كتبت البريطانية "ماز"، ابنة محمد سالم الذي قتله نازي، رسالةً في ذكرى مقتل والدها الثالثة شرحت فيها صدمتها ورعبها عقب سماعها وشقيقاتها الخبر الذي قالت إنها ليست قادرة على وصفه.
تقول ماز إن قاتل والدها بابلو لابشين يقضي حالياً عقوبة السجن 40 عاماً؛ "لقيامه بقتل والدنا ومحاولة تفجير 3 مساجد في ويست ميدلاندس، حيث أدين بتهم الإرهاب. ومنذ ذلك الحين لم يتم معاملة بافلو من قبل الشرطة أو الإعلام أو الحكومة كما لو كان إرهابياً مسلماً".
وتتهم كاميرون بتعزيز سياسات كاميرون العنصرية ووضعها في صورة مؤسسية، وقالت إنه هدد بعدم تمديد تأشيرة الإقامة للمسلمات في حال عدم تعلمهن الغة.
نص المقال
يوافق اليوم الذكرى الثالثة لمقتل والدي محمد سليم على يد أحد النازيين الجدد ويُدعى بافلو لابشين، وكان قد خطط مسبقاً لتفجير مساجد في بريطانيا.لا أنسى أبداً ذلك اليوم الذي تلقيت فيه اتصالاً هاتفياً من شقيقاتي حينما كنت جالسة على أريكة في شقتي بلندن، تلك الكلمات المرعبة بقيت عالقة في ذهني للأبد "لقد تعرض أبانا للطعن"، هكذا قالت شقيقتي فادية بينما كانت تبكي على الهاتف، قبل أن يأتيني اتصال آخر من شقيقتي الكبرى شادية، قالت فيه: "لقد توفي أبي".الصدمة والرعب اللذان شعرت بهما في ذلك الوقت مازال من الصعب للغاية وصفهما حتى اليوم. أخذت حقيبتي واتجهت إلى الخارج بينما كنت أبكي، وكان من الصعب تحمّل ما سمعته للتو. في غضون ساعة، كنت بالطريق إلى برمنغهام بصحبة شقيقتي الكبرى وزوجها. قضينا الطريق إلى برمنغهام في صمت تام بسبب الصدمة، بينما كان يشوب ذلك الصمت الكثير من الدموع. لم يكن أي منا مدركاً سبب حدوث ذلك.وصلنا إلى مستشفى هارتسلاند في الساعات الأولى من الصباح. ما حدث منذ تلك اللاحظة فصاعداً يبدو ضبابياً للغاية، إلا أنني أتذكر أنني ركضت تجاه المستشفى ولاحظت وجود الشرطة بينما كانت أختي تخبرهم عن هويتنا. طُلب منا الدخول والانتظار في غرفة خاصة بالداخل، حيث كان المئات من الأقارب والجيران قد ملأوا غرف الانتظار بالمستشفى انتظاراً لأية أخبار عن والدي. كان سبب هذا الحضور الجديد هو حياة والدي وشخصيته، لقد كان شخصاً عطوفاً ومحباً، وقضى أغلب أوقاته في مساعدة العائلة والجيران على حد سواء.بعد وقت قصير، دخل الجراح إلى غرفة الانتظار، حيث كان أفراد أسرتنا، بينما بدا عليه الذهول الشديد، أتذكر أنه قال إنه لم ير إصابات مروّعة كتلك على رجل في هذه السن، ومنذ تلك الكلمة لم أتمكن من سماع أي شيء آخر. غادرت الغرفة وبدأت بالبكاء في الخارج.أخبرتنا الشرطة بأنه ليس بإمكاننا رؤيته، على الرغم من أن جثته كانت في الغرفة التي أمامنا حتى لا نلوّث أية أدلة ولو بأنفاسنا.
يقضي بابلو لابشين حالياً عقوبة السجن 40 عاماً لقيامه بقتل والدنا ومحاولة تفجير 3 مساجد في ويست ميدلاندس، حيث أدين بتهم الإرهاب. ومنذ ذلك الحين لم تتم معاملة بافلو من قبل الشرطة أو الإعلام أو الحكومة كما لو كان إرهابياً مسلماً.منذ وفاة والدي عملت كناشطة ضد العنصرية والإسلاموفوبيا، وكان لي شرف الدعوة للحديث في العديد من المنصات المرموقة، إلا أنني يمكنني القول إنني يجب أن أتحدث الآن عن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي كانت رسالته مختلفة تماماً بشأن ضحايا المسلمين ودمج المسلمين في المجتمع.يرى كاميرون أن السبب الرئيسي لعدم تعلّم المسلمات للغة الإنكليزية هو نقص فرصهن وغياب المساواة، كما قام بتوجيه تهديدات غير مباشرة بشأن عدم تمديد تأشيرة الإقامة لهن في حال عدم تعلمهن للغة. لقد عززت سياساتُ كاميرون العنصرية ووضعتها في صورة مؤسسية. إنه يقوم بتأجيج الإسلاموفوبيا المشتعلة بالفعل عالمياً في الوقت الحالي. في الوقت نفسه، نجد أنه يقف صامتاً أمام تصريحات المرشح المحافظ لمنصب عمدة لندن زاك جولدسميث، والذي وجّه انتقادات لمنافسه صادق خان، والتي وصفه فيها بالمتطرف، وأنه على علاقات بأشخاص ذوي وجهات نظر متشددة.وفي الوقت الذي مازلنا نعاني فيه خسارة والدنا، نحن كمسلمون ضحايا للإرهاب. بالتأكيد، نحن لا نساوي بين جميع البيض وبين بافلو لابشين، إلا أننا يتم معاملتنا كإرهابيين محتملين من قبل الكثير من البيض في بريطانيا.حالة القتل الوحشي لوالدي واحدة من حالات عديدة، لكن المهم هو أن نلفت الانتباه إلى قتل المسلمين، وأن نسلط الضوء على كل حالة منهم، ومقاومة التطرف بهذه الطريقة. يواجه المسلمون الكثير من التمييز في حياتهم اليومية، سواء كان ذلك على يد بعض القنوات الإعلامية، أو السياسات الحكومية، لذلك، علينا أن نتحد ونواصل حربنا ضد الإسلاموفوبيا التي ستواصل تدمير حياة العائلات المسلمة كعائلتنا حتى نتخلص منها بشكل كامل.
- هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Independent البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية يرجى الضغط هنا.