بقلم: علي المطاعني
القرار الذي أصدره وزير التجارة والصناعة وترويج الإستثمار بالرقم (519/2022) والقاضي بحظر إستيراد الأكياس البلاستيكية وذلك ضمن خطط الوزارة لتنظيم سوق العمل فيما يخص إستيراد المواد والسلع التي تضر بالبيئة العُمانية وأبان أن الوزارة تهدف من هذا القرار لدعم المصانع العُمانية من خلال الحد من المنافسة غير العادلة من المنتجات المستوردة والتي لا تلبي المعايير البيئية كما تسعى الوزارة من خلال تعاونها مع هيئة البيئة للانتقال بالصناعات البلاستيكة الحالية إلى صناعات صديقة للبيئة مستقبلا.
في الواقع القرار جاء في وقته تماما وذلك بعد أن إستشعرت دول العالم كلها بالخطر الذي تشكله أكياس البلاستيك من ناحية عامة بإعتبارها العدو الأول للبيئة ، وقد عمدت كل دول العالم إلى حظر هذه الأكياس نهائيا وإستبدالها بأكياس ورقية أو من مواد أولية صديقة للبيئة.
وكما هو معروف فإن المنتجات والأكياس البلاستيكية لاتصدأ ولا تتحلل بيولوجيا وتبقى في البيئة والتربة لفترات طويلة ربما مئات السنين وهي مواد لدنه بترولية المنشأ وبالتالي غير قابلة للتحلل ، كما انها تعمد لإعاقة نمو النباتات عن طريق منع الشمس والهواء وتلحق الضرر بالحيوانات البرية والأليفة معا بقدرتها على سد القناة الهضمية أو الجهاز التنفسي ، كما أن استخدامها في حمل المواد الغذائية الساخنة ينتج عنه مادة الديكوسين المسببة للسرطان ، إضافة إلى أنها تشكل خطرا على الحياة البحرية من خلال مخلفات السفن التي تفرغ في البحر ، هذا فضلا عن اضرارها على التربة مما يجعلها غير صالحة للبناء أو الزراعة كما أن حرق البلاستيك يؤدي لتلوث الهواء بالغازات والأبخرة السامة.
وبالتأكيد فإن قرار معالي الوزير قد إستلهم كل هذه المخاطر وهذا يؤكد بعد نظر الوزارة ويمكن القول أن القرار جاء في وقته تماما وربما أن الكثير من المواطنين لم ينتبهوا بعد للخطر الذي تشكله أكياس البلاستيك على البيئة وعلى صحة الإنسان نفسه.
القرار أشار إلى أن هناك جهودا ستبذل مع مصانع البلاستيك المحلية للتحول لمواد أخرى صديقة للبيئة ، وذلك يعنى التأكيد بعدم وجود فرق مابين البلاستيك المستورد والمحلي فكلاهما من منشأ وأحد وهو الأصل البترولي عصي التحلل بيولوجيا لذلك كان التوجيه واضحا للخطط المستقبلية لمعالجة هذا الأمر.
بالطبع أن الوزارة ستبذل أقصى جهدها بالتعاون مع أصحاب المصانع المحلية في كيفية التحول التدريجي للوصول لمادة صديقة للبيئة ومن المرجح أن تكون مادة سليلوزية أي ورقية غير ضارة للبيئة وسهلة التحلل بيولوجيا ولا تشكل خطرا على التربة والإنسان والحيوان ، القرار وتوقيته وفحواه ومعناه في هذا الوقت يؤكد على أن الوزراة حريصة كل الحرص على التعاون مع هيئة البيئة للوصول إلى أفضل النتائج التي تضمن نظافة البيئة العُمانية من كل الأخطار المحدقة بها خصوصا ان الله عز وجل قد حبى البلاد بشواطئ طويلة وتعد رافدا سياحيا مهما ، وبالقطع فإن أكياس البلاستيك كانت أبدا مهددا مباشرا للثروة السمكية التي تعد أحدى ثرواتنا الوطنية المهمة ، فضلا عن أن الثروة الحيوانية هي الأخرى تتعرض للمزيد من الأخطار مع كل تزايد لتداول الأكياس البلاستيكية في الأسواق والمتاجر فمصيرها بعد وصول المشتريات للمنازل مصيرها مكبات النفايات ، أو الطرق العامة او المزارع أو لأفواه الحيوانات، وفي كل نقطة من هذه النقاط يكمن خطر بيئي جسيم على البيئة وعلى كل الكائنات الحية.
بالطبع سيأت قريبا اليوم الذي نرى فيه بلادنا خالية تماما من أكياس البلاستيك ، ومصانعنا باتت تنتج أكياسا صديقة 100% للبيئة ، فبلادنا وتاريخيا من أوائل الدول في المنطقة التي أنشأت وزارة للبيئة ، وكانت دوما وابدا حريصة كل الحرص على الإهتمام بكل ماهو كفيل بضمان بيئة نظيفة وسليمة وبما يحقق الحفاظ على التوازن البيئي الدقيق غير القابل للإختلال في أي جزء من منظومته المعقدة المتصلة بعضها ببعض.
نأمل أن توفق الوزارة في مساعيها الحميدة من بعد قرارها الهام ، لنتطلع إلى اليوم الذي لانجد فيه كيسا واحدا في كل ولاياتنا ومحافظاتنا وذلك هو يوم النصر المبين على الأكيـــــــاس البلاستكية الخطر.