قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث الثلاثاء ١٢/أبريل/٢٠٢٢ ١١:٣٤ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

العمانية - الشبيبة

تابعت وكالة الأنباء العُمانية مقالات الرأي التي صدرت في بعض الصحف العالمية وتناولت الشؤون الإقليمية والدولية.

ونشرت صحيفة "نيشن" الكينية مقالًا بعنوان "الحوار الجديد بين الصين وأفريقيا يحفز التنمية" للكاتب بيتر كاجوانجا أكّد فيه على أهمية الحوار الجاري بين الدول الأفريقية والصين، ودور هذا الحوار في التنمية بمختلف جوانبها.

وقال الكاتب إن سؤال المليون دولار هو: هل الحوار والانسجام داخل الحضارات وفيما بينها ممكن في نظامنا الدولي الفوضوي ما بعد الليبرالي؟ وفي هذا السياق، ركّز مؤتمر "تعميق التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات الأفريقية والصينية" الذي نظّمه الاتحاد الأفريقي بالتعاون مع المعهد الصيني-الأفريقي في 9 أبريل 2022م، على أهمية حوار الحضارات في تحفيز التنمية المشتركة خلال حقبة ما بعد كوفيد-19.

وأضاف أن الصين وأفريقيا عقدتا العزم على السير بعيدًا معًا، ولهذا تبنّت الحضارتان مبدأ ثالوث "التعاون المتبادل" و"الشراكة المتكافئة" و"التضامن"؛ بهدف دفع علاقاتهما نحو آفاق أرحب في خضم النظام الدولي المضطرب ما بعد الحقبة الليبرالية.

وأوضح الكاتب أن هذه العلاقات تستند في أصلها إلى علاقات تاريخية ممتدة منذ العصور الفرعونية في مصر القديمة، إذ قام البحّارة والتجّار الصينيون برحلات إلى أفريقيا بينما زار العلماء والرحّالة الأفريقيون الصين، ومنهم المستكشف المغربي الشهير ابن بطوطة ونظيره الصومالي سعيد مقديشو.

وتطرّق إلى أن أكثر من 47 دولة عضو في الاتحاد الأفريقي تشارك في مبادرة الحزام والطريق الصينية التي أٌطلِقت في عام 2013‪ م وإلى التعاون الصيني الأفريقي المشترك في جهود مكافحة جائحة كوفيد-19، إذ قامت الدول الأفريقية في عام 2020 بإرسال الدعم للصين، وعند انتشار الجائحة في أفريقيا تضامنت الصين ودعمت جهود احتواء الجائحة ما يؤكد على الشراكة الاستراتيجية بين الصين والاتحاد الأفريقي.

واختتم الكاتب مقاله أنه كجزء من استراتيجية التعافي ما بعد كوفيد-19 في الصين، كشف الرئيس الصيني شي جين بينغ العام الماضي عن مبادرة التنمية العالمية كإطار عمل جديد نحو توفير السلع العامة العالمية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 ودعم التنمية في البلدان النامية وتسهم في جهود التصدي للتدهور البيئي والتغيُّر المناخي وستدعم مبادرات التعافي الأخضر.

أما صحيفة "مانيلا تايمز" الفلبينية فنشرت في افتتاحيتها اليوم مقالًا بعنوان "الإبحار في المياه السياسية المحفوفة بالمخاطر في المحيطين الهندي والهادئ" تحدّثت فيه عن مباحثات أجرتها اليابان مع الفلبين والصين، كلًا على حدة، لبلورة مسار آمن للتحرّك، على خلفية صراعات إقليمية ودولية في المنطقة.

وأضافت الصحيفة أن اجتماع وزيري الدفاع والخارجية للفلبين واليابان في طوكيو الأسبوع الماضي أكّد على ضرورة تمهيد الطريق "لاتفاقية وصول متبادل" يمكن أن تسهّل التدريبات العسكرية المشتركة بين قواتهما.

وأوضحت أن الجهود المبذولة للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق "تعكس المخاوف الجادة" للبلدين بشأن إصرار الصين المتزايد على نشر نفوذها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، كما اتفقا على العمل من أجل جعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ "حرة ومفتوحة وخالية من السيطرة غير القانونية" دون الإشارة مباشرة للصين.

وبيّنت الصحيفة أن معاهدة أمنية فلبينية - يابانية إذا أُبرمت ستشكّل تحوُّلًا عميقًا في العقلية الأمنية لطوكيو، حيث تخلى الجيش الياباني عن موقفه الدفاعي المنصوص عليه في دستوره واضطلع بدور القوة العسكرية الإقليمية، مضيفة "قد نرى قريبًا مناورات على غرار باليكاتان من قِبل القوات الفلبينية واليابانية. والأهم من ذلك، أن ترتيب الدفاع المشترك مع اليابان يمكن أن يساعد الفلبين على تحديث جيشها بشكل أكبر".

وقالت الصحيفة إن اليابان عقدت بالفعل اجتماعًا مماثلًا مع إندونيسيا، وإنه خلال الأسبوع نفسه عقد الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي "قمة" هاتفية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ حيث شددا على ضرورة تكثيف الجهود للحفاظ على السلام والأمن والاستقرار في الجنوب (بحر الصين) من خلال "ممارسة ضبط النفس وإزالة التوترات والعمل على إطار مقبول للطرفين للتعاون الوظيفي".

وأضافت أن بكين تريد تعزيز شراكتها الاقتصادية مع الفلبين ودول أخرى في جنوب شرق آسيا، وأن القمة الافتراضية التي عُقدت في نوفمبر 2021 أكد فيها الجانب الصيني أن بكين ليست "متنمرة" وأن الصين "ستظل دائمًا جارة جيّدة وصديقة جيّدة وشريكة جيّدة للآسيان".

واختتمت الصحيفة مقالها قائلة: نرحّب بشدة بمعاهدة أمنية مع اليابان، ولكن يجب تحديد معاييرها بدقة، مؤكدة على أن الديناميكية المتغيّرة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ تتطلب أيضًا بعض "المشي على الحبل المشدود".

كما أصدرت مجلة "ذا لانسيت" البريطانية في افتتاحيتها مقالًا لعدد أبريل 2022 قالت فيه إن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيُّر المناخ أصدرت أول تقارير التقييم الدورية التي لخّصت الأدلة المتاحة عن العلوم الفيزيائية حول تغيُّر المناخ.

وأضافت أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وصف التقرير -الذي يُشير إلى حدوث تغيُّرات واسعة النطاق وسريعة في الغلاف الجوي والمحيطات والغلاف الجليدي والمحيط الحيوي- بأنه "رمز أحمر للإنسانية".

وأوضحت أنه في فبراير من هذا العام، تمّ إصدار تقرير مجموعة العمل 2 للفريق الحكومي الدولي المعني بتغيُّر المناخ حول "تأثيرات المناخ والتكيُّف وقابلية التأثر" الذي يبحث في الطرق المعقدة التي يشكّل بها تغيُّر المناخ مخاطر على الطبيعة والبشر، الآن وفي المستقبل، ويقدّم خيارات حول كيفية السعي لتقليل الآثار السلبية لتغيُّر المناخ من خلال التكيّف.

ونسبت المجلة لـ"غوتيريش" قوله بأن التقرير بمثابة "أطلس للمعاناة الإنسانية وإدانة شديدة لقيادة المناخ الفاشلة"، ولخّصت النتائج المهمة للتقرير في أربع نقاط:

أولًا: التأكد من أن التغييرات في النطاقات الجغرافية للأنواع البيولوجية وتوقيت أحداث دورة الحياة (مثل تفتق برعم الأشجار) مرتبط بالفعل، وأنه ثبت ضرورة المحافظة المستدامة على حوالي 30-50% من الأراضي والمياه العذبة ومناطق المحيطات كأساس للحفاظ على مرونة التنوع البيولوجي وخدمات النظام البيئي التي نعتمد عليها. وثانيًا: على الرغم من أن تغيُّر المناخ يؤثر على كل بلد، إلا أن أشد الآثار السلبية تحدث بشكل عام في أفقر البلدان التي لديها أقل قدرة على التكيّف مع هذه التغيّرات، رغم أنها ساهمت بشكل أقل في حدوث المشكلة. ثالثًا: تعرُّض حوالي (3.3) مليار إلى (3.6) مليار شخص لتغيُّرات المناخ الحادة وأنه لأول مرة ثبت أن تغيُّر المناخ يسهم بالفعل في الأزمات الإنسانية، وأن المناخ والطقس المتطرف يؤديان بشكل متزايد إلى النزوح ويسببان "الأمراض المرتبطة بالمناخ، والوفيات المبكرة، وسوء التغذية بجميع أشكاله، والأخطار التي تهدد الصحة العقلية". رابعًا: إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنه ثبت أن تأثيرات ومخاطر تغيُّر المناخ تزداد تعقيدًا وتصعب إدارتها وأنه من المتوقع أن تحدث مخاطر مناخية متعددة في وقت واحد.

وخلُصت المجلة إلى أن تدابير التخفيف والتكيُّف مطلوبة بشكل كبير وعاجل لتأمين الحياة على كوكب الأرض.