قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث الثلاثاء ٠٧/يونيو/٢٠٢٢ ١٠:٠٨ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الشبيبة - العمانية 

 تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في بعض الصحف العالمية حول قضايا مختلفة.

فصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نشرت مقالًا بعنوان "ماذا حدث للتعليم والتربية البدنية؟ إنها لم تعُد تندرج ضمن سعينا للتحسين الأكاديمي" بقلم "جاي ماثيوز".

تساءل الكاتب في بداية مقاله: "هل يستطيع الإنترنت وما يحويه من تطبيقات ذكية إحياء شبابنا بتمارين قوية تجعلهم لا يفارقون ممارسة الرياضة؟

وقال الكاتب إنه لم يكُن يُحب دروس التربية البدنية اليومية في المدرسة الثانوية وكان يفضّل أي شي آخر غيرها، وشاركه العديد من زملائه هذا التوجه،إلى أن أدرك في وقت قريب أنه لم يكُن على صواب.

واستعرض الكاتب بعض الإحصائيات المذهلة -كما وصفها- والتي قدّمتها عالمة الاجتماع "كلير نادر" في كتابها "أنت أفضل معلم لك: إثارة فضول وخيال وفكر المراهقين". وقالت عالمة الاجتماع: "منذ عقود مضت، 4 بالمائة فقط من المدارس الابتدائية، و7 بالمائة من المدارس الإعدادية و2 بالمائة من المدارس الثانوية، لديها أيام خاصة للتربية البدنية خلال العام الدراسي بأكمله. في حين 22 بالمائة من المدارس ليس لديها أي حصص تربية بدنية إطلاقًا".

وأوضح الكاتب أنّه بحلول عام 2007، أفادت مؤسسة روبرت وود جونسون أنّ 36 بالمائة فقط من الأطفال كانوا يمارسون ساعة واحدة من النشاط البدني الموصى به يوميًّا و30 بالمائة شاركوا في رياضة على أساس منتظم.

وبيَّن الكاتب أنّ مرض السكري من النوع الثاني كان يعدّ في يوم من الأيام مرضًا للبالغين.ومع ذلك، نظرًا لأن المزيد من الأطفال يعانون من زيادة الوزن والسمنة، فقد زاد معدّل الإصابة بالمرض بشكل كبير لدى الأطفال والمراهقين.

وفي المقابل، أكّد الكاتب أن الدراسات تشير إلى وجود علاقة إيجابية بين النشاط البدني وكل من الصحة العقلية والتحصيل الأكاديمي؛ فالركض لمدة 20 دقيقة حول مبنى المدرسة على سبيل المثال، من شأنه تحسين نتائج الاختبار.

ويرى الكاتب أنّ المدارس لا تزال تركّز على المكاسب الأكاديمية. وقلة هم الذين من المرجح أن يخصّصوا وقتًا أطول للفصل لممارسة الرياضة. ويعتقد أن الأمر سيستغرق أكثر من ذلك لإلهام حركة وطنية لمزيد من النشاط البدني، خاصة بين الأطفال.

من جانبها، نشرت صحيفة "ذا جارديان" النيجيرية مقالًا بعنوان "دور التكنولوجيا في التنمية المستدامة" بقلم "شاكويميكا آيدم" الذي استعرض في مقاله مدى تأثير تطوُّر التكنولوجيا في دفع البشرية إلى الأمام، مؤكدًا على أن عصر الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات الحالي يعدّ ورقة واحدة أخرى في صفحات تاريخ البشرية التي تحوّلت بأيدي التكنولوجيا.

وحذّر الكاتب أنه على الرغم من أن التكنولوجيا كانت محورية لبقاء البشرية ونموّها على هذا الكوكب، فإن التطبيق الخاطئ لمعرفتنا التكنولوجية، والسلوك الاستغلالي للبشر والأنانية البيئية قد عطّلت "المناخ المستقر" - على حد وصفه.

وأوضح الكاتب أنه وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، بين عامي 2030 و2050، فمن المتوقع أن تنتج نحو 250.000 حالة وفاة إضافية سنويًّا بسبب سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري مع استمرار ارتفاع درجة الحرارة العالمية. وعلى المنوال نفسه، يحذّر خبراء البيئة من أن أزمة المناخ تؤدي إلى نزوح جماعي للمستوطنات البشرية، لا سيما في المناطق الساحلية، بينما يُسهم التدهور البيئي في إهدار ما يقرب من ثلث الأغذية المزروعة.

ويرى الكاتب أنّه لوقف كارثة المناخ الحالية والتي تلوح في الأفق، فإن الإجماع بين الخبراء هو أنّه يجب على الإنسانية إعادة التفكير في التكنولوجيا والتأكد من أنّ تطبيقها مستدام.

وأضاف في هذا الجانب: "في السابق، كان يُنظر إلى التكنولوجيا من العدسات الضيّقة مع تحليل التكلفة والفائدة الذي يعتمد فقط على الأُطر الاقتصادية والتجارية.وقد أدّى ذلك إلى نتائج اجتماعية وبيئية سلبية أدّت إلى توسيع التفاوتات، والافتقار إلى الوصول ونقل التداعيات السلبية للتصنيع إلى البلدان الأفقر.لذلك، يجب فهم دور التكنولوجيا لضمان التنمية المستدامة والعادلة من خلال تزويدنا بالأدوات المناسبة لاتخاذ خيارات مفيدة إلى أقصى حد".

وشدّد الكاتب على أهمية استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والوقود الحيوي لتوفير الكهرباء والإيجابيات التي يحملها هذا الابتكار في السعي لتسريع إزالة الكربون وتحسين نوعية الحياة.

ويعتقد الكاتب أنّ التكنولوجيا المستدامة ستوفر فرص عمل أكثر وضوحًا وشمولية. وستؤدي التقنيات الخضراء إلى إنتاج أرخص مما سيُوجِد مزايا تنافسية للشركات ذات التفكير المستقبلي ويُقدِّم فوائد مباشرة للمستهلكين على مستوى العالم.

من جانب آخر، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالًا بعنوان "دعنا لا نتظاهر بأن زراعة الأشجار هي حل مناخي دائم" بقلم "زيك هاسفاذر" الذي دعا إلى اتخاذ حل جذري لمعالجة تراكمات الانبعاثات الكربونية، ويرى أن مبادرات التشجير، كمبادرة زراعة تريليون شجرة،وحدها غير كافية لعكس آثار الانبعاثات الكربونية في الغلاف الجوي.

وأوضح الكاتب أنّ عمليات التشجير تعد حلًا سريعًا ومنخفض التكلفة إلا أن 20%من هذه الانبعاثات ستتراكم في الغلاف الجوي لآلاف السنين، مُبرّرًا أنّ عمليات التشجير الحالية من الشركات لعكس انبعاثاتها هي مجرد إرجاء للمشكلة للأجيال القادمة والتي ستتعامل مع تفاقمات هذه المشكلة.

ويعتقد الكاتب أنّ مخططات التشجير ليست دقيقة ونتائجها غير محسومة؛ لأنها لا تضمن استمرارية هذه الشركات في هذا المجال ولن تمنع اندلاع الحرائق في هذه المخططات أو حدوث أي أزمة بيئية فيها.

ويقترح الكاتب خيارًا آخر لإزالة الانبعاثات كليًّا من الغلاف الجوي خاصة من المنشآت التي تستخدم الوقود الأحفوري من خلال إرجاع الكربون إلى أعماق الأرض بتحويل الانبعاثات إلى صخور وإبقائها بعيدًا عن الغلاف الجوي لآلاف السنين؛ لعكس آثار الانبعاثات الحالية على مدى البعيد.

وقد أشار الكاتب إلى وجود عدد محدد من المنشآت في أوروبا وأمريكا الشمالية تعمل حاليًّا على تطوير تقنية لإزالة الكربون بصفة دائمة إلا أن هذه التقنيات باهظة الثمن؛ إذ يكلّف إزالة طن من الانبعاثات الكربونية مئات الدولارات، إلا أنّ العمل جارٍ في زيادة العلماء العاملين للتقليل من تكاليف استخدام هذه التقنية.

واستنادًا إلى تقرير الفريق الدولي المعني بتغيُّر المناخ المنشور مؤخرًا والذي شارك فيه الكاتب، يرى الكاتب أنّه ينبغي على المجتمع العمل سريعًا لإزالة وخفض الانبعاثات خلال العقود القادمة لتجنّب تغيُّرات مناخية كارثية وذلك بإزالة 6 مليارات طن من الانبعاثات الكربونية من الجو سنويًّا حتى عام 2050؛ لإبقاء معدلات الاحتباس الحراري ضمن معدلاتها القياسية.

وفي نهاية المقال، حذّر الكاتب من الآثار المترتبة على تجاوز معدلات الاحتباس القياسية، داعيًا الحكومات إلى التشجيع على عمليات الإزالة الجذرية للانبعاثات الكربونية من خلال فرض قيمة على الكربون أو توجيه دعم حكومي لعمليات الإزالة.