لندن - رويترز
عندما اجتمع مسؤولون من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) هذا الأسبوع لصياغة استراتيجية طويلة المدى توقع عدد قليل من الحضور أن تنتهي المناقشات دون صدام. لكن حتى أكثر المندوبين تشاؤماً حصلوا على أكثر مما راهنوا عليه. ونقل مصدران حضرا الاجتماع الذي عقد في فيينا أو اطلعا على ما جرى فيه عن أحد المسؤولين المحبطين قوله «أوبك ماتت». وهذا بعيد عن أن يكون المرة الأولى التي يعلن فيها زوال أوبك في تاريخها الذي مضى عليه 56 عاماً، كما أن المنظمة نفسها قد تنعم بعمر مديد في عهد النفط الرخيص.
ولا تزال السعودية -أقوى أعضاء أوبك نفوذاً- متمسكة بموقفها بأن التحرك الجماعي لكل المنتجين هــــو الحل الأمثل لسوق النفط التي هوت منذ منتصف 2014.
وفي تحول كبير في الفكر تعتقد الرياض حاليا أن استهداف مستوى محدد للأسعار بات بلا فائدة لأن ضعف السوق العالمية يعكس تغيرات هيكلية أكثر من كونه اتجاهاً مؤقتا وذلك وفق ما ذكرته مصادر مطلعة على وجهات النظر السعودية. وأوبك منقسمة بالفعل بشأن كيفية التعامل مع انخفاض أسعار النفط. وتسبب التوتر بين السعودية و إيران في انهيار أول اتفاق في 15 عاماً لتجميد إنتاج الخام للمساعدة في تعزيز الأسعار العالمية.
وتقول إيران إن هذا بالتحديد هو ما تأسست المنظمة من أجله وبالتالي فإن «الإدارة الفعالة للإنتاج» ينبغي أن تكون أحد أهدافها طويلة الأمد. لكن المصادر تقول إن محافظ السعودية محمد الماضي قال إنه يعتقد أن العالم تغير كثيرا في السنوات القليلة الفائتة لدرجة أن محاولة فعل هذا أصبحت أمراً لا طائل من ورائه.