مسقط - خالد عرابي
انطلقت أمس فعاليات "منتدى مسقط للتصميم " الذي تنظمه الكلية العلمية للتصميم، بمقر الكلية بمشاركة من 6 دول هي: ( سلطنة عمان، الولايات المتحدة الأمريكية، مصر، إيطاليا، فرنسا، و بلجيكا)، ويستمر حتى الأربعاء المقبل.
و يسلط المنتدى الضوء على كيف يمكن للتغيير في التفكير والممارسة في الفن والتصميم أن يقلل من الأثر البيئي للإنتاج الصناعي ويحسن المجتمعات والبيئات المحلية في ضوء مفهوم الاستدامة. ويستكشف منتدى "تصميم مسقط 2022" القصص العالمية و دراسات الحالات والتحديات وتوصيات السياسات من خلال تجارب الممارسين وأبحاث الأكاديميين وابتكارات المصممين . ويوفر "تصميم مسقط 2022" مساحة للتخصصات المتعددة للنقاش والتواصل الدولي في مجال استدامة الفن والتصميم لتعزيز الوعي والممارسات الجيدة في سلطنة عمان من خلال العروض التقديمية المتنوعة وورش العمل التفاعلية.
وقال صاحب السمو السيد الدكتور أدهم بن تركي آل سعيد، رئيس مجلس أمناء الكلية العلمية للتصميم، والأستاذ المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس، في كلمته الرئيسية للمنتدى أن سلطنة عمان تولى أهمية كبيرة للاستدامة بل وتصل الدرجة إلى ربطها برؤية عمان 2040، كما أن هناك أهداف كثيرة للاستدامة ومنها الأهداف التي تخدم الصناعات الإبداعية من خلال ممارسات الفن والتصميم المتنوعة نحو الاستدامة .
وقال صاحب السمو أدهم بن تركي آل سعيد بأن السلطنة شقت طريقها نحو القيام بالعديد من المبادرات التي تهتم بالاستدامة منذ وقت مبكر وذلك خلال عصر النهضة في ظل عهد السلطان الراحل المغفور له بإذن الله تعالى قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه-، وأنها امتدت في ظل النهضة المتجددة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله و رعاه - وأن تلك المبادرات في الاستدامة كانت كثيرة ومتنوعة وفي كثير من القطاعات، ومنها ما تم في قطاع الصناعة وخاصة الصناعات الإبداعية من خلال "رؤية 2040" ومن ضمنها الاستراتيجيات الوطنية، مثل الاستراتيجية الوطنية للتخطيط العمراني، والاستراتيجية الثقافية في السلطنة.
وناشد صاحب السمو، الطلاب كمصممي وفناني المستقبل أن يعيدوا التفكير في الممارسات المهنية نحو الاستدامة، كما طالب الحضور خلال أيام المنتدى الثلاثة بضرورة إعادة التفكير في الاستدامة في الصناعات الإبداعية . كما أكد صاحب السمو السيد الدكتور أدهم بن تركي آل سعيد، في كلمته الرئيسية بالمنتدى على أن سلطنة عمان وخاصة الجيل الجديد لم يعد مهتما أو منشغل بالقضايا المحلية والإقليمية فحسب، بل يشارك بتقديم حلول و منتجات وابتكارات تخدم العالم والبشرية، كما ضرب سموه المثل بعدد من النماذج الإبداعية الناجحة التي أبدعها الشباب العماني مؤخرا وحققت نجاحات كبيرة.
وقالت الدكتورة منى كمال إسماعيل، عميدة الكلية العلمية للتصميم في كلمتها الافتتاحية للمنتدى: "سألت بالأمس عن أهمية طرح هذا الموضوع في المنتدى وهو الربط ما بين التصميم والاستدامة، وإذا كان المجتمع العماني يرى أهمية للاستدامة، و كان الرد الكافي اليوم بنعم و ذلك من خلال الحضور في منتدى مسقط للتصميم ، حيث امتلأ المسرح على أخره، و أن المجتمع العماني يولي ذلك أهمية كبيرة جدا هاصة في مجتمع المصممين .
وأكدت على أهمية المنتدى وأن مبادرة وأهداف منتدى مسقط للتصميم هي الجمع ما بين الطلاب والأكاديمين والأساتذة الجامعيين والوزارات والشركات المهنية والمهندسين، إضافة إلى الباحثين والفنانين والمهتمين بالتصميم ومفهوم الاستدامة، وقد وفقنا في التعاون مع عدد من الجهات المهمة ومنها : وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، المتحف الوطني ، جامعة السلطان قابوس، الجامعة التقنية في نزوى، كما وجدنا داعمين للمبادرة ومنهم: شركة عمران وبنك عمان العربي، كما شارك معنا عدد كبير من المجموعات الفنية مثل: دار الارتقاء ، فن صحار، جماعة فناني الظاهرة، كما أن مجلس الأمناء للجمعية وحرصه على دعمه والحضور أوضح أن هناك أهمية كبيرة للمنتدى وأعطى له زخم كبير وأنه مبادرة مهمة من الكلية العلمية للتصميم للمجتمع العماني.
البروفيسورة ماريانة اماتيل، من جامعة بارسونس بالولايات المتحدة الأمريكية قالت في تصريحات خاصة للـ "لشبيبة": أعتقد أن للمصممين دور كبير في الاهتمام بالاستدامة، خاصة وأن هؤلاء المصممين يتعاملون بشكل يومي مع المواد والطبيعة، سواء كانون مصممون داخليون أو مهندسين أو فنانين أو غيرهم، وأن كثير من تلك المواد التي يستخدمونها ذات الصلة بالبيئة والاستدامة، بل أن كثير منهم يهتمون في كثير من الأحيان بإعادة استخدام بعض المواد فيما يعرف بإعادة التدوير.
وأكدت اماتيل على أن المصصمين في كثير من الأحيان يأتون بأفكار مرتبطة بالناس ، ولذا فالاستدامة مرتبطة بهم و حولهم سواء مع الأفراد أو مع المؤسسات . وأشارت إلى أن التصميم وخلال العقود الماضية شهد الكثير من التغييرات والتحدياث والتطور، وكان من أبرز العوامل المؤثرة، تأثير التكنولوجيا على التصميم، ولذا حدث الكثير من التغير في عالم التصميم في العالم، ولكن علينا أن نؤكد أن التكنولوجيا ليست هي التي تقود الأمر ولكن العقل البشري والمعرفة والإبداع عي التي تصنع التغيير في التصميم.
وقالت: في الجامعة التي أعمل بها وهي جامعة بارسونس بالولايات المتحدة الأمريكية نحن دائما منفتحون على كل ما هو جديد ومنها الاستدامة، الابداع، العدالة الاجتماعية وغيرها . و أشارت إلى أنه على الرغم من أن كثير من المهن تتأثر بالتطور والتكنولوجيا وتتراجع إلا أن مهمنة المصممين واحدة من المهن التب تظل الحاجة إليها لأنها تظل مرتبطة بالمعرفة و الإبداع الذي يحتاج إليه على الدوام.
يهدف ملتقى مسقط للتصميم إلى تسليط الضوء علي الأبحاث والتجارب الخلاقة التي تدعم الصناعات الإبداعية من خلال ممارسات الفن والتصميم المتنوعة نحو الاستدامة. كما يركز الملتقى على ربط مفهوم الاستدامة بالجوانب التطبيقية في تعليم الفن والتصميم .إبراز الدور المجتمعي للمؤسسات المختلفة وعلاقتها بتفعيل الاستراتيجية الوطنية 2040 وفق مفهوم الاستدامة .دعم الصناعات الإبداعية التي يتبناها المؤسسات الأكاديمية والباحثين والفنانين.