مسقط - الشبيبة
أطلقت وزارة الصحة بالتعاون مع شركة نوفو نورديسك فارما الخليج والسفارة الدنماركية، بديوان عام الوزارة اليوم الخميس مشروعين رائدين لمحاربة انتشار السمنة في السلطنة، حيث حمل المشروع الأول عنوان "الإرشادات السريرية لعلاج السمنة في سلطنة عُمان" حيث سيعمل هذا المشروع على تعليم مقدمي خدمات الرعاية الصحية حول كيفية التعامل مع حالات السمنة للحد والوقاية منها، فيما تضمن المشروع الثاني إعداد دراسة موسعة حول أسباب حدوث السمنة في المجتمع العماني و كيفية التحكم في الأسباب المؤدية إليها وسيتم أيضا تقييم انتشار أبرز عشرة أمراض مرتبطة بالسمنة في عدد من مستشفيات وزارة الصحة.
تم التدشين بمشاركة معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة، وبحضور سعادة أولي إميل موسبي، السفير المعتمد لمملكة الدنمارك في سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية والبحرين والكويت واليمن، إلى جانب السيدة الدكتورة نور البوسعيدية، مديرة المركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء، والدكتور فينكات كاليان، نائب الرئيس والمدير العام لشركة نوفو نورديسك فارما الخليج، والدكتور أحمد مجدي، رئيس إدارة دعم المرضى والعلاقات العامة في نوفو نورديسك فارما الخليج.
يهدف المشروعان إلى تحديد خيارات علاج مرض السمنة وطرق إدارة الأمراض المصاحبة لها بشكل أفضل، كما سيساهم المشروعان في نشر الوعي وتحسين المفهوم العام للتعامل والوقاية من هذا المرض الذي يرقى تصنيفه عالمياً لمستوى الوباء.
وفي إشارة إلى الارتفاع الكبير بنسبة الأمراض المتعلقة بالسمنة في جميع أنحاء العالم تحدث معالي الدكتور أحمد السعيدي خلال الاجتماع عن اهتمامه بالتعامل مع تحديات السمنة، حيث إن السمنة لا تؤثر فقط على صحة الأفراد، ولكن أيضًا على المجتمع ككل، فهي تعيق الإنتاجية وتفرض ضغوطًا على أنظمة الرعاية الصحية والاقتصاد للدول.
هذا وقد تسببت جائحة كوفيد -19 المستمرة منذ ما يزيد عن العامين، في ارتفاع ملحوظ في أعداد المصابين بالسمنة، كنتيجة مباشرة لانتشار أنماط الحياة غير الصحية التي يتبعها الغالبية العظمى من الأفراد ، و ذلك بسبب الانتشار الواسع لخدمات التوصيل للمنازل عبر التطبيقات المختلفة والتي بدورها حدت من حركة الشخص وتسببت في ارتفاع الوزن أو السمنة.
وتساهم العادات الصحية السيئة ونمط الحياة الخاطئ في زيادة العبء على مقدمي خدمات الرعاية الصحية في السلطنة ، الأمر الذي يتطلب تعاملاً فورياً مع مسبباتها، إلى جانب إجراء الدراسات والأبحاث الكفيلة بتقديم قراءة واقعية دقيقة لأبعادها، مع توعية الكوادر الطبية بآليات التعامل مع المصابين بالسمنة بطريقة حضارية لا تؤثر سلباً على نفسياتهم، إلى جانب توعية المجتمع ككل حول هذا المرض.
وكانت وزارة الصحة قد قامت بنشر نتائج دراسة المسح الصحي الوطني لعام 2017م ، حيث أشارت النتائج إلى أن ما يقارب ثلثي السكان (66٪) يعانون من زيادة في الوزن أو السمنة، أي أن (مؤشر كتلة الجسم يساوي أو أكبر من 25).
بدورها عقبت الدكتورة نور البوسعيدية على هذه النتائج قائلة: "وجد المسح الوطني أن نسبة انتشار السمنة لدى المواطنين العُمانيين مرتفعة وتبلغ (35.2٪) كما ترتفع بشكل أكبر لدى الإناث لتصل إلى (40.9٪) بالمقارنة مع الذكور (28.2٪). وفي مسح مماثل أجراه مركز التغذية الوطني العُماني (ONNS)، وجد أن نسبة السمنة بين النساء في سنوات الإنجاب مرتفعة للغاية.
وتأكيداً على ضرورة التوعية بمعالجة السمنة، صرح الدكتور فينكات كاليان: "نهدف في نوفو نورديسك إلى قيادة التغيير في التعامل مع السمنة بهدف تحسين حياة الأشخاص الذين يعانون منها. ونعمل بالتعاون مع شركائنا على تغيير الصورة النمطية التي يرى بها العالم السمنة، بينما نسعى لابتكار طرق للوقاية منها وعلاجها. كما يجب توعية الأفراد بالمعلومات الكافية لاتخاذ خيارات أكثر صحية والحفاظ على صحتهم في سن مبكرة".
وقال الدكتور أحمد مجدي: "يجب تعريف السمنة على أنها حالة مرضية مزمنة ومعقدة متعددة العوامل وتتطلب حلولاً علاجية طويلة الأمد. وعلينا وضع خطة علاجية لإدارتها، بالإضافة لتطوير إرشادات طبية لدعم اتخاذ قرارات الرعاية الصحية المناسبة، كما يجب تزويد المتخصصين في الرعاية الصحية بالأدوات والاستراتيجيات التي يحتاجون إليها لدعم الأشخاص المصابين بالسمنة دون التأثير على نفسيتهم، وهذه إحدى الركائز الأساسية التي ستوفرها لهم إرشادات الممارسة السريرية للسمنة التي نقوم بإعدادها"
جدير بالذكر أن السمنة واحدة من أخطر المشاكل الصحية في العالم، نظرًا لارتباطها بـ 195 اعتلالاً صحياً ، وكونها تعد سبباً رئيسياً للعديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني وأنواع مختلفة من السرطانات. وتساهم نوفو نورديسك كشركة رائدة في علاج مرض السكري والسمنة حول العالم من خلال التعاون مع وزارة الصحة، في توفير خيارات لعلاج السمنة في السلطنة، والمساهمة في تدريب المتخصصين في الرعاية الصحية للتعامل مع المرض بالشكل الأمثل، وزيادة الوعي والتحذير من الأمراض المصاحبة المرتبطة بها.