الوطنية عُمان 2040 هو هدف "المجتمع الرائد عالميًا في التفاهم والتعايش والسلام"، مستدلة في سبيل ذلك بالهدي الرباني في قوله عز وجل: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم." وبقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم.. في خطبة الوداع " أيها الناس.. ان ربكم واحد.. واباكم واحد.. كلكم لآدم وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم.."

رؤية مبدأ الحوار وقيمة التسامح

وأكد سعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية أن سياسة سلطنة عمان الخارجية - التي تتبنى رؤية مبدأ الحوار وقيمة التسامح - وضعتها دولةً صديقةً للجميع على الدوام. وأشار سعادته إلى أن هدف سلطنة عمان من هذا الدور الفاعل في المجتمع الدولي هو العيش مع العالم في وئام، وتقوية العلاقات التي تدعم تحقيق الاستقرار والأمن، ودفع عجلة النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة قُدُمًا لمستقبل أفضل وأكثر إشراقًا للجميع.

وقال: إن السياسية الخارجية لسلطنة عمان ترتكز على مجموعة من المبادئ والمرتكزات، تأتي في مقدمتها حسن الجوار؛ إذ تؤمِن السلطنة إيمانًا راسخًا بوجوب تطوير العلاقات والحفاظ عليها، لافتًا إلى أن مفهوم حسن الجوار لسلطنة عمان يمتد إلى ما هو أبعد من الدول المجاورة. وأضاف أن الحوار يأتي ضمن مرتكزات السياسية الخارجية لسلطنة عمان، مستفيدة من تاريخها العريق وانفتاحها على الحضارات والعالم، مشيرًا إلى أن هذه السياسة لا تألو جهدًا في البحث عن أي وسيلة سلمية تقرب بين وجهات النظر وتقلل التوترات والصراعات.

وأكد الدكتور محمد السنوسي، الرئيس التنفيذي لشبكة صناع السلام الدينيين و التقليديين ، على أهمية انعقاد هذا المؤتمر الدولي المهم و الذي يحتفي و يناسب الاحتفال باليوم العالمي للتسامح، وأكد على أن انعقاد هذا المؤتمر العالمي وبحضور هذا الزخم و الشخصيات العالمية يكسبه أهمية كبيرة، كما أن انعقاده في سلطنة عمان يعد أهمية أخرى، حيث أن سلطنة عمان هي بلد للتسامح والسلام و الوئام و المحبة، ومن ثم فهي خير نموذج لهذا التسامح.

الجدير بالذكر أن المؤتمر يحوي إقامة معرض (رسالة السلام)، يسعى إلى إيصال تجربة سلطنة عمان الثقافية والحضارية للعالم من خلال تقديم أنموذج حضاري في التعايش والتفاهم وبناء السلام، بالإضافة إلى معرض (فن الظلال) الذي يوظف الضوء والظل لتكوين صور معبرة عن القيم الإنسانية المشتركة. كما يصاحب فعاليات المؤتمر برنامجَا (صوت الصورة) و(الشباب)، اللذان يهدفان إلى تدريب الشباب على الحوار الفاعل بين الأديان والثقافات من خلال استخدام التصوير الفوتوغرافي والتواصل الثقافي. وتشتمل فعاليات المؤتمر على فعاليات للأطفال بمشاركة مجموعة من الأطفال العمانيين والمقيمين من جنسيات مختلفة، تقدم الفعالية تجربة فنية للأطفال من خلال مشاركتهم في رسم لوحات معبرة عن قيم التعايش والتفاهم.