الشبيبة - العمانية
تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في بعض الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلقة بالعقوبات الغربية على روسيا، وجائحة كورونا وآثار التلوث البلاستيكي.
فصحيفة "تايمز أوف مالطا" المالطية نشرت مقالًا بعنوان "عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وإرهاق أوكرانيا من الحرب" بقلم "فرانك بسيلا" الذي يرى في مقاله أن العقوبات الغربية على روسيا فشلت حتى الآن في إجبار موسكو على وقف الحرب.
وقال الكاتب وهو محامٍ متخصص في العلاقات الدولية: إن الأزمة الروسية-الأوكرانية تحولت إلى حرب بين الديمقراطية والسلطوية على الأراضي الأوكرانية. وأضاف: مع دخول الحرب في أوكرانيا شهرها الرابع، أعرب القادة الغربيون عن مخاوفهم من أن "التعب من الحرب" يمكن أن يُضعف عزمهم على الاستمرار في دعم أوكرانيا.
وأعطى الكاتب مثالين على انخفاض عزم الغرب في دعم أوكرانيا إذ تطرق لاقتراحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال: إن القوى العالمية يجب ألا "تهين روسيا، لذلك عندما يتوقف القتال، يمكننا بناء مخرج معًا عبر المسارات الدبلوماسية". كما تطرق الكاتب أيضًا لتصريح وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر الذي قال: إنه يجب على أوكرانيا النظر في "التنازلات الإقليمية".
ويرى الكاتب أن رفض الرئيس الأوكراني لهذه المقترحات يعد أمرًا مفهومًا ومقدرًا إذ تدفع بلاده ثمنًا باهضًا لهذه الحرب، حيث انخفض الاقتصاد الأوكراني بنسبة 16 في المائة في الربع الأول من عام 2022 مقارنة بالربع الأول من العام الماضي وقد ينخفض بنسبة 40 في المائة بحلول نهاية العام.
ويعتقد الكاتب أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا، على الأقل في الوقت الحالي، لم يكن لها أي تأثير على عزم موسكو وقف العمليات العسكرية في أوكرانيا.
وفي المقابل، يقول الكاتب: إن هذه العقوبات كانت لها نتائج عكسية على العالم وأوروبا بشكل خاص؛ إذ تسببت في صعوبات بين ملايين المستهلكين في جميع أنحاء العالم وأدت إلى إرتفاع معدلات التضخم والبطالة، مشيرًا إلى أن ملايين الأشخاص في جميع أنحاء أوروبا وخارجها يعانون من ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.
من جانبها، نشرت صحيفة "نيو ستريتز تايمز" الماليزية مقالًا بعنوان "ماراثون جائحة كورونا لازال مستمرًا" بقلم الدكتور"عمر سنج" الذي أشار من خلاله إلى أن فيروس كورونا مستمر في التطور والتحور حتى مع اللقاحات الفاعلة.
وقال الكاتب: إنه من المتوقع حدوث موجات من المتغيرات الجديدة المثيرة للقلق، موضحًا أن الدراسات الحديثة تظهرأن العدوى الطبيعية بالمتغيرات الحديثة (مثل أوميكرون) لا تمنح مناعة إضافية، فلا أحد يستطيع أن يتنبأ على وجه اليقين بما سيحدث في السنوات القليلة المقبلة.
ويرى الكاتب أن الحالات الإيجابية التي تم الإبلاغ عنها لم تعد موضع تركيزنا، ولكن ما يجب أن نراقبه هو الأضرار الصحية طويلة المدى التي يسببها فيروس كورونا.
وقال الكاتب: تشير البيانات إلى أن جائحة كورونا تؤدي إلى تفاقم وضع الصحة العقلية وأن التأثير الكامل لهذا الوباء لم يظهر بعد فقد زادت حالات الانتحار، وكذلك القلق واضطرابات الإجهاد اللاحق للصدمة، ومما يثير القلق عدم وعي المجتمع بهذه المرحلة الثالثة من الجائحة التي تنطوي على تأثير فيروس كوفيد طويل الأمد والأضرار الصحية طويلة الأجل.
ويرى الكاتب أنه في الوقت الذي يعتقد فيه الجميع أن القلق يكمن في أولئك الذين يدخلون المستشفى جراء إصابتهم بالفيروس، فإن أولئك الذين يعانون من التهابات خفيفة معرضون أيضًا للخطر.
وللتأكيد على ذلك، تطرق الكاتب لتقرير صدر في شهر مايو الماضي حول تأثيرات كورونا على المدى البعيد ونشر على الموقع الخاص بمراكز الولايات المتحدة لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ويظهر التقرير كما تناوله الكاتب في مقاله أن واحدًا من كل خمسة ناجين من فيروس كورونا تتراوح أعمارهم بين 18 و 64 عامًا وواحد من كل أربعة ناجين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا تعرضوا لحادث واحد على الأقل يعزى لإصابة سابقة بالفيروس. وهذا يعني أن واحدًا من كل خمسة بالغين فوق 18 عامًا أصيب سابقًا بفيروس كورونا، قد أصيب بحالة صحية ثانية مثل: الأمراض العصبية والعقلية، وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي والفشل الكلوي وأمراض الجهاز العضلي الهيكلي والجلطات الدموية.
وقدم الكاتب في ختام مقاله بعض المقترحات للسلطات الصحية على مستوى العالم كضرورة التواصل مع الجمهور فيما يتعلق بالمعلومات والبيانات المتطورة حول التأثيرات بعيدة المدى لفيروس كورونا، كما يجب عليها أن تواصل بذل جهود متضافرة للحد من انتشار الفيروس.
من جانب آخر، نشرت صحيفة "ديلي صباح" التركية مقالًا بعنوان: "نظرة عامة على البلاستيك على المستوى العالمي" بقلم "محمد أمين" الذي أشار من خلاله إلى أن التلوث البلاستيكي قد زاد بشكل لا يمكن السيطرة عليه وفاقم الضغط على البيئة.
وقال الكاتب: وفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة (الين ماك ارثر)، بحلول عام 2050 ستكون هناك فضلات أكثر من الأسماك التي تسبح في البحار. وتطرقت الدراسة إلى أن 8 ملايين طن من النفايات البلاستيكية تدخل البحار كل عام وهذا يعادل شاحنة نفايات تُلقى في البحر كل دقيقة.
وأوضح الكاتب أنه في ضوء هذه المشكلة الملحة، دعت العديد من المؤسسات والمنظمات الدولية، وخاصة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى اتخاذ تدابير عاجلة وتسريع عملها في هذا الموضوع.
وتحدث الكاتب عن تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الذي صدر في هذا الشأن وهدف إلى دعم جهود السياسات الجارية للحد من الآثار البيئية السلبية، وسلط الضوء على الرسائل الحاسمة لفهم متعمق للتحديات الحالية والعمل الفاعل.
وأشار الكاتب إلى أن إحدى النتائج الرئيسية لتقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تُظهر أن إنتاج النفايات البلاستيكية العالمية زاد بأكثر من الضعف من عام 2000 إلى عام 2019 إلى 353 مليون طن.
ويرى الكاتب أنه على الرغم من أن مشكلة البلاستيك العالمية تصدرت النقاش في اجتماعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وجمعية البيئة التابعة للأمم المتحدة، إلا أن هناك حاجه ملحة لبذل المزيد من الجهود ورفع التوعية حول مخاطر البلاستيك، مؤكدًا على دور منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في التعاون الدولي لحماية البيئة.