متطوعون: العمل التطوعي اكتشاف للقدرات وشعور بالفخر لما يقدمه الفرد للمجتمع

بلادنا الأربعاء ٢٣/فبراير/٢٠٢٢ ١٤:٢٤ م
متطوعون: العمل التطوعي اكتشاف للقدرات وشعور بالفخر لما يقدمه الفرد للمجتمع

العمانية - الشبيبة

سجلت محافظة جنوب الشرقية حضورًا مميزًا في شأن العملية التطوعية في الفترة الأخيرة، فالحراك المجتمعي التطوعي بدأ يأخذ مسارًا تصاعديًّا ملموسًا، ولأن العمل المستمر، هناك العديد من الأسماء الفاعلة والمهتمة في شأن التطوع وتفعيل أدوراه، تمثل تجارب نوعية متعددة.

تتحدث ناجية العلوية حول الأسباب التي دعتها من البداية للاتجاه إلى مجال التطوع كونها رائدة في هذا الشأن في ولاية صور: ترعرعتُ في أسرة لديها حب العمل التطوعي بالفطرة رغم بساطة العطاء لديها ولكوني كنت معلمة للتربية الإسلامية، فهناك من القيم الجميلة التي ندرسها ونغرسها في أنفسنا والطلبة أيضًا، وتحدثت العلوية عن أهم أعمالها التي تقدمها من بينها التنظيف الدائم لمقبرة الشعبية، والمشاركات المتعددة في الأنواء المناخية، بالإضافة إلى تقديم العون لبعض الأسر والقرب منها ومن أبنائها، مع دعم الطاقات الشبابية من خلال تقديم البرامج التدريبية والتسويق لها.

وتشير العلوية إلى ما تحقق لها على المستوى الشخصي، فهي تشير إلى كسب العديد من المميزات والتعرف على فئات مختلفة في المجتمع المحلي والخارجي، وحصولها على لقب سفيرة الإلهام في ملتقى القيادات الشبابية التطوعية العربي بجمهورية مصر العربية ٢٠١٨، وحصولها على الرخصة الدولية للمسؤولية المجتمعية بدولة الكويت.

وتشير العلوية إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي في إيصال ونشر ثقافة التطوع في المحافظة وهنا تفصّل: أسهمت بشكل كبير في نشر الوعي المجتمعي بمفهوم التطوع، كما أسهمت في التقريب بين الفرق التطوعية وأتاحت الفرص لتبادل الأفكار والمشاركة في الفعاليات بالرغم من بعد المسافة. كما أشارت ناجية العلوية إلى ثقافة التطوع بين أبناء محافظة جنوب الشرقية وولاية صور وأوضحت أن هناك مؤسسات تقوم بأدوار مميزة في هذا الشأن بما فيها الجامعات والكليات والأندية الرياضية والفرق التطوعية.

وفي شأن التطوع في المحافظة يتحدث محمد السناني وهو من المهتمين بقطاع التطوع عن تجربته وبداياتها: التطوع أجره عند الله عظيم، فهو رسالة سامية للنهوض بالمجتمع، ويساعد في اكتشاف القدرات ومنح الثقة مع الشعور بالفخر لما يقدمه الفرد للمجتمع. ويلفت السناني للأعمال التي يقدمها في مجال التطوع ويقول: من خلال مركز طيبة للعناية بالمواهب نقيم دورات في مجل التصوير الضوئي، والخط العربي، والخطابة، والإنشاد، وقد حقق هذا المركز أفضل مشروع تطوعي في يوم الشباب العُماني عام ٢٠١٧.

ويضيف: لقد أثرت وسائل التواصل الاجتماعي في واقع التطوع ولها الدور الأكبر في وقتنا الحاضر وخاصة في الظروف الاستثنائية ورأينا كيف تجمعت جميع الفرق التطوعية بسلطنة عُمان من أجل تقديم العون للمتضررين من إعصار /شاهين/.

وأشار السناني إلى أن التطوع في ولاية صور بحاجة إلى نوع من التنظيم منطلقًا من الفريق الذي يعمل تحت مظلته ويقول: لدينا فريق خيري محترف وبه عدة أقسام لخدمة الأيتام، وذوي الدخل المحدود، وقسم الظروف الاستثنائية، وقسم خاص لشؤون المتطوعين.

ويشير السناني إلى ثقافة التطوع وحضور المؤسسات الرسمية والخاصة في تفعيل أدوارها: معظم الفرق التطوعية بولاية صور اكتسبت ثقافة من خلال أخذ دورات من الشبكة العُمانية للمتطوعين /تعاون/ برعاية من الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال ولمدة سنتين في دورة ثقافة المتطوع، بالإضافة إلى دورة الإسعافات الأولية، ودورة في التخطيط في إدارة المشاريع التطوعية وتم تنفيذ عدة مشاريع على أرض الواقع وبعدها منحتهم الشبكة جواز تقدم المتطوع برتبة فارس.

يشارك عادل الغيلاني بحضوره النوعي، فهو من الأسماء المتميزة في مجال التطوع في ولاية صور، وهنا يتحدث الغيلاني عن فكرة الانخراط في المجال التطوعي: بدأت معي فكرة التوجه والمشاركة في الأعمال التطوعية منذ الصغر حيث كنت أشارك أهل الحي في عملية التنظيف للحارة والمسجد وبخاصة في فترة الأعياد والمناسبات الرسمية والوطنية، وتبلورت معي الفكرة بوضوح في فترة الأنواء الاستثنائية /جونو/ الذي أثر بشكل كبير في ولاية صور، مما دفعني للاشتراك في الفرق التطوعية التي كانت تسهم في التخفيف من آثار الإعصار على الأهالي من خلال تزويدهم بالمؤن والأدوات المنزلية الضرورية، ويضيف أن العمل التطوعي واجب وطني واجتماعي يجب على الجميع أن يشارك فيه، كما أنه سبب في كسب محبة الناس والقرب منهم.

ويشير الغيلاني إلى ما يقدمه من أعمال في مجال التطوع على المستوى الشخصي قائلًا: لقد أسست فريق /سواعد الإحسان للعمل التطوعي/ وهو أول فريق تطوعي في المحافظة يهدف إلى نشر الوعي والثقافة المجتمعية وتصحيح السلوكات والمفاهيم الخاطئة الشائعة في المجتمع، بالإضافة إلى المشاركة في اللجان الحكومية الرسمية التي تشكلت في معالجة وتخفيف الأضرار التي تعرضت لها الولاية في منخفض الحج.

وينتقل الغيلاني للحديث عن مجال التطوع في محافظة جنوب الشرقية: لو تحدثنا عن ولاية صور فإن العمل التطوعي والمساهمة فيه أصل متجذر في أهل الولاية، فهم متكاتفون ومتعاونون فيما بينهم، كذلك باقي ولايات المحافظة وبحكم التواصل والتعاون وتبادل الخبرات الذي يتم بيننا، هم كذلك يبذلون جهودًا واضحة في مجال العمل التطوعي والتخفيف من معاناة الناس وتحسين أوضاعهم.

ويتنقل الغيلاني إلى الحديث عن دور وسائل التواصل الاجتماعي في إيصال ونشر ثقافة التطوع: هي سلاح ذو حدين، حيث إنه ينبغي علينا أن نستخدمها الاستخدام الأمثل بما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع، ومن واقع تجربتي الشخصية في توظيف هذه الوسائل لنشر ثقافة العمل التطوعي وتشجيع الناس على المشاركة والمساهمة والانخراط في العمل التطوعي والاجتماعي لاحظت تجاوبًا إيجابيًّا كبيرًا من أفراد المجتمع على اختلاف فئاتهم وأعمارهم نحو العمل التطوعي.

وفي نهاية الحديث يضيف الغيلاني حول ما تقدم به زملاؤه في شأن التطوع وتنظيم العمل التطوعي: لدي قناعة شخصية بأن العمل المؤسسي الرسمي المنظم تكون نتائجه إيجابية ومثمرة، ولذلك فأنا أرى أننا فعلًا بحاجة ماسة وضرورية إلى مؤسسات رسمية لتنظيم العمل التطوعي والمجتمعي في المحافظة، وفق القوانين والضوابط الرسمية التي وضعتها الجهات المعنية، ونأمل أن نرى مؤسسة رسمية حاضنة للعمل التطوعي في المحافظة ككل.