قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث الأحد ٠٧/أغسطس/٢٠٢٢ ١٠:٣٧ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الشبيبة - العمانية 

 تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في بعض الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلّقة بأزمة المناخ العالمية والمشكلات الاقتصادية في أوروبا بالإضافة لأهمية الذكاء الاصطناعي في كشف طفرات فيروس كورونا.

فصحيفة الجارديان البريطانية نشرت مقالًا بعنوان: "الفيضانات والعواصف وموجات الحر هي نتيجة مباشرة لأزمة المناخ - هذه حقيقة، فما العمل لمواجهة هذه الأزمة؟" بقلم الكاتب جون فيدال.

وتحدث الكاتب في بداية مقاله عن التحليلات التي قامت بها صحيفة الجارديان والتي كشفت أن الاحتباس الحراري الذي يسببه الإنسان يتسبب في حدوث كوارث مناخية أكثر تواترًا وفتكًا، مبينًا أنه لا يوجد هناك أي مبرر الآن لإنكار هذه الحقيقة.

وتطرق للأمطار الغزيرة التي هطلت خلال السنوات القليلة الماضية وتسببت في فقد الكثير من الأرواح، كما غمرت المياه آلاف المنازل، مشيرًا إلى أن الأمر استغرق شهورًا للتعافي وكلف مئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية.

وأبدى الكاتب استغرابه من ردود بعض علماء الأرصاد الجوية الذين قالوا إنه من المستحيل أن ننسب حالة الطوارئ المناخية إلى أي حدث مناخي معين، وأن هذه الأحداث كانت على الأرجح كوارث تحدث مرة واحدة في القرن.

وأوضح الكاتب أن العديد من الدراسات التي تم تقييمها في تقرير الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ بيّنت أنه كلما كان الهواء أكثر دفئًا، زادت الرطوبة -التي يمكن أن يحتفظ بها- ولكن ربط الفيضانات غير العادية وأزمة المناخ لا يمكن إلا أن تكون "متوسطة" اليقين.

ويعتقد الكاتب أنه بفضل الرؤية الثاقبة والبيانات المخزنة، يأتي التجميع الأكثر شمولًا لدراسات الإسناد العالمية حيث يحلل أكثر من 500 حالة مناخية قاسية حديثة بما في ذلك موجات الحر والجفاف والفيضانات والعواصف والتي تظهر بما لا يدع مجالًا للشك أننا في عصر تدمر المناخ وأن زعزعة الاستقرار البشري للمناخ أصبحت مسألة عالمية تزداد سوءًا.

وأضاف أن البيانات خلصت إلى أن ما لا يقل عن 12 حدثًا من أخطر الأحداث كان من الممكن أن تكون أمرًا مستحيلًا لولا الاحتباس الحراري الذي يسببه الإنسان.

وأكد الكاتب في ختام المقال على أن هذه التداعيات واقعية ويجب أن تحفز على العمل إذ لا تُظهر قاعدة البيانات الجديدة فقط أن انهيار المناخ يدمر الاقتصادات بالفعل ويكلف عشرات الآلاف من الأرواح كل عام، ولكن الرفض المستمر من جانب الحكومات للتصرف بشكل حاسم سيثبت حتمًا أنه كارثي بيئيًّا دون اتخاذ إجراء فوري.

من جانبها، نشرت صحيفة "تايمز أوف مالطا" مقالًا بعنوان: "الصمود في وجه العاصفة الاقتصادية" بقلم الكاتب "إدوارد زامي" الذي أوضح من خلاله أن مع تدهور الآفاق الاقتصادية الأوروبية، أصبح من الضروري التمسك بالسياسات الموجهة اجتماعيًّا.

وقال الكاتب في بداية المقال: "في الرابع عشر من يوليو الماضي، نشرت المفوضية الأوروبية توقعاتها الاقتصادية المؤقتة لصيف 2022. وهو يُحدِّث توقعات ربيع2022 التي نُشرت في السادس عشر من مايو، مع التركيز على الناتج المحلي الإجمالي وتطورات التضخم في جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي."

وأوضح الكاتب أن التوقعات المحدثة تعد أقل تفاؤلًا من تلك التي نُشرت قبل شهرين إذ ساءت النظرة المستقبلية لاقتصاد الاتحاد الأوروبي وتم تعيينها على طريق انخفاض النمو وارتفاع التضخم مقارنة بتوقعات الربيع.

وتطرق الكاتب لتعليق المفوض الأوروبي للاقتصاد باولو جينتيلوني الذي لخص النظرة المستقبلية لاقتصاد الاتحاد الأوروبي بشكل واقعي للغاية عندما قال: "إن خطر حدوث عاصفة هو أكثر من مجرد افتراض، لقد أصبح احتمالًا ولكننا لم نصل إليه بعد".

يرى الكاتب أن العديد من المخاطر السلبية التي تم تحديدها في تقرير الربيع قد تحققت الآن مما يجعل اقتصاد الاتحاد الأوروبي أكثر عرضة لارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.

وأكد الكاتب أن تصعيد التوترات بين روسيا والاتحاد الأوروبي نتيجة للحرب في أوكرانيا يعد من أهم المخاطر السلبية، إذ تؤثر عواقب الحرب المطولة على اقتصاد الاتحاد الأوروبي بشكل مباشر وغير مباشر.

وبيّن الكاتب أن من بين الصدمات المباشرة الأكثر ضررًا هي الزيادات السريعة في أسعار الطاقة والسلع الغذائية التي تغذي التضخم وتؤدي إلى تآكل القوة الشرائية للأسر وتطلق سياسات نقدية تقييدية.

ويعتقد الكاتب أنه على الرغم من الجهود الضخمة لتنويع إمدادات الطاقة، لا يزال اقتصاد الاتحاد الأوروبي عرضة للتطورات في أسواق الطاقة بسبب اعتماده الكبير على زيوت الوقود الروسية، مشيرًا إلى أن أسعار الغاز وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق مما أدى إلى تضخم في الطاقة تصعب السيطرة عليه. كما أن المخاوف المتزايدة بشأن عمليات التسليم تدفع أسعار الطاقة إلى الأعلى.

وفي ختام مقاله، قال الكاتب إن الوضع لا يزال قاتمًا نظرًا لأنه من غير المتوقع أن تعود التوترات الجيوسياسية مع روسيا إلى طبيعتها قريبًا ويمكن أن تؤدي الزيادات الجديدة في أسعار الغاز إلى دفع التضخم بشكل أكبر.

من جانب آخر، نشرت صحيفة "جاكرتا بوست" الإندونيسية مقالًا بعنوان: "يساعد الذكاء الاصطناعي العلماء على مواكبة سباق طفرات فيروس كورونا" بقلم كل من "بيرليان الكندهي" وهو رئيس مختبر "سابيرال" بمعهد التكنولوجيا في إندونيسيا و"ماوريدي هيري" وهو أستاذ الذكاء الاصطناعي في قسم هندسة الكمبيوتر بمعهد التكنولوجيا الإندونيسي ورئيس مختبر الوسائط المتعددة وذكاء الآلة.

وقال الكاتبان في بداية المقال إن الحصول على نظرة مبكرة حول وقت وكيفية تغير الفيروس أمر بالغ الأهمية بالنسبة لعلماء الطب- فهو يمنحهم السبق في تطوير أحدث وأقوى مجموعة من اللقاحات والأدوية.

ويرى الكاتبان أنه عندما تكون السرعة والدقة أمرين حيويين، يأتي التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي في المقدمة، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات بوتيرة ودقة لا مثيل لها من قبل البشر وقد بدأت في المساعدة في مكافحة فيروس كورونا وغيرها من أنواع العدوى الفيروسية التي يمكن أن تكون قاتلة.

وأوضحا أن البحوث التي أجريت على الحمض النووي لفيروس كورونا باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ساعدت في تحقيق الاختراق المطلوب لكسر الشفرة وفهم كيف يمكن أن يتحول ويتحور هذا الفيروس.

وأكد الكاتبان أن هذه البحوث والبيانات مفيدة للغاية للباحثين وشركات الأدوية إذ تعطي نتائج للمؤشرات التي تبرز كيفية تحور فيروس كورونا مما يسمح بالتخطيط الأمثل لقرارات الموارد المهمة مثل تصنيع اللقاح وإنتاج الأدوية المضادة للفيروسات.

وقالا في ختام المقال: "مع تفشي الوباء، يحتاج مجتمع البحث إلى البقاء في الطليعة لمنح العالم فرصة لمكافحة فيروس كورونا، والذكاء الاصطناعي يساعد على القيام بذلك."