قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث الاثنين ٠٤/يوليو/٢٠٢٢ ١١:٠٠ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الشبيبة - العمانية 

 تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في بعض الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلّقة بالآثار الكارثية لتغيُّر المناخ على حياة البشر وأهمية تقليل انبعاثات الكربون، إضافة لأهمية الطاقة المتجدّدة في الحدّ من اضطراب المناخ.

فصحيفة "ذا ستاندرد" الكينية نشرت مقالًا بعنوان "سيؤدي تغيُّر المناخ إلى زيادة بؤس حياة الفقراء والضعفاء" بقلم "ديماس كيبرونو" الذي أكَّد فيه على أنّ تغيُّر المناخ يهدد بشدة بقاء الإنسان.

وتطرَّق الكاتب لتقرير التقييم الخامس الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيُّر المناخ والذي أشار إلى أن النشاط البشري، وخاصة حرق الوقود الأحفوري، مسؤول عن ارتفاع درجة حرارة الأرض وآثاره الضارة.

وقال الكاتب إنه وفقًا لمكتب مفوض حقوق الإنسان، سيستمر تغيُّر المناخ من صنع الإنسان في التأثير بشكل مباشر وغير مباشر على مجموعة من حقوق الإنسان المكفولة دوليًّا. وهذا يعني أن تغيُّر المناخ سيستمر تدريجيًّا في التأثير على التمتع بحقوق الإنسان مثل الحق في الحياة والغذاء والسكن والصحة وغيرها.

وعلاوة على ذلك -من وجهة نظر الكاتب- ستصبح تحديات حقوق الإنسان هذه أكثر حدّة، لا سيما بالنسبة للفئات الأكثر ضعفًا والفقراء.

وأضاف الكاتب أن ارتفاع مستوى سطح البحر وحده يهدد بغمر العديد من الجُزُر والمستوطنات المنخفضة إلى الأبد، مما يؤدي إلى تشريد السكان الذين سيحتاجون حتمًا إلى الانتقال إلى أماكن أخرى، مما يؤثر على حقهم في العيش في بلدهم.

وأشار إلى أن المياه المالحة أيضًا سوف تلوّث مصادر المياه العذبة مثل الأنهار والبحيرات، مما يؤثر على التنوع البيولوجي في تلك الأنظمة بينما يتسبّب في حدوث مجاعات بسبب نقص المياه والغذاء وتغيُّر أنماط المطر الناجم عن التقلبات في أنماط التبخر والرياح.

واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن تغيُّر المناخ سيؤدي أيضًا إلى آثار صحية ضارة، بما في ذلك سوء التغذية والاضطرابات المرتبطة بالبرد والحرارة، وزيادة الأمراض المعدية والأمراض المنقولة عن طريق الأغذية والمياه، وأمراض الجهاز التنفسي والحساسية ومشاكل الصحة العقلية.

وفي سياق متصل، طرح الكاتب "جانج داول" تساؤلًا في مقاله "من الذي يحتاج إلى تقليل انبعاثات الكربون أولًا وتحمُّل المزيد من المسؤوليات؟" نشرته صحيفة "كوريا تايمز" الكورية.

ويرى الكاتب أنه من الواضح جدًّا أن تغيُّر المناخ يتسبّب في زيادة تواتر وشدة الظواهر الجوية؛ إذ لا أحد على وجه الأرض في مأمن من تأثير تغيُّر المناخ العالمي. وهذا هو السبب الذي يجعل جميع دول العالم بحاجة إلى العمل معًا.

ويعتقد الكاتب أن تأثير تغيُّر المناخ لا يقع على الجميع بالتساوي. وقال حول ذلك: "من المفارقات أن أولئك الذين يتحمَّلون مسؤولية أقل عن تغيُّر المناخ هم الذين سيعانون أكثر، وهذا صحيح في الغالب ليس فقط على المستوى العالمي، ولكن أيضًا على المستوى الوطني".

وأضاف: "يتعرَّض العديد من البلدان منخفضة الدخل في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا ومنطقة البحر الكاريبي وجُزُر المحيط الهادئ لضرر أكبر من تغيُّر المناخ العالمي. كما يعاني المستضعفون بمن فيهم الفقراء والأشخاص ذوو الإعاقة والأطفال والنساء وكبار السن والعاملون في الهواء الطلق والمزارعون، أكثر من الاحتباس الحراري والظواهر الجوية القاسية".

وقال الكاتب: "تمثل مجموعة العشرين، التي تضم أكبر 19 اقتصادًا في العالم والاتحاد الأوروبي، 85 بالمائة من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتراكمة منذ بدء الثورة الصناعية في منتصف القرن الثامن عشر. لذلك، يعد التخفيف من آثار تغيُّر المناخ مهمة رئيسة لهذه المجموعة".

ووضح أنه حسب مستوى الدخل الحالي، فإن البلدان ذات الدخل المرتفع والبلدان ذات الدخل المتوسط المرتفع بعض الشيء تنبعث منها 80 بالمائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية. وبالتالي، فإن البلدان ذات الدخل المتوسط ​​المنخفض والبلدان منخفضة الدخل -التي تضم نصف سكان العالم- تتحمَّل مسؤولية أقل نسبيًّا عن التخفيف من آثار تغيُّر المناخ التي تتحمَّلها الدول الغنية.

ويرى الكاتب أنه يجب أن يتحمَّل قطاع الصناعة مزيدًا من المسؤولية عن العمل المناخي. فعندما يتعلّق الأمر بالحد من الكربون الصناعي، يحتاج بعض الصناعات إلى تقليل انبعاثاتها بشكل أسرع وأكبر من غيرها.

من جانبه، أكد أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة على أهمية الطاقة المتجددة في الحد من اضطراب المناخ وتعزيز أمن الطاقة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة في مقاله الذي نشرته صحيفة "إنديان إكسبرس" الهندية بعنوان "حاجة الساعة: ثورة في مصادر الطاقة المتجددة"، إن مع انتشار تداعيات الأزمة الأوكرانية في جميع أنحاء العالم، كانت استجابة بعض الدول لأزمة الطاقة المتزايدة تتمثل في مضاعفة الوقود الأحفوري، وضخ مليارات الدولارات الأخرى في الفحم والنفط والغاز التي تعمل على تعميق حالة الطوارئ المناخية.

وأضاف: "وفي الوقت نفسه، تستمر جميع مؤشرات المناخ في تحطيم الأرقام القياسية، وتتنبأ بمستقبل من العواصف والفيضانات والجفاف وحرائق الغابات ودرجات الحرارة غير الصالحة للعيش في مساحات شاسعة من الكوكب. فالوقود الأحفوري ليس هو الحل ولن يكون كذلك أبدًا إذ يمكننا أن نرى الضرر الذي يُلحِقه بالكوكب ومجتمعاتنا".

ويرى الأمين العام للأمم المتحدة أن الوقود الأحفوري هو سبب أزمة المناخ، وفي المقابل يمكن للطاقة المتجددة أن تحدّ من اضطراب المناخ وتعزز أمن الطاقة. وقال في هذا السياق: "الطاقة المتجددة هي خطة السلام في القرن الحادي والعشرين. لكن المعركة من أجل التحوُّل السريع والعادل للطاقة لم يتم خوضها على مستوى الميدان حيث لا يزال المستثمرون يدعمون الوقود الأحفوري، ولا تزال الحكومات تقدِّم المليارات من الإعانات للفحم والنفط والغاز - حوالي 11 مليون دولار كل دقيقة".

ويعتقد بأن الدول تفضّل الراحة قصيرة الأجل على الرفاهية طويلة المدى، مؤكدًا على أن المسار الحقيقي الوحيد لأمن الطاقة وأسعارها المستقرة والازدهار يكمن في التخلي عن الوقود الأحفوري الملوّث وتسريع التحوُّل القائم على مصادر الطاقة المتجددة.

وأشار الأمين العام إلى أنه طلب من حكومات مجموعة العشرين تفكيك البنية الأساسية للفحم، مع التخلص التدريجي الكامل بحلول عام 2030 بالنسبة لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ولجميع البلدان الأخرى في 2040م. كما أكد أنه حث الجهات المالية على التخلي عن تمويل الوقود الأحفوري والاستثمار في الطاقة المتجددة.

ووضح أن الطاقة المتجددة ليست الحل الوحيد لأزمة المناخ ولكن التحوُّل السريع إليها يجب أن يكون طموح الجميع.