مسقط - الشبيبة
مع تزايد حالات الإصابة بالانفلونزا الموسمية وشدة الأعراض التي يشهدها المصابون يرقدُ البعض على إثرها على أسرّة المشفى، وتناقل الأخبار والتي قد تحوي على شائعات كثيرة وتفسيرات تبعد كل البعد عن التفسيرات الطبية والوقائع الصحية الحقيقية، أكّدت وزارة الصحة متابعتها لجميع هذه المستجدات وأن ما يشهده الجميع الآن من إصابات هي عبارة عن إنفلونزا موسمية وتتفاوت أعراضها وتأثيرها على المرضى كلٌّ حسب وضعه الصحي.
وفي لقاء مع الدكتور زيد بن الخطاب الهنائي؛ أستاذ مساعد بكلية الطب والعلوم الصحية واستشاري الأمراض المعدية للأطفال بمستشفى جامعة السلطان قابوس عبر برنامج "مع الشبيبة" أوضح أن الإنفلونزا هي من الفايروسات التنفسية القديمة والمعروفة وتعتبر أكثر شدّة من غيرها، ويُحسب لها حساب أكبر بحكم أن عدد المنومين في المستشفيات والعناية المركزة والوفيات بسبب الإنفلونزا تكون أعلى من الفايروسات الاعتيادية، وإذا ما تذكرنا أقوى جائحة مرت على العالم قبل كورونا كانت جائحة الإنفلونزا 1918م والمعروفة بالإنفلونزا الإسبانية، ومنذ ذلك الزمن أصبحت الإنفلونزا تنتقل من مكان لآخر ومن موسم لآخر، وفي عُمان نشهدُ انتشار الإنفلونزا بهذا الشكل، وما نراه حاليًا في هذا الوقت المبكر وهو يعتبر فصل الخريف انتشار أكثر من قبل ولكن ليس بفارق كبير ولكنه يظل أكثر مما كنا نشهده قبل جائحة كورونا، وقد يعود هذا إلى كوننا مررنا في السنوات الماضية بفترات إغلاقات وإجراءات مختلفة للحد من انتشار فايروس كورونا وهو ما أسهم في التقليل من الإصابة بالإنفلونزا الموسمية بشكلٍ كبير، والآن بدأت تعود هذه الإصابات بشكل لم نعتد عليه.
كورونا والانفلونزا
وحول ما إذا كانت الإصابات المنتشرة هي إصابات بمتحورات لفايروس كورونا وليس الإنفلونزا؛ أكد الهنائي أن الإنفلونزا وكورونا هما فايروسات مختلفة تمامًا عن بعضها، وفحص البلمرة الذي يُجرى في المختبرات يرصد كلّ إصابة على حدة وما نشهده الآن في عُمان هو فايروس الإنفلونزا بشكلٍ كبير والحالات التي تم تنويمها في المستشفيات حاليًا جرّاء تأثرها بفايروس كورونا ليست بالكثيرة ولا توجد الكثير من الحالات الحرجة لذلك تعتبر إصابات كورونا في الوقت الحالي في حالة إنحسار نسبي، وكل ما نشهده الآن هو إنفلونزا موسمية.
وأشار الدكتور إلى أنه يوجد الكثير من الفايروسات التنفسية التي قد يسبب بعضها الزكام أو نزلات البرد والإنفلونزا هي من الفايروسات القوية التي تسبب الأعراض المنتشرة الآن مثل الحمى العالية أو الحمى المصحوبة بالرجفة وآلام في الحلق وآلام شديدة في الجسم ويمكن ألا يستطيع المصاب مغادرة سريره لمدة تتراوح بين 3 إلى 5 أيام، والإنفلونزا تُعرف بحدتها وقوتها بهذا الشكل، وقد يكون عدم الإصابة بها أو انتشارها بين أفراد المجتمع منذ سنوات بسبب جائحة كورونا هو أحد أسباب انتشارها بهذه القوة الآن حيث أنه عند عودة الفايروس للانتشار كان العدد المحتمل لمن قد يصاب به في ازدياد كونهم لم يصابوا به في الأعوام الماضية وبهذا لم يكتسبوا مناعة ضده، لذلك تم رصد الكثير من الحالات الشديدة التي تنتشر اليوم بين المصابين قد يصل بعضها إلى العناية المركزة، وهذا الانتشار إنما حدث فقط بسبب عدم إصابة الناس به لمدة طويلة وبهذا قلّت مناعتهم ضده ومن هنا جاء التركيز في هذا العام بالذات على أهمية التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية وهذا التطعيم موجود في كل سنة ويتم تحديثه في كل سنة على حسب تحوّر فايروس الإنفلونزا ويُنصح الجميع من 6 أشهر فما فوق بأخذه كل عام وهذا للتخفيف من حدة الأعراض.
شائعة
وأكّد الهنائي أن الشائعات المنتشرة حول تطعيم كورونا وأنه سبب انخفاضًا في نسبة المناعة لدى الناس إنما تعتبر نوعًا من الوسواس ولا صحة لها من الأساس من الناحية العلمية، حيث لا يوجد ارتباط بين تطعيم كوفيد-19 والإنفلونزا، فما يفعله تطعيم كوفيد-19 هو فقط أنه يقوي ويعطي مناعة ضد فايروس كورونا وتقريبًا لا يفعل أي شيء آخر تجاه المناعة بشكلٍ عام أو تجاخ المناعة ضد أيٍّ من الفايروسات الأخرى، ولا يوجد نقص في المناعة في المجتمع وإنما أن المجتمع لم يصاب بالإنفلونزا من عدة سنوات وهو ما تسبب لنقص المناعة ضد الإنفلونزا ولهذا نشهد هذا الكم من الحالات، لذلك ما ينتشر من شائعات إنما هو محض نظريات غير صحيحة مبنية على نظرية المؤامرة وغيرها وهو ما تسبب في نشر الوسواس بين المجتمع.
وحول أسباب عدم إصابتنا بالإنفلونزا في الأعوام الماضية؛ أوضح الهنائي أنه ما حصل خلال السنوات الثلاثة الماضية كان العالم في خضم تطبيق إجراءات احترازية ووقائية وكانت تستهدف كوفيد-19 ولكنها كذلك تستهدف طريقة انتقال الفايروسات التنفسية والتي تتشابه بطريقة انتقالها لذلك كان هناك انحسار في انتشار الفايروسات التنفسية، وحتى فايروس كوفيد-19 كان من المفترض أن تكون الأعداد أكثر بكثير مما كانت ولكن في معظم الأوقات كان المنحنى الوبائي مسطّح بسبب جميع الإجراءات الوقائية التي اتّخذت في عُمان، وما حصل في السنة الأخيرة هو توفر التطعيم والمناعة ضد كورونا ومع زيادة المناعة بدأنا بملاحظة انخفاض كبير في حدة وخطورة الإصابات ومع هذا جاء ارتخاء كبير في الإجراءات الوقائية والعودة للحياة الطبيعية وبالتالي عاد انتشار الإنفلونزا بين الناس.
وأضاف الهنائي أنه حتى قبل فترة جائحة كورونا كان هناك حالات إصابة شديدة بالإنفلونزا عند أشخاص لم تكن لديهم أي أمراض مزمنة وبالتالي فإنه ينصح الجميع في بعض الدول بأخذ التطعيمات ضد الإنفلونزا، وفي هذه السنة تعود الإنفلونزا بعد غياب 3 سنوات وبهذا تكون العودة أقوى من العادة ولهذا فإن التطعيم في هذا العام أهم من السنوات الماضية، إضافةً إلى أن التطعيم ضد الإنفلونزا للجميع يعتبر أمرًا مرغوبًا ويُنصح به، وأكّد الهنائي أنه أصبح من مسؤولية الأطباء استغلال حساباتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي في توعية الناس فيما يتعلق بالصحة بشكلٍ عام وفي حالته كونه مختص في الأمراض المعدية لهذا يقوم بنشر المعلومات لتوعية المتابعين في هذا المجال، كما أنه من الأشياء المكتسبة من جائحة كورونا هو الوعي الصحي خصوصًا بما يتعلق بالأمراض المعدية ومن المستحب الإستمرار في هذا العمل لزيادة الوعي واتّخاذ أفضل الإجراءات الصحية لتجنب هذه الأمراض حيث أنه بجانب التطعيم لا ضير في اتّباع الإجراءات والاحترازات المتبعة في فترة كورونا كذلك مثل ارتداء الكمامة أو عدم مخالطة الآخرين في حال الإصابة وغيرها وذلك لما له من أهمية في تقليل العدوى ونسبة انتشار المرض، كما أنه ليس من حسن الأدب أن الشخص يكون مصاب ويخالط الآخرين عن قرب وينشر الإصابة إليهم، وما تعلمناه من خلال الإجراءات الوقائية خلال فترة كوفيد-19 لربما سبب الملل للكثير من الناس ولكن في حال وجود فائدة منه تعود على المجتمع ويسهم في عدم تناقل هذه الفايروسات بسهولة في المجتمع واتّباع الإجراءات البسيطة لتجنب انتقال العدوى مثل ارتداء المريض للكمام أو عدم مخالطته للآخرين أو حتى ارتداء الشخص غير المصاب للكمام في الأماكن المزدحمة فهذا أمر لا عيب فيه وجميع هذه الجوانب تسهم في خفض نسبة العدوى وانتشار الفايروسات في المجتمع.
فايزر
وحول الأخبار التي نشرت حول فايزر واعترافهم بعدم اختبار اللقاح وفاعليته قبل طرحه؛ أوضح الهنائي أن هذا الخبر يتداول كخبر يُصنع من لا شيء، حيث أن فايزر صرحت سابقًا بأن اللقاح سيقلل انتشار الفايروس في المجتمع ولم يكن هناك أي أدلة تثبت ذلك في ذلك الوقت ولكن وُجد أنه يسهم في تقليل انتشار العدوى في المجتمع، ولهذا يعتبر هذا الخبر ليس بالشيء الكبير والفادح، ولكن من المعتقد أنه يتم تهويل مثل هذه الأخبار لربما للحصول على نوع من الشهرة لجلب انتباه الناس في قنوات التواصل الاجتماعي أو إثبات نظرية مؤامرة شخصية.
كما أن تحور فايروس كورونا حصل بشكل طبيعي، وهذا بدأ قبل وجود أي نوع من اللقاحات مثل متحور دلتا وغيره، واللقاح لم يكن ناجحًا في القضاء على فايروس كورونا بشكلٍ كليّ وإنما نجح في تقليل الإصابات الشديدة به وعودة الحياة الطبيعية بشكلٍ كبير وهذا ما شوهد حتى الآن، وإلى الآن فإن جميع الدراسات على اللقاحات تجد أنه من جميع النواحي مثل التنويم في المستشفى والعناية المركزة وأعداد الوفيات جميعها تعدّ نسب أقل بكثير عند من أخذ التطعيم عن من لما يأخذه وكذلك تكون أقل لدى من أخذ 3 جرعات عوضًا عن جرعتين وهكذا، وما زالت فعالية اللقاحات مثبتة ويتم تأكيدها من جميع الدراسات العلمية التي يتم عملها، واللقاحات لعبت دورًا كبيرًا وقويًا في فايروس كورونا والمتحور ألفا حتى في تقليل عدد الإصابات الخفيفة وانتقال الفايروس، ومع تحوّر الفايروس أصبح ينتقل حتى مع المطعمين وإن كان أقل بعض الشيء ولكن لا ينتشر بسهولة في المجتمع، والفائدة الأهم من اللقاحات كانت في تقليل خطورة المرض وهو الأمر الأساسي الذي جعل هذه الجائحة مهمة من الأساس، وبفضل الله تم حماية كثير من الناس من المضاعفات.
وأضاف أن تطعيم الإنفلونزا في الوقت الحالي متوفر في المؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة ويعطى بالمجان لأي شخص يكون عمره فوق الخمسين عامًا، أو المرأة الحامل، أو أي شخص لديه أمراض مزمنة مثل أمراض الرئة المزمنة وأمراض القلب أو السمنة، أما بالنسبة للأشخاص الأصحّاء فإنه لا يتوفر بالمجان في الوقت الحالي ولكن يُنصح بأخذه في القطاع الخاص وتقريبًا معظم مؤسسات القطاع الخاص تعطي هذا التطعيم، والمهم عند الذهاب للقطاع الخاص هو الانتباه للسعر حيث أن سعر اللقاح 7 ريالات عمانية ويحق للمؤسسة أخذ 3 ريالات عمانية إضافية نظير الخدمة وبالتالي لا يدفع الشخص أكثر من 10 ريالات.
وأوضح الدكتور أنه من الأفضل توفير اللقاح للجميع بصورة مجانية لأن السياسة المتبعة في الوقت الحالي تمنح للناس شعورًا بأن هذا اللقاح غير ضروري، وما يلاحظ وتشهده المستشفيات من وجود أطفال ليس لديهم أي أمراض مزمنة وحتى كبار لا يعانون من أي أمراض مزمنة ولكنهم يصابون بالإنفلونزا بشكل شديد لدرجة تنويمهم في العناية المركزة بسبب إصابة في الرئة أو تسمم كامل في الجسم مع فشل في الكلى أو فشل في الكبد، وبالتالي فإن رؤية مثل هذه الحالات في المستشفيات يعتبر دافعًا أساسي لنصح الناس بأخذ اللقاح، كون هذا اللقاح ليس له مخاطر وتأثيراته بسيطة جدًا خصوصًا في ظل انتشار الإنفلونزا الموسمية بكثرة في هذه الآونة، كما أن من أصيب بالإنفلونزا وتعافى منها يعتبر أنه قد أصيب بنوع واحد فقط والمنتشر حاليًا لا يقل عن 3 أو 4 أنواع وبالتالي يمكن أن يستمر الشخص في الإصابة بالأنواع الأخرى على مدى هذا الموسم ولذلك ينصح المتعافي كذلك بأخذ اللقاح وهو إجراء بسيط.
لا يوجد ما يدعو للقلق
كما صرّحت وزارة الصحة مؤخرًا أنه لا يوجد ما يدعو للقلق وما يشهده الجميع الآن هو إنفلونزا وليس متحورًا جديدًا عن كورونا ويجب اتّخاذ الإجراءات اللازمة، والإنفلونزا ليس بجائحة جديدة ولا متحور جديد وإنما فايروس موسمي ولكنه يعتبر من الأنواع القوية وما نشهده هو عودة قوية له، وهذا لا يدعو للقلق ولكن يجب اتباع السبل الوقائية والإجراءات الاحترازية، إلى جانب التغذية السليمة والرياضة السليمة والنوم السليم والذي يصل إلى حوالي 7 ساعات يوميًا والتي تحافظ على وظائف الجسم، والضغط والسكري وجهاز المناعة جميعها تستفيد من العادات الصحية، وكما هو معروف فالعقل السليم في الجسم السليم وإذا ما كان العقل سليمًا سيقل التوتر والقلق، وزيادة القلق والهموم تزيد من افراز بعض الهرمونات في الجسم مثل الكورتيزون والتي تسبب خللا في توازن هذه الهرمونات، وخلل توازن هرمون الكورتيزون يتسبب في زيادة شعور الإنسان بالجوع واستهلاكه للطعام الدسم ويكون السكر غير منضبط لديه وجهاز المناعة يكون أضعف، وبالتالي فإن المحافظة على التوازن في الحياة مثل التوازن النفسي وتقليل الهموم والتغذية السليمة والرياضة والنوم السليم والمحافظة على العلاقة الطيبة مع المجتمع كلها لها فوائد على صحة الفرد، والتوتر يزيد من نسبة الإصابة، وبشكلٍ عام فإن الصحة النفسية والتوتر يزيد من نسبة الإصابة بالأمراض.
وأضاف الدكتور أن أصل فايروس كورونا غير معروف 100% حتى الآن، وهناك نظريتين في هذا الجانب إحداهما أنه جاء بشكل طبيعي عن طريق الحيوانات كونه موجود بشكل كبير بين الحيوانات وأنه من وقتٍ لآخر قد يظهر متحور يستطيع الإنتقال من الحيوان إلى الإنسان، خصوصًا في ظل وجود بعض الأسواق الشعبية الموجودة في الصين والتي يكون فيها الكثير من الحيوانات بأنواع مختلفة على مقربة من أعداد كبيرة من الناس وهناك ما يدل على هذه النظرية، والنظرية الأخرى هي أن هذا الفايروس كانت تتم دراسته في مختبرات صينية وبالخطأ أصيب أحد العاملين وبهذه الطريقة تسرب إلى المجتمع وتم تغطية الموضوع والتستر عليه كونه يعتبر فضيحة كبيرة وهذه النظرية لم يتم إثباتها ولم يتم نفيها تمامًا، ومعظم العلماء يؤمنوا بالنظرية الأولى، وتوجد نظرية ثالثة وهي نظرية المؤامرة بأن هذا الفايروس تم تصنيعه ونشره لإقامة حرب بيولوجية، وهذه النظرية ليس صحيحة كون أن أي دولة تتمتع بالذكاء الكافي لتصنيع هذا الفايروس فإنها كذلك تتمتع بالذكاء الكافي لمعرفة أن انتشارخ سيضرها بالدرجة الأولى وهذا ما نراه في الصين من استمرار الضرر فيها حتى الآن من جميع النواحي الاقتصادية وغيرها، ونظريات المؤامرة عادة تثير الاهتمام ولكنها تكون عادةً بعيدة عن الحقيقة، وأخبار المؤامرة تنتشر بسهولة خصوصًا إن لم يكن هناك وعي لدى القارئ ولهذا يقوم بنشره وغيره.
فايروس مستجد
وحول طبيعة التطوير والعمل الذي يجب الاشتغال عليه حتى نكون أكثر جاهزية لمواجهة أي جائحة؛ أكد الهنائي أن فايروس كورونا لم يكن بالأمر الفجائي وغير المتوقع خصوصًا لدى المختصين بالأمراض المعدية، نظرًا لكون هذا الفايروس مستجد من وقت لآخر بشكلٍ طبيعي، ومثلما حصلت جائحة الإنفلونزا الإسبانية وكوفيد-19 وغيرها فإنه كذلك من المتوقع أن يكون هناك جائحات أخرى ولكن زمانها ومكانها غير معروف حتى الآن، وما مررنا به يجعل من باب الأهمية أن تكون جميع الدول على جاهزية تامة للتصدي لأي جائحة ومواجهتها كما يجب، وجائحة كورونا قد يكون انتهى الجزء الصعب منها ولكن الفايروس لا يزال موجود ويؤثر على صحة الناس ومال زال يُحسب له حساب ويحتاج إلى تدابير ومراقبة وغيرها إلى جانب العديد من الفايروسات، ومن المهم على أي دولة الاستثمار في البنية التحتية وأن يكون لديها فريق جاهز لرصد أي أمراض أو فايروسات أو مستجد في هذا الجانب وأن يكون لديها خطط قوية وكادر في حالة ظهر شيء ما بحيث تحتويه من البداية وتمنع انتشاره بشكل كبير وتعمل على تشخيصه وعزل المصابين به بشكلٍ مبكر لتجنب حدوث جائحة كبيرة، كما أنه من المهم التعاون بين الدول من حيث دعم المنظمات والمؤسسات التي تهدف للتصدي لمثل هذه الجائحات مثل منظمة الصحة العالمية والتي تم استهدافها بشكلٍ كبير من خلال أخبار مغلوطة، حيث أن هذه المنظمات مهمة جدًا للتصدي لمثل هذه الجائحات.
وأضاف أنه في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط بشكل عام يجب أن يزيد الاستثمار في البحث العلمي والعلوم والابتكار في جميع النواحي وليس الجانب الطبي فقط، حيث يوجد حب للاكتشاف والاطلاع والعلم، والدين الإسلامي يحث على العلم وبه يقوى إيمان الفرد، لذلك يجب أن يتم الاستثمار في هذا الجانب، كما يجب عدم تشجيع ثقافة الاستيراد وإنما تشجيع التصنيع والانتاج المحلي وتعزيز ثقة الأفراد بقدراتهم ومهاراتهم بحيث يكون انتاجهم وابتكاراتهم مهمة، ويجب علينا نحن أن نبتكر الأدوية واللقاحات وطرق التشخيص لكي تكون لدينا القدرة على التصدي للجائحات وأن تكون لدينا القوة الكافية لتفادي انتشار الأمراض وغيرها، وكما يتداول مصطلح الأمن الغذائي فإنه يوجد كذلك الأمن العلمي والذي يجب أن يتم الالتفات إليه بصورة أكبر لتعزيز جميع المجالات العلمية في دولنا، وعدم الالتفات لنظريات المؤامرات فحسب، كما أن الأبحاث العلمية والمشوار العلمي هو طريق طويل الأمد وقد لا نرى نتائجه بصورة سريعة وإنما تأخذ سنوات طويلة ولكن لابد من الاستثمار فيه، ونحتاج إلى تطوير الجانب العلمي لتشجيع منتسبي هذا القطاع وتفريغهم للعمل في الأبحاث ودعمهم كما يجب فالمهارات والثقافة وحب العلم والابتكار والاكتشاف موجودة لدى شبابنا، لذلك نتطلّع لرؤية الدعم الكافي والكبير من قبل جميع الجهات لهذا القطاع.