الحمراء -طالب بن علي الخياري
بدء في ولاية الحمراء التطبيق العملي لفترات العزاء من فترة واحدة متواصلة الى فترتين صباحية ومسائية (ثلاثة أيام للرجال وسبعٍ للنساء) و ذلك تنفيذا لتوصيات اجتماع لجنة التنمية الإجتماعية الاخير بالولاية ، وقد لاقى هذا التوجه تفاعلا من قبل الجمهور وعن تلك التجربة التقت الشبيبة ب محمد بن احمد العبري المطبق الاول للفكرة في عزاء والدته حيث قال بحمدالله لم يكن هناك أي تجمع رجالي يذكر عند منزل المرحومة ، وهذا مايحدث وللأسف في مثل هكذا حالات فتجد الرجال والنساء والأطفال بل وحتى الأجانب متجمهرين حول منزل المتوفى ، وطبعاً بحسن نية وهي المشاركة في أجر وثواب التشييع والدفن ، لكن هذا التجمهر يسبب الكثير من الإزعاج لأهل المتوفى ممايوقع في محاذير عديدة وأهمها الاختلاط .
وبفضل الله ثم بفضل مجهودات الشباب في برامج التواصل الإجتماعي التزم الرجال والنساء بما نص عليه البيان ، فتوجه الأولون حيث المسجد والبعض إلى موقع مصلى الموتى وآخرون تمكنوا من قضاء بعض أعمالهم الأسرية بين الصلاتين ريثما يحضر أهل المتوفاة لإلقاء النظرة الأخيرة وينتهون من طقوس التغسيل والتكفين والدعاء ، بينما النساء يشاركن كلٌ حسب مقدرتها في ترتيب البيت محل العزاء ، والبعض لزمن الدعاء وقراءة آيٍ من القرآن الكريم وبعد الإنتهاء من صلاة العشاء توجهنا بالسيارة مباشرة الى مقر مصلى الموتى الجديد بجانب المقبرة ) وتمت الصلاة وحمل الجنازة راجلين والدفن والتأبين في وقت لم يتجاوز الخمس وثلاثون دقيقة ، في حين لو صلينا عليها في المسجد كالعادة ونقلناها على الأكتاف إلى الدفن ، لكلفنا ذلك وقت ما يربو على الساعتين وأكثر ، أي قد نعود من المقبرة في حدود منتصف الليل .
وفال العبري صباح أول يوم عزاء وكعادة (الشياب) يحضرون قبل شروق الشمس، ولأن النظام جديد فقد كان حضوري للسبلة في حدود السابعة مما أوجد تأففاً منهم ، بل إن البعض غادر دون تعزية والملفت حضور موظفي الدوائر الحكومية العاملة في الولاية كذلك قبل السابعة ، وهي لفتة كريمة منهم دلت على حرصهم على الإنتظام في وظائفهم عند بدء الدوام بالضبط أي السابعة والنصف ، وقد علق أحدهم مازحاً هي البصمة (عدم المؤآخذة) من أوجدت هذا الإنضباط . لذلك ومراعاة لهم فمن الجيد لو يبدأ العزاء بعد شروق الشمس مباشرة وقد سار اليوم الأول وكذلك اليومين التاليين بنظام العزاء الجديد ، حيث أغلقنا المجلس بعيد أذان الظهر وانتظم الجميع في صلاة الجماعة في المسجد ، وبذلك قضينا نهائياً على الصلوات الجماعية والانفرادية في السبلة، بل وانتهى إلى غير رجعة إن شاء الله تأخير الصلاة والخوف من تفويت وقتها نظراً لازدحام المجلس بالمعزين
كما انخفضت تكاليف العزاء ٨٠٪ عما كان يحدث في النظام السابق ، إذ لا وجبات غداء لضيوف أو معزين وقت مابعد صلاة الظهر ، حيث أن الجميع تفاعل مع النظام الجديد وكانت الصلاة هي الفيصل ، فلم يعد أحد الى السبلة مما اضطرنا لغلقها واستئناف تقبل التعازي بعد صلاة العصر فترة الراحة مابعد الظهيرة في منازلنا .