قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث الاثنين ٠٨/أغسطس/٢٠٢٢ ١٠:٠٣ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الشبيبة - العمانية 

 تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في بعض الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلّقة بالتكيف مع تغير المناخ العالمي، والتخلي عن التوسع في إنتاج الأسلحة النووية، وضرورة التعاون الإقليمي للانتقال إلى الطاقة النظيفة في آسيا.

فصحيفة "تايمز أوف مالطا" المالطية نشرت مقالا بعنوان "التركيز على التكيف مع تغير المناخ" للكاتبتين أورلاندا جريتش وسارة بولتيل قالتا فيه إنه مع مرور الوقت أصبحت الآثار العالمية الكارثية لتغير المناخ أكثر وضوحًا، الأمر الذي يتطلب اتخاذ إجراءات وخطوات أكثر صرامة لمنع الوصول إلى نقطة اللاعودة، وتمثلت هذه الإجراءات في اعتماد اتفاقيات دولية ملزمة قانونًا وعقد مؤتمر الأطراف.

وأضافتا: يُشار إلى هذه الملتقيات أيضًا باسم مؤتمرات الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، وهي سلسلة من مؤتمرات القمة العالمية التي تُعقد سنويًا، ويقع على عاتقها مراقبة ومراجعة تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، مع آخر مؤتمر للأطراف (COP26) الذي عقد في شهر نوفمبر من عام 2021 وهناك مبادرات أخرى، بما في ذلك مؤتمر تغير المناخ في بون (يونيو 2022) المعني بتتبع التقدم المحرز في قضايا تغير المناخ، والاستعداد لمؤتمر الأطراف القادم (COP27) الذي سيعقد في مصر في نوفمبر 2022.

وأشارتا إلى أنّ تأثيرات الاحتباس الحراري تصاعدت في الآونة الأخيرة، وقد اتضح ذلك جليًّا من خلال الأحداث المدمرة الملحوظة في أجزاء مختلفة من العالم، متمثلة في حرائق الغابات إلى العواصف والفيضانات وذوبان البنية الأساسية.

ونتيجة لتلك التأثيرات أوضحت الكاتبتان أن المواطنين وأصحاب المصلحة في كثير من الدول التي تُعاني من تأثيرات التغير المناخي كثفوا مطالبهم للشركات والحكومات لاتخاذ إجراءات عاجلة قبل فوات الأوان في محاولة لإنقاذ البيئة والكوكب الوحيد الذي نُطلق عليه وطن الجميع.

وللتركيز على أهمية التكيف، لفتت الكاتبتان إلى أنّ مؤتمر الأطراف القادم (COP27) سيشهد أجندة عالمية معززة تميل نحو مزيد من العمل للتكيف، بهدف زيادة دعم المجتمعات الضعيفة المعرضة لتأثيرات تغير المناخ، مؤكّدتين في الوقت نفسه على أهمية تأسيس التزام مشترك بين الدول.

واختتمت الكاتبتان مقالهما بالتأكيد على أهمية دور الحكومات في اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن التحذيرات الصارخة حول تأثيرات تغير المناخ، وأنه من المؤمل أن تخرج المفاوضات الرسمية والمناقشات خلال مؤتمر الأطراف القادم بجملة من الخطوات والإجراءات لتكون حافزًا لمزيد من الجهود لمكافحة آثار التغير المناخي المدمرة.

من جانب آخر، نشرت صحيفة "ذا إكسبرس تريبيون" الباكستانية مقالاً للكاتب أنتونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة بعنوان "الأسلحة النووية لا معنى لها".

قال فيها الكاتب: حان الوقت لقادة العالم أن يدركوا حقيقة الأسلحة النووية، ومفاد تلك الحقيقة هي أن هذه الأسلحة لا معنى لها، وهي أسلحة لا يمكنها تحقيق السلم أو الحماية أو الأمن، فهي تستخدم فقط في جلب الموت والدمار.

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى مرور أكثر من 75 عامًا منذ انفجار القنبلتين على هيروشيما وناجازاكي في اليابان سببتا سحابة فطر ضخمة فوق كل من المدينتين ومنذ ذلك الحين عانت البشرية من الحرب الباردة، وفي تلك الفترة كان هناك اتفاق واسع النطاق للمبادئ المناهضة لاستخدام وانتشار واختبار الأسلحة النووية.

وأضاف الكاتب: نواجه اليوم خطر نسيان دروس أليمة وأحداث مدمرة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 ونشهد مع الأسف ازدياد وتيرة سباق التسلح، وأنّ بعض الحكومات تنفق مئات المليارات من الدولارات لتحديث ترساناتها النووية، ويوجد حوالي 13 ألف رأس نووي حول العالم في الوقت الذي تشتعل فيه الأزمات الجيوسياسية وباتت التهديدات النووية تدق ناقوس الخطر مجددًا.

وفي سياق متصل، أكّد الكاتب أن البشرية في موقف حساس للغاية وعلى بُعد خطأ أو سوء فهم أو سوء تقدير قد يؤدي إلى كارثة كبرى ولهذا يجب على القادة والمجتمع الدولي التوقف عن طرق باب الكوارث والتخلي عن كل خيار نووي من على الطاولة إلى الأبد، لأن الحرب النووية تعني بكل بساطة نهاية البشرية الحتمية.

واختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أنّ هنالك حلًّا واحدًا فقط للتهديد النووي وهو عدم امتلاك أسلحة نووية على الإطلاق والتخلص من أسلحة الدمار الشامل الفتاكة لتخفيف حدة التوترات والتشجيع على تبني الحوار والدبلوماسية والتفاوض لحلحلة الأزمات، لأن الوقت قد حان لكي يعم السلام.

من جانبها، نشرت صحيفة "نيكاي آسيا" اليابانية مقالا بعنوان: "ضرورة التعاون الإقليمي للانتقال إلى الطاقة النظيفة في آسيا" بقلم الكاتب "موي يانج" قال فيه إن قطاع الكهرباء في آسيا كان في خضم ثورة الطاقة النظيفة على مدى العقد الماضي، مدفوعًا بالتقدم التكنولوجي والرغبة في تأمين وظائف ونمو اقتصادي أخضر.

وأشار الكاتب إلى أنه غالبًا ما هيمن النقد على هذا التحول التكنولوجي بسبب التوسع في استخدام الفحم والغاز في قارة آسيا، لكن النمو الاستثنائي للطاقة الشمسية عبر بعض الاقتصادات الرئيسية في آسيا هو دليل على التغيير الحقيقي الجاري على قدم وساق.

وأضاف الكاتب أنه مع تزايد زخم الثورة النظيفة في آسيا، سيفتح الباب لاكتشاف فرص استثمارية ضخمة، مع إمكانية الإسهام بشكل كبير في النمو الاقتصادي وتوفير الوظائف، بالإضافة إلى تحولات مذهلة من حيث متوسط العمر المتوقع كنتيجة طبيعية من الانخفاض الكبير في تلوث الهواء.

ولفت الكاتب في مقاله إلى أنّ سبع دول آسيوية مدرجة الآن في أفضل 40 مكانًا بحسب مؤشر جاذبية الدول للطاقة المتجددة الذي نشرته شركة الخدمات المهنية "ارنست أند يونج" مع تصنيف الهند كأكثر الأماكن جاذبية في العالم للاستثمار في الطاقة الشمسية.

واقتبس الكاتب في مقاله تقريرًا حديثًا صادرًا عن بنك التنمية الآسيوي يشير إلى أنه في حال استغلت الإمكانيات المذهلة لجنوب شرق آسيا في مجال الطاقة المتجددة على مدى السنوات القليلة المقبلة، فقد يوجد ذلك فرصًا للاستثمار تُقدر قيمتها 172 مليار دولار سنويًا وستوفر أكثر من 30 مليون وظيفة بحلول عام 2030.

وشدد الكاتب في مقاله على أهمية التعاون الدولي الوثيق كمفتاح لتحقيق هذا التوجه الواعد في مجال الطاقة النظيفة، حيث لا يمكن لأي دولة في المنطقة، حتى تلك التي تتمتع بموارد طاقة غنية وقاعدة صناعية ضخمة، أن تتصدى بفاعلية للتحديات المرتبطة بالانتقال الكبير إلى الطاقة المتجددة.

واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على ضرورة تعزيز التعاون عبر جميع مستويات الحكومات والشركات والمجتمعات المدنية لضمان حصول جميع البلدان الآسيوية على التكنولوجيا والمهارات والمعرفة المتصلة والتمويل اللازم للتحول الشامل إلى قطاعات الطاقة النظيفة، عندها فقط يمكن تبادل المعرفة وتكييف أفضل الممارسات الدولية بشكل أفضل للمساعدة في توفير الوقت والموارد لتحقيق هذه الرؤية وأهدافها على مستوى جنوب شرق آسيا.