مسقط - سعيد الهاشمي
يشهد بحر العرب في فصل الصيف بدء موسم الحالات المدارية الاستوائية والتي تصنف أحياناً كأعاصير قوية أو عواصف أو منخفضات، لا سيما في الفترة الممتدة من أواخر مايو وحتى بدايات يونيو كما حدث مع الإعصارين «جونو» و«فيت».
ومناخياً فإن المناطق القريبة من خط الاستواء هي التي تتشكل فيها العواصف الاستوائية والأعاصير.
ويقول مدير البحوث وتطوير الأرصاد الجوية بالهيئة العامة للطيران المدني د. سعيد الصارمي عن عملية تسمية الأعاصير: تتم تسمية الأعاصير من خلال جدول مسميات موضوعة ومحددة سلفاً من قبل اللجنة الإقليمية للأعاصير في بحر العرب وخليج البنغال المشكلة من 8 دول وهي الدول المطلة على المحيط الهندي والتي من ضمنها السلطنة.
الجدير بالذكر أن السلطنة هي صاحبة اقتراح هذه التسميات في العام 2000م. حيث قدمت كل دولة 4 أسماء ومن ثم جمعت الأسماء كلها في جدول، ويتم إطلاق الاسم بالترتيب.
أما عن اسم الإعصار القادم إذا ما تشكل واتجه نحو السلطنة فهو رونيو (Roanu) من المالديف.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا هذه الفترة بالتحديد «أواخر مايو وأوائل يونيو» هي موسم تشكل الأعاصير؟ في معرض الإجابة يقول الصارمي: هناك فترتان تتأثر فيهما السلطنة بالأعاصير، الأولى: في شهري مايو ويونيو، والثانية: في شهري أكتوبر ونوفمبر، وهما أكثر فترات العام التي تتكون فيها الأعاصير في بحر العرب، كما أنه من الممكن أن تتأثر السلطنة بالأعاصير خلال أشهر الصيف بشكل عام. ويعود ذلك إلى أن هذه الفترات هي فترات انتقالية تأتي قبل أو بعد فترة الرياح الموسمية المؤثرة على شبه القارة الهندية وبحر العرب بحيث تكون الرياح الموسمية ضعيفة وتتيح المجال للأعاصير باستمرار حركتها باتجاه السلطنة. الأمر الآخر هو أن درجات حرارة البحر في الفترات الانتقالية تتسم بالارتفاع ما يؤدي لزيادة التبخر وتوفر الرطوبة اللازمة لتكوّن السحب الممطرة ومنها قد تتطور لتنشأ حالة من عدم الاستقرار تؤدي لنشوء المنخفضات والأعاصير المدارية.
أما عن العوامل التي تؤدي إلى تغير قوة الإعصار زيادة أو انخفاضاً فإن ذلك يعتمد -حسب الصارمي- على درجة حرارة سطح البحر ورياح القص وكمية بخار الماء وعمق المنخفض ووضع طبقات الجو العليا وملامسة الإعصار نفسه لليابسة.
ويضيف مدير البحوث وتطوير الأرصاد الجوية بالهيئة العامة للطيران المدني د. سعيد الصارمي أن المناطق الساحلية الممتدة من رأس الحد إلى ضلكوت هي الأكثر عرضة للتأثر بالأعاصير التي تتشكل في بحر العرب، غير أن السنوات الفائتة شهدت امتداد هذا التأثير للمناطق الساحلية بين مسقط ورأس الحد، أما تاريخياً فإن تأثير أعاصير بحر العرب امتد حتى ساحل الباطنة كما في إعصاري 1890 و1959.