العمانية - الشبيبة
يُطلّ الثامن عشر من نوفمبر المجيد لتحتفي سلطنة عُمان بعيدها الوطني، الذي يعكس حب الإنسان العُماني لوطنه، والارتباط الوثيق مع قيادته الحكيمة، وتستعد محافظة الظاهرة للاحتفال بهذا اليوم الميمون، لتكتسي جنبات الطرق فيها بألوان العلم العُماني الشامخ، وتتزين لياليها بالأضواء الخضراء والحمراء والبيضاء، وترفرف الأعلام على أسطح المنازل مجسدةً لُحمة وطنية تعكس الحب والولاء لهذا الوطن وسلطانه المفدّى.
وتضم محافظة الظاهرة ثلاث ولايات: ولاية عبري وولاية يَنقل وولاية ضنك، حيث يبلغ عدد السكان فيها حوالي 216 ألفًا و381 نسمة، يشكّل العُمانيون منهم نحو 166 ألفًا و372 بنسبة 9ر76 بالمائة من إجمالي عدد سكان محافظة الظاهرة.
وقد حظيت المحافظة بنصيب وافر من التنمية التي شملت جميع القطاعات خلال العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- من خلال التوجيهات السامية التي ركّزت على دعم جميع المحافظات من أجل النهوض بها وتنميتها، وتوفير ما يلزم من خدمات تنموية بُغيةَ الارتقاء بالمحافظات، انطلاقًا من رؤية "عُمان 2040" التي تسعى لتطوير المجتمعات والمدن واستثمار الفرص المتاحة في مختلف القطاعات، منها التعليم والرعاية الصحية، إلى جانب تنويع واستدامة الاقتصاد.
وتوجد العديد من المشروعات الخدمية في محافظة الظاهرة، منها ما هو تحت التنفيذ مثل مشروع رصف الطرق الداخلية بولاية عبري بطول (12) كم، ومشروع تصريف مياه الأمطار بطريق سوق ولاية عبري، ومشروع تجميل المنطقة التجارية بشارع العروبة بولاية عبري، ورصف الطرق الداخلية بولاية ينقل بطول (7) كم، ورصف الطرق الداخلية بولاية ضنك بطول (7) كم، إلى جانب إنشاء حديقة بجبل السراه وتوريد رؤوس أعمدة إنارة موفرة للطاقة من نوع (LED)، وتنفيد جدار حماية بهدف حماية ممتلكات المواطنين من الأودية بولاية عبري.
وهناك مشروعات في مرحلة رسم التصاميم والتجهيز مثل مشروع إنشاء الحديقة العامة بولاية عبري، حيث إن العمل جارٍ للانتهاء من إجراءات الإعداد في أقرب وقت ممكن، كما أن هناك مشاريع تحت الدراسة بالتعاون مع شركة "عمران" مثل مشروع تطوير منطقة السوق حول حصن عبري، إذ إن هذا المشروع يعد فريدًا من نوعه على مستوى المحافظة من حيث الجمع بين منطقة تجارية قديمة يقصدها جميع أهالي المحافظة وتطوير مرافقها لتصبح معلمًا سياحيًّا يجمع بين عراقة الماضي والحداثة، إضافة إلى مشروع إطلالة عبري ومشروع إطلالة ضنك ومشروع إطلالة ينقل؛ من أجل إضفاء معالم سياحية لتتميز بها مختلف ولايات المحافظة، كما أن هناك مشروع فندق عبري السياحي ليكون إضافةً كبيرة للمحافظة من حيث استقطاب السياح من مختلف المحافظات الأخرى.
ومن الجانب السياحي والتراثي، تقوم إدارة التراث والسياحة بمحافظة الظاهرة بجهود ودراسات شاملة على مستوى الارتقاء بقطاع السياحة في المحافظة، إلى جانب استغلال المواقع التراثية لتكون معالم جذب سياحي ذات مردود مادي يسهم في صناعة السياحة في سلطنة عُمان، حيث إن الإدارة بصدد القيام بأعمال ترميم وصيانة لعدد من المعالم التاريخية في المحافظة، تتمثل في تأهيل حصن عبري وحصن بيت المراح بولاية ينقل خلال العام القادم بعد تخصيص المبالغ المالية لهذه المشاريع؛ لتكون معالم ذات أهمية سياحية بطابع جديد وجذاب للسياحة الداخلية والخارجية من خلال طرح عرض منافسة إدارة وتشغيل وتطوير حصني عبري وينقل، وذلك لاستثمارهما.
ويبلغ عدد المنشآت الفندقية في ولايات محافظة الظاهرة حاليًّا 8 منشآت تضم حوالي 275 غرفة، إضافة إلى 16منشأة من منشآت النزل الخضراء وبيوت الضيافة التي تضم 48 غرفة، إلى جانب 4 منشآت فندقية جديدة قيد الإنشاء، و5 منشآت من النزل الخضراء التي يُتوقّع افتتاحها خلال العام القادم نظرًا لانتهاء نسبة كبيرة من الأعمال الإنشائية في هذه المشاريع.
كما تقوم الجهات المختصة في محافظة الظاهرة -وفي مقدمتها مكتب محافظ الظاهرة- بدراسة عدد من المشاريع الخدمية والتنموية بالتعاون مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني ووزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، مثل مشروع ازدواجية المنطقة التجارية بولاية ضنك، ومشروع تطوير وتجميل الشارع العام من دوار مكتب الوالي إلى دوار تنعم بولاية عبري، ومشروع تطوير وتجميل الشارع العام من دوار القرين إلى دوار قيادة شرطة محافظة الظاهرة بولاية عبري، إلى جانب تطوير سوق سياحي ترفيهي بمركز ولاية ينقل.
أما في ما يخص قطاع التعليم في محافظة الظاهرة، فقد حرصت وزارة التربية والتعليم ممثلةً بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة الظاهرة على توفير المتطلبات التشغيلية للعملية التعليمية، وفق أحدث المواصفات الفنية والعلمية، كما خُصص خلال العام المالي 2022م مبلغٌ قدره (280.000) ريالًا عُمانيًّا لتعليمية الظاهرة لترميم المباني المدرسية وفقًا للأولوية خلال العام المالي الحالي (2022م)، وقد تم البدء بصيانة وترميم (3) مدراس مع الاستمرار بأعمال الصيانة والترميم لبقية المدارس.
من جانب آخر قد ارتفعت أعداد الطلبة الملتحقين بالمدارس الحكومية في العام الدراسي الحالي ( 2022 / 2023م) بزيادة (1932) طالبًا وطالبة عن العام الدراسي المنصرم، حيث بلغ عددهم (42918) طالبًا وطالبة، منهم (21941) طالبًا، و(20977) طالبة، ووصل عدد مدارس التعليم الأساسي إلى (83) مدرسة.
وفيما يختص بالمجالات الزراعية والحيوانية وموارد المياه على مستوى محافظة الظاهرة، تقوم المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بالمحافظة بدور حيوي في مجال الأمن الغذائي؛ حرصًا من وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه على استدامة الأراضي الزراعية بسلطنة عُمان، وتحقيق الاكتفاء الذاتي وصولًا إلى التصدير والاستثمار الزراعي ليكون رافدًا لعجلة التنمية؛ حيث تتابع المديرية العامة بالمحافظة أراضي الانتفاع بشكل دوري وذلك بالتواصل مع المديرية العامة للإسكان والتخطيط العمراني ومتابعة تجديد العقود بالمديرية، إلى جانب متابعة المواضيع المتعلقة بأراضي الاستثمار الأخرى بالمحافظة، حيث قامت مديرية الزراعة وموارد المياه بالتعامل مع 50 طلب انتفاع خلال الربع الثالث من هذا العام، وإعداد التقارير حول آلية التعامل مع طلبات الانتفاع الواردة، أما في ما يخص الآفات الزراعية، تقيم المديرية معسكرات عمل ميدانية موسعة لمكافحة حشرة سوسة النخيل بجميع ولايات المحافظة، إذ إن هذه الآفة أصبحت تؤرّق المزارعين وتهدد النخيل، وبحسب الإحصائيات فقد قامت الفرق الميدانية خلال شهر يوليو وأغسطس وسبتمبر من العام الجاري باكتشاف 772 حالة مصابة في النخيل بمختلف ولايات الظاهرة، وعُولجت 655 منها، بينما أُزيلت 117 نخلةً بسبب الإصابة البالغة، من جانب آخر قامت المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة الظاهرة بعمل مسح لحشرة دوباس النخيل للجيل الخريفي في شهر سبتمبر الماضي، وشملت مساحة المسح 1665 فدانًا من الأراضي الزراعية بـ 21 قرية.
وفيما يخصّ الموارد الرعوية، تشارك المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه في مشروع زراعة ونشر 10 ملايين شتلة بالتعاون مع هيئة البيئة، حيث بلغ عدد الشتلات الموزعة في الربع الثالث لعام 2022 من مشتل الموارد الرعوية بالمديرية 1632 شتلة، منها أشجار الغاف والشوع والسدر والقرط والمر والمورنجا.
وفي مجال الصحة الحيوانية، تتعاون المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة الظاهرة مع المربين والمستفيدين من العلاج والتحصين للحيوانات، الذين بلغ عددهم 3452 مربيًا للثروة الحيوانية، وبلغ عدد الحيوانات المحصّنة خلال الربع الثالث لعام 2022 بمختلف اللقاحات 12441 حيوانًا، شملت الماعز والأغنام والأبقار والجمال، بينما بلغ عدد الحالات العلاجية للحيوانات خلال الربع الثالث من هذا العام 22216 حالة علاجية.
كما تواصلت أعمال المراقبة والدراسات لموارد المياه بالمديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة الظاهرة خلال الربع الثالث من هذا العام وبلغت 552 عملًا، متضمنةً قياس آبار المراقبة وقياس تدفقات الأفلاج والعيون وقياسات الملوحة للأخبار والأفلاج ومعاينة أجهزة قياس الأودية ومحطات المراقبة الهيدرومترية، إلى جانب عمل دراسات حول مخاطر الفيضانات على الطرق والكهرباء والصرف الصحي ودراسات هيدرولوجية، إضافة إلى صيانة 60 محطة من محطات الأمطار والتعامل مع 450 من طلبات التراخيص المائية وأنظمة الري.
وفيما يتعلق بالقطاع الصحي وتقديم الرعاية الطبية والصحية للمواطنين في ولايات محافظة الظاهرة، تقوم المديرية العامة للخدمات الصحية بالمحافظة بمتابعة المنظومة الصحية والمتمثلة في مستشفى عبري ومستشفى ينقل ومجمع عبري الصحي، بجانب 16 مؤسسة صحية (مراكز صحية) موزعة في مختلف القرى بولايات المحافظة، إذ تم خلال هذا العام تشغيل وحدة طب الكلى بمستشفى ينقل بهدف رفع كفاءة الخدمات الصحية بالولاية، وتسهيل وصول المرضى والمراجعين لموقع تقديم الخدمة الصحية داخل الولاية، وإنشاء وحدة الحوادث والطوارئ بولاية ينقل، إلى جانب تفعيل عيادة التطبيب عن بُعد بين مستشفى ينقل ومستشفى عبري المرجعي تهدف لتسهيل الاستشارة مع الأخصائيين في مستشفى عبري المرجعي، وتجنّب تحويل المريض إلا في الحالات الحرجة.
كما تم تشغيل وحدة الحوادث والطوارئ بمركز ضنك الصحي، فيما أُقيمت عيادة المشورة في الرضاعة الطبيعية بمستشفى عبري المرجعي ترمي إلى رفع مستوى وعي الأمهات الحوامل والأمهات عن أهمية الرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى، إضافة إلى تدشين برنامج الترميز الطبي ضمن سلسلة البرامج المطروحة في بوابة التعلّم الإلكتروني لمستشفى عبري، إذ إن الترميز الطبي يساعد في تسهيل عملية تصنيف الأمراض وطرق علاجها، ما يساعد صانعي القرار في اتخاذ القرارات المناسبة المبنية على إحصائيات دقيقة.
أما في قطاع الطرق والمواصلات فأبرز المشاريع -التي نٌفّذت في محافظة الظاهرة خلال العامين 2021 و2022 من قِبل إدارة وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بمحافظة الظاهرة- هو تنفيذ ازدواجية طريق (عبري- ينقل: المرحلة الثانية) بطول 34 كم.
ويتكوّن المقطع العرضي للازدواجية من حارتين إسفلتيتين في كل اتجاه، وبعرض 3 أمتار و75 سم لكل حارة، وأكتاف خارجية مقدارها متران ونصف، وكتف إسفلتي داخلي بعرض متر ونصف.
كما يتضمن المشروع إنشاء 10 دوّارات، إضافة لإنشاء 3 أنفاق لعبور السيارات، وطرق خدمة، وجميع متطلبات السلامة المرورية من تركيب الحواجز الحديدية والخرسانية وأعمدة الإنارة واللوائح الإرشادية والدهانات الأرضية.
وخلال مراحل التنفيذ المنجزة فقد أُنشأت عددٌ من المعابر الصندوقية على معابر الأودية والشِّعاب، ودواراتٌ وطرقٌ خدمية على امتداد هذا الطريق الحيوي المهم، فهو أحد أهم مشاريع الطرق الرائدة بمحافظة الظاهرة ويخدم العديد من القرى، كما يساعد على انسيابية حركة المرور والحد من الحوادث المرورية، وتشجيع الجوانب السياحية والاقتصادية والاجتماعية بين ولايات محافظة الظاهرة وولايات محافظة شمال الباطنة.
كما نفّذت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات مشروع ازدواجية طريق ينقل الداخلي، الذي يمتد من دوار العقدة إلى دوار مدرسة ينقل للتعليم الأساسي، ويتضمن الطريق دوارين ونفقين لعبور السيارات، ويخدم سالكي الطريق والمحلات التجارية على جانبي الطريق، ويعد هذا الطريق من المشاريع الحيوية في الولاية، التي ستؤدي إلى تقليل الازدحام المروري بمركز الولاية، وتسهيل التواصل، وإضفاء الجانب الجمالي وانتعاش الحركة التجارية والاجتماعية في الولاية.
من جانب آخر، تنفّذ وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات حاليًّا مشروع إنشاء طريق بلاد الشهوم/ الهجر بولاية عبري، الذي يُؤمّل الانتهاء من تنفيذه قريبًا، ويبلغ طول الطريق 23 كم، وهذا المشروع مهمٌّ بالمحافظة، إذ يختصر المسافة بين عددٍ من القرى والبلدات ومناطق التجمعات السكانية مثل قرى وادي العين والهجر وبلاد الشهوم، ويمر الشارع على عدد من الأودية والسلاسل الجبلية، ويبلغ المقطع العرضي للطريق لكل حارة 3.5 أمتار لكل حارة مع أكتاف خارجية بعرض 1.5 متر. كما تُستكمل في هذه الآونة أعمال المشروع: الحمايات الجانبية للطريق والعبّارات الصندوقية بالجزء المتبقي بعقبة (شنيته). وزُوِّد بجميع مُتطلبات السلامة المرورية؛ من حواجز خرسانية وحديدية ولوائح تحذيرية وغيرها.
ومن المشاريع المستقبلية التي تخص قطاع الطرق بمحافظة الظاهرة خلال الفترة القادمة، إنشاء طريق عبري الالتفافي بطول 43 كم، الذي يتضمن ازدواجية طريق (عبري- تنعم) بطول 6 كم، وازدواجية طريق صناعية تنعم، إضافة إلى تصميم وتنفيذ تقاطع رباعي بإشارات ضوئية بدوار السوق بولاية عبري.