"إنديانا" قد تحسم ترشيح ترامب

الحدث الثلاثاء ٠٣/مايو/٢٠١٦ ٢٣:١٧ م
"إنديانا" قد تحسم ترشيح ترامب

إنديانا – ش – وكالات

قد تكون الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الأمريكي في ولاية إنديانا بالغرب الأوسط للولايات المتحدة، حاسمة في المواجهة بين المرشحين دونالد ترامب وتيد كروز في إطار المساعي لنيل ترشيح الحزب المحافظ لخوض انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر.
وأعلن ترامب خلال اجتماع حاشد في الولاية "إذا فزنا في إنديانا فقد انتهى الأمر"، وذلك فيما يأمل في الفوز لدعم التوقعات المتزايدة بأنه سيكون مرشح الحزب.
وفي الوقت نفسه، يقوم كروز بتصوير إنديانا باعتبارها ساحة معركة من أجل الحفاظ على الحزب منددا بأسلوب ترامب ومضمون ما يطرحه.
وقال كروز للصحفيين: "إن شعب إنديانا هو قلب هذا البلد، ولدينا خيار - خيار عن هويتنا القومية".
وستبدو الولاية أرضا خصبة لكروز الذي حقق نتائج طيبة في ولايات أخرى بالغرب الأوسط، وبينت استطلاعات الرأي احتدام المنافسة بين ترامب وكروز في إنديانا.
وكان ترامب قد أعلن نفسه "المرشح المفترض" بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية الأسبوع الماضي في خمس ولايات في الشمال الشرقي. وبالرغم من شعبيته القوية ما زال ترامب بعيدا عن أغلبية المندوبين (1237 مندوبا) اللازمة للفوز بترشيح الحزب في المؤتمر المقرر في تموز/يوليو.
ويحظى ترامب بتأييد 956 مندوبا مقابل 546 مندوبا لكروز و153 مندوبا للمرشح المحتمل الثالث جون كاسيش.
ويقول معلقون إنه إذا فاز ترامب في إنديانا فإنه قد يكون في طريقه للفوز بتأييد أغلبية المندوبين.

تقدم ترامب
وكشفت نتائج استطلاع الرأى الذى اجرته صحيفة وول ستريت جورنال، بالتعاون مع شبكة ان بى سى الامريكية، عن تقدم المرشح الجمهورى الملياردير دونالد ترامب، بفارق 15 نقطة عن أقرب منافسيه السيناتور تيد كروز، وذلك قبل يوم واحد من اجراء الانتخابات التمهيدية فى ولاية انديانا.
واشار الاستطلاع الى حصول ترامب على 49% من اصوات الجمهوريين الذين من المحتمل من ان يصوتوا فى الانتخابات التمهيدية بينما حصل كروز على 34% وحاكم ولاية اوهايو جون كيسيك على 13%. وقد جرى الاستطلاع بعد فوز ترامب الاسبوع الماضى فى ولايات شمال الشرق والوسط الامريكى الست وكذلك بعد اعلان كروز وكيسيك عن تحالفهما الرامى لوقف تقدم ترامب فى السباق الرئاسي.
وقال 58% من الناخبين الجمهوريين المحتملين فى ولاية انديانا انهم لا يؤيدون تحالف كروز وكيسيك بينما وصف 63% من الجمهوريين التحالف بانه ليس له تأثيرا فى تحديد المرشح الذى سيصوتون له. وفى المعسكر الديموقرطي، اظهر الاستطلاع الى تقدم المرشحة هيلارى كلينتون على منافسها السيناتور بيرنى ساندرز فى ولاية انديانا بفارق اربع نقاط فقط حيث حصلت وزيرة الخارجية السابقة على تأييد 50% من الناخبين الديموقراطيين المحتملين مقابل 46% لصالح ساندرز. كما اشار الاستطلاع الى تقدم ترامب على هيلارى بفارق سبع نقاط فى حال افتراض اجراء انتخابات الرئاسة الامريكية هذه الايام فى انديانا التى تعتبر من الولايات الجمهورية.

اتهامات
على صعيد ذي صلة ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن أحد المتظاهرين المناهضين للمرشح الجمهورى المحتمل للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، والذى كان قد اعتقل الأسبوع الماضى، يواجه اتهامات بارتكاب جريمة التخريب وجنحة التحريض على الشغب.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، امس الثلاثاء أن لويس فيرناندو ألاركون 19 عاما، ألقى القبض عليه الأسبوع الماضى، خلال مظاهرات مناهضة للملياردير الذى يخوض سباق الانتخابات التمهيدية للحصول على ترشيح الحزب الجمهورى لخوض انتخابات الرئاسة. وتم ضبط آلاركون بينما كان يقوم بإلقاء الحجارة على سيارة تابعة للشرطة خلال المظاهرة، فى مقاطعة أورانج بولاية كاليفورنيا، حيث تم القبض على 17 آخرين مع تحولهم إلى العنف. وبحسب شكوى جنائية فإن الشاب يواجه اتهامات بارتكاب أعمال تخريب نجمت عن خسائر تقدر بـ400 دولار، بالإضافة إلى التحريض على الشغب. ويواجه ترامب مظاهرات معادية واسعة فى مناطق مختلفة، حيث واجه أيضا احتجاجات أمام فندق بورلنجام بكاليفورنيا، الجمعة، خلال إلقاء كلمة فى مؤتمر للحزب الجمهورى. ويتصدر رجل الأعمال الصاخب السباق الجمهورى حيث حصل على أصوات 996 مندوبا مقابل 565 لأقرب منافسيه تيد كروز، بينما يحتاج المرشح الفائز بترشيح الحزب لخوض انتخابات الرئاسة إلى 1237 صوتا.

ترامب "متعصب"
من جانبها اهتمت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية بتسليط الضوء على كيفية رؤية الشرق أوسطيين للمرشح الجمهورى دونالد ترامب فى إطار تصريحاته المثيرة للجدل وسلوكه الغير متوقع، وقالت إن رجل الأعمال يثير مشاعر القلق والخوف لدى الكثير من العرب، الذين يرونه متعصبا.
بينما ترى الصحيفة أن الإسرائيليين كذلك ينظرون إليه بعين القلق برغم تصريحاته المتكررة بأنه سيدافع عن مصالحهم، وذلك لأنهم يعتبرون أن سياسته الخارجية الإنعزالية ستضر بمصالحهم ولن تفيدها.
ونقلت الصحيفة عن جاليا جولان، وهى باحثة فى العلوم السياسية ومؤسسة حركة السلام الإسرائيلية قولها إن كثيرين فى الشرق الأوسط يتوقعون أن يستمر ترامب فى تبنيه نهجا عنصريا ومثيرا للجدل، وأن يستمر فى تصريحاته المماثلة لتلك ضد المكسيكيين والمسلمين، قائلة "أولا أبدأ من فرضية أنه متعصب، فلا يوجد أى مؤشر فى حملته الانتخابية على أنه زعيم عقلانى". وأضافت "أعتقد أنه سيكون ضد العرب، وليس لأنه يريد أن يغازل اللوبى اليهودى، وإنما لأنه متعصب. وغالبا سينظر إلى العرب بأنهم فى مرتبة أقل، وأظن أنه سيكون داعما قويا لإسرائيل نظرا لاحتقاره للعرب كشعب". وأوضحت أن الإسرائيليين كذلك يخشون أن تؤثر عليهم سياسته الخارجية الإنعزالية. ومن ناحية أخرى، قال طلال عوكل الصحفى بجريدة الأيام فى غزة، إن تصنيف ترامب لإسرائيل بـ"قوة عدالة وسلام" يلخص موقفه تجاه القضية الفلسطينية "فهذا معناه أنه ملتزم بالسياسة والاستراتيجية الأمريكية التاريخية القائمة على تعزيز إسرائيل، والنظر إليها بأنها الديمقراطية الوحيدة فى المنطقة. وفى تقديره، الفلسطينيون ليس لديهم حقوق مقارنة بإسرائيل "الديمقراطية". وأعرب عوكل عن اعتقاده أنه بغض النظر عن الرئيس الأمريكى المقبل، فلن تتغير السياسة تجاه الصراع الفلسطينى الإسرائيلى. بينما رأى كمال مغيث، الباحث فى المركز القومى للبحث العلمى فى مصر، أن وجود ترامب كرئيس سيزيد من تدهور الأوضاع الحقوقية فى المنطقة "فالعنصريون الذين يقسمون الإنسانية وفقا للون أو دين يكونون ضد حقوق الإنسان..وفوز ترامب سيكون سيئا للغاية لكل الشرق الأوسط".
وكان مئات الأشخاص ساروا فى لوس أنجلوس فى تجمعات بمناسبة عيد العمال استهدفت دونالد ترامب أبرز المرشحين الجمهوريين المحتملين لانتخابات الرئاسة الأمريكية، بسبب تعهده خلال حملته الانتخابية ببناء جدار على طول حدود الولايات المتحدة مع المكسيك، لوقف الهجرة غير الشرعية. وتأتى هذه التجمعات فى مدينة يقطنها عدد كبير من المهاجرين بعد أيام فقط من تحطيم محتجين زجاج سيارة شرطة وعرقلة حركة المرور خارج أحد تجمعات حملة ترامب فى كوستا ميسا بولاية كاليفورنيا على بعد 64 كيلومترا جنوب شرقى لوس أنجلوس. ويوم الجمعة قام متظاهرون بإغلاق مدخل فندق كان يستضيف مؤتمرا للحزب الجمهورى بولاية كاليفورنيا فى بيرلنجيم جنوبى سان فرانسيسكو وأجبروا ترامب على وقف ركب سياراته والتسلل من مدخل خلفى لالقاء كلمته . وتم التخطيط لثلاث مسيرات منفصلة فى لوس أنجلوس يوم الأحد وبدأت سلمية عند الظهر مع دفاع عدة مئات من الأشخاص عن قضايا مختلفة من بينها حقوق المهاجرين والعمال.