قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث الخميس ٠٩/يونيو/٢٠٢٢ ١١:٤١ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الشبيبة - العمانية 

 تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في بعض الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلّقة بالصحة والجرائم الإلكترونية وموضوعات مرتبطة بجودة المياه.

فقد نشرت صحيفة "تايمز أوف مالطا" المالطية مقالًا بعنوان "الرابط بين الفقر والتعليم" بقلم "سابين أجيوس" الذي أوضح أن التعليم بأوسع معانيه هو الذي يُثري العقل ويُعطي هدفًا لحياة الشخص ويُفضي إلى مستوى معيشي جيّد.

وتحدث الكاتب في بداية مقاله عن القول المأثور: إذا أعطيت الرجل سمكة فأنت تطعمه ليوم واحد، ولكن إذا علّمته كيف يصطادها فأنت تطعمه مدى الحياة. ولكن الكاتب يرى أن الحياة ليست بهذه البساطة؛ إذ يمكن لأي شخص أن يتعلّم صيد الأسماك ولكن إذا لم يتمكن من الحصول على الأدوات اللازمة لذلك، فإنه سوف يعاني من الجوع وهذا الجوع للأسف آخذ في الازدياد.

وقال الكاتب إن العناوين المقلقة تشير إلى أن ارتفاع تكلفة المعيشة في حقبة ما بعد جائحة كورونا يلحق الضرر الأكبر بالعائلات والأزواج المسنين.

وأعطى الكاتب مثالًا على هذا الوضع في مالطا؛ إذ ارتفع الحرمان المادي الشديد إلى 5.5 بالمائة حيث إن 28000 شخص في مالطا لا يستطيعون تحمُّل بعض الاحتياجات الأساسية. وكشفت دراسة استقصائية حديثة أن 6.1 بالمائة من السكان لا يستطيعون تحمُّل أبسط الاحتياجات.

ويرى الكاتب أنه لا توجد عصا سحرية مباشرة لحل مشكلة الفقر، متسائلًا: "إذا لم يجد هؤلاء الأشخاص المساعدة التي يحتاجونها، ماذا يحدث لأطفالهم؟ إذا كانوا لا يستطيعون تحمُّل تكاليف دورة تدريبية، أو شراء حاسوب محمول أو كتب مدرسية، فكيف يمكنهم التحرر من الحلقة المفرغة التي تخنق مستوى معيشتهم؟".

ويعتقد الكاتب أن هناك ارتباطًا مباشرًا بين الفقر والتعليم. إذا لم تتم رعاية البالغين في الغد بشكل صحيح من خلال نظام تعليمي شامل يساعدهم على الازدهار، فسينتهي بهم الأمر حرفيًّا في الشوارع.

خلاصة القول في نظر الكاتب هي أن الفقر يؤثر علينا جميعًا سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، إذ لا يمكننا أن نغض الطرف ونتظاهر بأن هذا يحدث فقط "لأشخاص آخرين". نحن بحاجة إلى نظام تعليمي يمكّن الأطفال حقًّا من النمو ليصبحوا بالغين يحققون تطلعاتهم ويساهمون في المجتمع.

من جانبها، نشرت صحيفة "كوريا هيرالد" الكورية مقالًا بعنوان: "الحصول على حق نزع العولمة" بقلم "جوزيف ستيجلتز" الذي تطرّق للاختلاف الملحوظ الذي ظهر عليه الاجتماع الأول للمنتدى الاقتصادي العالمي منذ أكثر من عامين عن العديد من مؤتمرات دافوس السابقة التي حضرها الكاتب.

وقال الكاتب: "كان المنتدى الملتزم تقليديًّا بمناصرة العولمة معنيًّا في المقام الأول بإخفاقات العولمة: سلاسل التوريد المعطّلة، وتضخم أسعار الغذاء والطاقة، ونظام الملكية الفكرية الذي ترك ملايين البشر دون لقاحات كورونا فقط حتى يتمكّن عدد قليل من شركات الأدوية أن يكسب المليارات من الأرباح الإضافية".

ويرى الكاتب أنه قد ولّت الأيام التي كان يبدو فيها أن الجميع يعملون من أجل عالم بلا حدود؛ فجأة، يدرك الجميع أن بعض الحدود الوطنية على الأقل هي مفتاح التنمية الاقتصادية والأمن.

ويضيف الكاتب أنه بالنسبة لمناصري العولمة غير المقيّدة، أدّى هذا التقلب المعرفي إلى تنافر معرفي؛ لأن المجموعة الجديدة من مقترحات السياسة تشير ضمنًا إلى أن القواعد طويلة الأمد لنظام التجارة الدولي سوف تنثني أو تنكسر.

ويعتقد الكاتب أن المشكلة ليست فقط في العولمة؛ إذ أظهر اقتصاد السوق بأكمله افتقارًا إلى المرونة.

وختم مقاله بالتأكيد على أن التداعيات السياسية لفشل العولمة ظهرت بشكل كامل في دافوس هذا العام، مشيرًا إلى أنه في بداية الأزمة الأوكرانية، تمّت إدانة روسيا على الفور وبشكل شبه عالمي ولكن بعد ثلاثة أشهر، تبنّت الأسواق الناشئة والبلدان النامية مواقف أكثر غموضًا.

وفي مقال نُشر في صحيفة "إيكونوميك تايمز" الهندية بعنوان "علينا البدء الآن في التحوُّل إلى الاستدامة"، دعا الكاتب "أتول تشاتور فيدي" إلى الاستعاضة عن استخدام الفحم لتوليد الطاقة بالاعتماد على الإيثانول، حيث علل أن انبعاثات الغازات الدفيئة من الإيثانول أقل من تلك الناتجة من استخدام الفحم بنسبة 80 بالمائة، مما يعني أن الأثر الكربوني في الهند سيقل بشكل ملحوظ.

وأوضح الكاتب أن آثار التغيُّر المناخي أصبحت ملموسة وظاهرة من خلال حرائق الغابات في أستراليا وكاليفورنيا والفيضانات الجارفة في كندا والبرازيل، ولم تسلم دول آسيوية من آثار تغيُّر المناخ؛ فالهند على سبيل المثال عانت من تساقط الأمطار في غير مواسمها وهبوط الفيضانات الفجائية وتعرضت لموجات حرّ وجفاف، حيث سجّلت إدارة الأرصاد الجوية الهندية حدوث 125 ظاهرة مناخية قاسية العام الماضي في شهري سبتمبر وأكتوبر، في حين لم يُرصد أكثر من 41 حدثًا مماثلًا خلال عام 2017، مما يظهر ضراوة الظواهر المناخية ويتطلب بناءً على ذلك تدخلًا سريعًا على مستوى الحكومات والشركات والأفراد.

ويرى الكاتب أن خيار الحكومات في وضع التزام على نفسها بالتخلي عن الاعتماد على الطاقة المتولدة من الكربون ورسم السياسات وتنظيم استخدام الطاقة غير النظيفة لم يعد كافيًا لمعالجة الوضع، معللًا أن المشكلة تكمن في عدم وجود سعة كافية لتوليد الطاقة المتجددة، مما يعني أن الانتقال الكامل نحو عمليات الانبعاثات الصفرية لا يزال حلمًا قد يستغرق سنينًا لتحقيقه.

ولتقليل الضرر المناخي، دعا الكاتب إلى وضع سياسات حكومية لرفع مستويات الإيثانول في الوقود إلى 20 بالمائة، وهذا بدوره سيقلل من الوقع الكربوني على البيئة ويؤمّن دخلًا إضافيًّا لمزارعي قصب السكر في الفائض من محاصيلهم التي ستستخدم في إنتاج الإيثانول، وهذا يعني وظائف وصناعات جديدة في المناطق الريفية.

وعلى مستوى الأفراد، عوَّل الكاتب على وعي أفراد المجتمع وإدراكهم لأثر قراراتهم الشرائية والاستثمارية على البيئة والمجتمعات التي ينتمون إليها.

وقد ذكر الكاتب بعض التحديات التي تواجه اتخاذ الإيثانول وقودًا نظيفًا بديلًا، والمتمثلة في رفع السعة التخزينية لدى شركات تسويق النفط، وزيادة الأبحاث والتطوير في تقنيات إنتاج الإيثانول من الجيل الثاني والثالث، وكذلك إيجاد استخدامات جديدة للإيثانول تتجاوز مسألة تصنيع الوقود.

وأعرب الكاتب في نهاية مقاله عن تفاؤله بتجاوز هذه التحديات من خلال الإقبال المتزايد على الإيثانول والذي سيقدّم حلًا مستدامًا وجوهريًّا لإنقاذ العالم.

من جانب آخر، تمكّن العلماء من رسم أدق خريطة حتى الآن للجبال والأودية والسهول التي تشكّل أرضية المحيط الجنوبي حول أنتاركتيكا.

وبحسب صحيفة البيانات العلمية أو "ساينتفيك داتا" الصادرة من ألمانيا فإن هذا الرسم البياني الجديد يغطي 48 مليون كيلومتر مربع، ويعرض لأول مرة تفاصيل أعمق نقطة جديدة والتي تقع على عمق 7432 مترًا وتُسمى "فاكتوريان ديب".

وأضافت الصحيفة أن مخطط الأعماق الدولي للمحيط الجنوبي استغرق خمس سنوات لتجميع وتحديث المحاولة الأولى لرسم خريطة شاملة.

وبحسب الصحيفة، تأتي الكثير من المعلومات في الرسم البياني من السفن المقاومة للجليد والتي تدعم المساعي والجهود العلمية في أنتاركتيكا.

وتعد هذه الخريطة الجديدة لقاع البحر ضرورية للملاحة الآمنة ولإدارة مصايد الأسماك والحفاظ عليها؛ نظرًا لأن الحياة البرية البحرية تميل إلى التجمّع حول الجبال تحت الماء وكل جبل بحري هو نقطة مهمة للتنوع البيولوجي.

بالإضافة إلى ذلك، يؤثر قاع البحر الوعر على سلوك تيارات المحيط والتدفق الرأسي للمياه. وتمثل هذه المعلومات أداة مهمة لتحسين جودة النماذج التي تتنبأ بتغيُّر المناخ في المستقبل؛ لأن المحيطات هي التي تؤدي دورًا محوريًّا في تحريك الحرارة حول الكوكب حسبما أوردته الصحيفة.