القدس المحتلة – زكي خليل – وكالات
تجري اسرائيل حاليا اتصالات مكثفة مع دول اوروبية تعتبر حليفة تقليدية لتل ابيب من بينها المانيا وبريطانيا ورومانيا واليونان بهدف اجهاض المبادرة الفرنسية لتحريك عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.
وذكرت صحيفة القدس الفلسطينية التحرك الاسرائيلي يهدف الى الضغط على هذه الدول لثنيها عن المشاركة في المؤتمر الذي تقدم فرنسا الدعوة له، والذي سيتم التمهيد له بعقد مؤتمر على مستوى وزراء خارجية عدة دول بما فيها دول عربية من بينها السعودية ومصر والاردن في باريس في نهاية الشهر الحالي.
وكانت اسرائيل قد رفضت المبادرة الفرنسية لتحريك عملية السلام، وابلغت رفضها للجانب الفرنسي، تحت ادعاء ان المحادثات الثنائية هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام إلا انها تضع الشروط التعجيزية وتواصل عمليات الاستيطان.
وعلم ان وزير الخارجية الفرنسي سيقوم في الايام القادمة بزيارة اسرائيل في محاولة لاقناعها بالموافقة على المبادرة الفرنسية، خاصة بعد موافقة الجانب الفلسطيني عليها ودعمه لها.
من جهة اخرى يسود القلق الشديد الجانب الاسرائيلي جراء تدهور العلاقات مع المانيا نظرا لدور الاخيرة في التأثير على القرار الاوروبي.
وكانت صحيفة "دير شبيغل" الالمانية قد اشارت الى بوادر تأزم في العلاقات بين اسرائيل والمانيا جراء مواصلة اسرائيل لسياسة الاستيطان التي تتعارض مع حل الدولتين التي وافق عليها المجتمع الدولي وتعمل اسرائيل على اجهاض هذا الحل.
"إنهاء" اللقاءات الأمنية
من جهته أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات امس الثلاثاء عن "إنهاء" اللقاءات الثنائية الأمنية مع إسرائيل.
وقال عريقات ، للإذاعة الفلسطينية الرسمية إن "هذا الموقف جاء بعد تسلم الفلسطينيين من إسرائيل جوابا واضحا حول عدم التزامها بالاتفاقيات الموقعة وتمسكها باقتحام المناطق الفلسطينية ورفض المبادرة الفرنسية " لعقد مؤتمر دولي للسلام.
وأضاف أن اللجنة المركزية لحركة فتح خرجت بتوصيات "مهمة" خلال اجتماعها مساء أمس ردا على موقف إسرائيل سيتم إعلانها في حال اعتمادها من اللجنة التنفيذية للمنظمة خلال اجتماعها غدا.
وكانت اللقاءات الأمنية الفلسطينية الإسرائيلية بدأت بتسليم وفد أمني فلسطيني رسالة رسمية لإسرائيل في شباط/فبراير الماضي تطلب وقف اقتحامات الجيش الإسرائيلي لمناطق (أ) في الضفة الغربية والالتزام المتبادل بالاتفاقيات الثنائية الموقعة بين الجانبين.
وهدد الفلسطينيون في رسالتهم حال عدم الاستجابة لمطالبهم ببدء إجراءات لتحديد العلاقة مع إسرائيل بموجب قرارات المجلس المركزي الفلسطيني المتخذة في آذار/مارس 2015 بما في ذلك وقف التنسيق الأمني معها.
وبهذا الصدد قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" اللواء جبريل الرجوب إن اللجنة أوصت بالإجماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بقطع العلاقة الأمنية مع إسرائيل.
ونقلت صحيفة (القدس) المحلية عن الرجوب إنه تم بحث العلاقة الأمنية مع إسرائيل، وقد تبلور إجماع خلال اجتماع اللجنة المركزية برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بضرورة اتخاذ موقف واضح لا لبس فيه بخصوص العلاقة "المختلة" مع إسرائيل.
وأضاف أن "هذا الإجماع في صفوف أعضاء اللجنة المركزية جاء على ضوء تنكر إسرائيل للاتفاقيات الموقعة والرد السلبي للمطالبة الفلسطينية بوقف اقتحام مناطق (أ) ذات السيادة الفلسطينية من الضفة الغربية".
تنكيل بقاصرين فلسطينيين
من حهة اخرى تحقق الشرطة العسكرية لجيش الاحتلال في شبهات تتعلق بقيام جنود بالتنكيل طوال ثلاثة أيام بقاصرين فلسطينيين اجتازوا السياج الحدودي من غزة في شهر تشرين الاول الماضي. وحسب افادات الفتية فقد قام جنود جيش الاحتلال بتعريتهم وضربهم ومنعهم من النوم، واطفاء السجائر على اجسادهم، أثناء احتجازهم في قاعدة عسكرية. ويتبين من تقرير ضابط الأحداث الذي تم تحويله الى النيابة العسكرية، بأن الفتية مروا بتجربة اعتقال مؤلمة.
ويعود الحادث الى تاريخ العاشر من تشرين الأول 2015، حيث وقعت مواجهات بالقرب من السياج الحدودي، في منطقة مخيم البريج للاجئين في القطاع. وقام عشرات الشبان في حينه بإشعال الاطارات، ورشق الحجارة، وتمكن بعضهم من اختراق البوابة الحديدية والعبور الى اسرائيل. وكان من بين هؤلاء ثلاثة قاصرين اعتقلهم الجيش بمساعدة الكلاب.
وحسب المعلومات التي وصلت الى السلطات فقد تعرض الفتية الى الضرب من قبل الجنود. ويفصل الأولاد في الافادات التي ادلوا بها امام الناشط في مركز "بتسيلم" خالد العزايزة، الساعات التي امضوها في المعسكر عقب اعتقالهم، بشكل مشابه. وحسب الافادات فقد تعرض الفتية الى الضرب، ايضا بكعب البندقية، وتم احتجازهم وهم مقيدون، كما يبدو في ساحة المعسكر، ومنعهم من النوم، وسكب الماء عليهم واطفاء السجائر على اجسادهم.
وفي حديث ادلى به عبد (16 عاما) لصحيفة "هآرتس"، قال: "احاط بنا الجنود وارسلوا الكلاب لتهاجمنا بين الشجيرات، وبعد اعتقالنا قام الجنود بتقييدنا وتغطية اعيننا. وهنا بدأ الكابوس الذي استمر لثلاثة أيام. فلقد قاموا بتعريتنا وشتمونا وضربونا على كل مكان في اجسادنا، سواء بالركل او بكعب البنادق. في الليل نمنا نصف عراة على الأرض بدون اغطية". وحسب أقوال عبد، فقد قام الجنود بضربهم في اليوم التالي، وسكبوا على اجسادهم مشروبات خفيفة. "كان هذا عمل مثير للاشمئزاز ومخيف وكما يبدو فقد قصدوا ذلك، اذ انهم تضاحكوا طوال الوقت، وفي الليل قاموا بإسماعنا موسيقى صاخبة لمنعنا من النوم".
وقال فتى آخر يدعى محمد، ان الجنود قاموا بإطفاء السجائر على جسمه. ويتعلم محمد في الصف الثامن، وليس له أي ماضي جنائي تماما مثل رفيقيه الآخرين. وتحدث هو ايضا عن تعرضه الى الضرب والاهانة، واجباره على احتساء مشروب كحولي. وقال والده ان ابنه الذي يدرس في مدرسة تابعة للأونروا لم يعد الى حالته منذ الحادث، ويخضع للعلاج النفسي.
واضاف: "لست متأكدا من ان ابني وصل الى السياج لرشق الحجارة، وربما وصل الى هناك بفعل الفضول، ولكن حتى ان كان ذلك صحيحا فهذا لا يبرر في أي حال هذا السلوك وهذا التنكيل، وانا متأكد بأن حالة ابني ليست وحيدة".
وقد فرضت المحكمة على محمد وتوفيق حكما بالسجن لمدة نصف سنة، وعلى عبد السجن لأربعة اشهر. وتم اطلاق سراحهم الى غزة في الشهرين الاخيرين. وقامت "هآرتس" بطلب تعقيب الناطق العسكري في جيش الاحتلال على افادات الثلاثة، فاكد الجيش ان الشرطة العسكرية فتحت تحقيقا في الموضوع وتم تحويل نتائجه الى النيابة العسكرية.
وقالت المديرة العامة للجنة الشعبية ضد التعذيب في اسرائيل، د. راحيل سترومزا، لصحيفة "هآرتس" "ان التقارير التي نشرت حول الموضوع تشير الى شبهات واضحة بتعرض الثلاثة الى التعذيب الذي تشير اليه معاهدة مكافحة التعذيب، التي وقعتها اسرائيل. نحن نرحب بالتحقيق الذي فتحته الشرطة العسكرية. حسب المعلومات المتوفرة لدينا فان هذا الحادث هو استثنائي فعلا، لكن ظاهرة التنكيل من قبل الجنود اوسع بكثير، ونسبة حوالي 1% فقط من الشكاوى التي يجري تقديمها ضد تنكيل كهذا تنتهي بتقديم لوائح اتهام، بينما يجري اغلاق الملفات الاخرى دون أي تفسير. على اسرائيل احترام مبادئ معاهدة مكافحة التعذيب والمبادئ الاخلاقية ومحاسبة المسؤولين في كل حادث تعذيب او تنكيل او معاملة غير انسانية".
من جانب اخر قالت مصادر عبرية، ان شرطة الاحتلال اعلنت ، انها اعتقلت شاب فلسطيني (18 عاما) من سكان الضفة بزعم تنفيذ عملية الطعن التي وقعت في القدس المحتلة، مساء الاثنين ، وانه اعترف بارتكابها.
وقد اصيب مستوطن في الستين من عمره بجراح متوسطة، اثر تعرضه للطعن. وقامت الشرطة بملاحقة المهاجم لكنه تمكن من الهرب. وفي اعقاب ذلك قامت باغلاق البوابات الشرقية للبلدة القديمة. وقالت الشرطة ان المستوطن وصل بعد طعنه الى قوة حرس الحدود المرابطة قرب النزل النمساوي في البلدة القديمة وابلغ بأنه تعرض للطعن في شارع الخالدية. وتم العثور خلال تمشيط المكان على سكين. وتم نقل المصاب بعد تقديم العلاج الأولي له، الى مستشفى شعاري تصيدق. واوضحت الشرطة بأنها، وكما في حالات سابقة، تتعقب المشبوهين بواسطة الكاميرات المنصوبة في البلدة القديمة.
وفي تطور لاحق اعلنت شرطة الاحتلال انها اعتقلت مقدسي بزعم تقديم مساعدة للشاب منفذ عملية الطعن بالبلدة القديمة وانه تم تمديد اعتقاله.
في غضون ذلك كشف موقع "واللا" الاخباري العبري النقاب عن تدريب عسكري أجراه جيش الاحتلال، مؤخراً، لمحاكاة سيناريو اقتحام فلسطينيين لجامعة "أريئيل" في مدينة نابلس ، واحتجاز رهائن من طلبتها اليهود.
وأوضح ، أن التدريب أجري داخل جامعة "أريئيل" الكائنة في مستوطنة "أريئيل" جنوب مدينة نابلس، وأنه يحاكي قيام فلسطينيين من قرية "سكاكا" المجاورة باختراق السياج الإلكتروني المحيط بالجامعة، والتحصّن في الفصول الدراسية، واحتجاز رهائن.
وأضاف الموقع، أنه "على الرغم من أن الموجة الحالية من المواجهات تتميز بعمليات طعن يقوم بها أفراد في نقاط الاحتكاك، إلا أن الجيش الإسرائيلي يأخذ بعين الاعتبار جميع السيناريوهات، من بينها قيام مقاومين فلسطينيين بدخول الجامعة في مستوطنة أريئيل".
من جانبه، عقّب مسؤول عسكري في جيش الاحتلال على التدريب، بالقول :"علينا أن نكون مستعدين في أي وقت وفي أي مكان لمثل هذا السيناريو"، كما قال.