حلب – جنيف – ش – وكالات
رغم الجهود الدولية والإقليمية المبذولة لتشمل الهدنة ووقف إطلاق النار والأعمال القتالية حلب، إلا أن المدينة لم تشهد هدوئاً طيلة يوم أمس الأول، وأمس الاثنين، لتدخل بذلك يومها الثاني عشر من القتال، حيث تجدد القصف المتبادل بين القوات الحكومية والفصائل المقاتلة في المدينة.
وبحسب مراسل فرانس برس في حلب "تعرضت الأحياء الشرقية (تحت سيطرة الفصائل المقاتلة)، وبينها بستان القصر وصلاح الدين لغارات جوية عنيفة طوال الليل" دون سقوط إصابات. وتشهد مدينة حلب منذ أكثر من عشرة أيام تصعيدا عسكريا، أسفر عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم حوالى 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان.
وتستهدف الطائرات الحربية السورية الأحياء الشرقية فترد الأخيرة بقصف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام بالقذائف الصاروخية وقوارير الغاز.
وأفاد المرصد السوري أمس الاثنين عن "مقتل ثلاثة مدنيين، بينهم طفل، وإصابة العشرات بجروح جراء سقوط قذائف محلية الصنع أطلقتها الفصائل المقاتلة" على الأحياء الغربية، وبينها الخالدية وشارع النيل.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن "القصف المتبادل تواصل طوال الليل بين الطرفين"، مشيرا إلى هدوء يخيم منذ صباح أمس على المدينة.
وفي بلدة كفر حمرا في شمال مدينة حلب، افاد عبد الرحمن، عن "مقتل ثلاثة مدنيين" في غارات جوية.
وفي جنيف، أجرى وزير الخارجية الأمريكي كيري محادثات أمس الاثنين مع موفد الامم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا ونظيريه الأردني ناصر جودة والسعودي عادل الجبير في محاولة لإعادة العمل باتفاق الهدنة الذي يتعرض لانتهاكات كثيرة، خصوصا في مدينة حلب. وقال كيري يوم أمس الاثنين: "تقترب من نقطة تفاهم" بشأن تجديد وقف إطلاق النار في سوريا بما في ذلك حول مدينة حلب.
وتعد مدينة حلب من ابرز المناطق المشمولة بوقف الأعمال القتالية الساري منذ 27 فبراير. لكن تم استثناؤها من تهدئة بموجب اتفاق روسي أمريكي يسري منذ يوم الجمعة على جبهتي الغوطة الشرقية لدمشق وريف اللاذقية (غرب) الشمالي.
وأعلن الجيش السوري أمس الاثنين وللمرة الثانية تمديد التهدئة في الغوطة الشرقية.
ونقل التلفزيون الرسمي عن بيان للجيش السوري "تمديد سريان مفعول نظام التهدئة في دمشق والغوطة الشرقية 48 ساعة إضافية".
وبدأ العمل بـ"نظام التهدئة" الساعة الواحدة من صباح السبت على أن يستمر 24 ساعة في الغوطة الشرقية و72 ساعة في ريف اللاذقية. وقد جرى تمديده المرة الاولى أمس الأول مدة 24 ساعة في الغوطة الشرقية.
وكان كيري صرح قبل وصوله إلى جنيف إن "وضع حد للعنف في حلب والعودة إلى وقف دائم (للاعمال العدائية) هما أولوية" وأعلنت روسيا، حليفة دمشق، أن محادثات تجري لوقف القتال في محافظة حلب. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن الجنرال سيرجي كورالنكو رئيس المركز الروسي للمصالحة بين أطراف النزاع الذي انشأته موسكو لمراقبة الهدنة، أن "هناك مفاوضات نشطة تجري حاليا لاقرار (نظام تهدئة) في محافظة حلب".
وفي الأثناء؛ رأى محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" العبرية عاموس هرئيل، أن الانطباع السائد في الأراضي المحتلة يعتبر أن "الحكومة السورية تركز جهودها على شل بقايا الخدمات المدنية في مدينة حلب (في الجانب الذي يسيطر عليه المسلحون)، من أجل حثّ المدنيين المتبقين فيها على الهرب"، على حد تعبيره.
وأشار هرئيل إلى "أن السعي إلى دفع المواطنين للهرب، والذين يقدر عددهم بحوالي 200 ألف، هدفه السماح للجيش السوري بالسيطرة التدريجية على الأحياء التي يحتلها المسلحون"، مضيفا انه "في حال نجح الجيش السوري بتحقيق انتصار عسكري في حلب، فإن من شأن ذلك تعزيز سيطرته على شمال البلاد، إلى جانب تحقيق الاستقرار في المناطق التي يسيطر عليها في شمال – غرب الدولة".
وأضاف هرئيل انه "بعد مرور أكثر من شهرين على إعلان وقف إطلاق النار، يطرح استمرار الحرب الشرسة في حلب علامة استفهام كبيرة حول استمرار الهدوء النسبي في المعارك السورية، والذي لم يكن شاملاً في أي مرحلة"، وقال:"تبذل الولايات المتحدة حاليًا، الجهود من اجل إعادة تهدئة الأجواء واقناع روسيا والحكومة السورية بالتوقف عن قصف حلب".
*-*
تركيا تكثف هجماتها ضد داعش في سوريا
أنقرة – ش – وكالات
ذكرت وكالة أنباء الأناضول أمس الاثنين أن المدفعية التركية كثفت من هجماتها ضد داعش في سوريا، حيث قصفت مواقع لتنظيم داعش في سوريا بينما شنت طائرات بدون طيار اقلعت من قاعدة جوية في جنوب تركيا غارات على المتطرفين، مما أدى إلى مقتل كثر من ستين من مقاتلي التنظيم.
وجاءت عمليات القصف هذه ردا على إطلاق صواريخ بشكل متكرر من قبل التنظيم المتطرف داخل سوريا على منطقة كيليس الواقعة على الحدود التركية، مما ادى إلى مقتل 18 شخصا منذ بداية العام الجاري.
وقالت وكالة الاناضول الحكومية أن 63 من أعضاء تنظيم داعش قتلوا في غارات الطائرات المسيرة والقصف المدفعي في سوريا، لكن من غير الممكن التحقق من هذه الارقام من مصادر مستقلة على الفور.
وأضافت أن المدفعية التركية المتمركزة على الحدود السورية قصفت مواقع لتنظيم داعش وقتلت 34 من مقاتلي التنظيم. وأوضحت أن أربع طائرات بلا طيار اقلعت من قاعدة انجرليك الجوية التركية التي يستخدمها التحالف الدولي لشن غاراته على التنظيم، قتلت 29 من المتطرفين. ولم تحدد الوكالة البلد الذي يملك هذه الطائرات مكتفية بالقول انها تابعة للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش ودمرت عدة آليات وخمسة مستودعات للأسلحة للمتطرفين.