بقلم : عيسى المسعودي
يمثل مطار صحار احدى الواجهات الرئيسية والمهمة بالسلطنة ولقد تم انشائة ليواكب التطورات وارتفاع الطلب على السفر وخاصة من شركات الطيران المحلية والإقليمية ومن شركات السفر والسياحة حيث يتميز المطار بموقعه الاستراتيجي والذي يمكن ان يشكل محطة ووجهة مهمة لشركات الطيران بحيث يكون المطار احدى الخيارات لربط عمان بدول العالم وخاصة دول المنطقة والدول الآسيوية والأفريقية، وخلال الفترة الفائتة شهد المطار حركة تجارية من شركات الطيران ولكن للأسف لم تستمر هذه الشركات في التحليق من مطار صحار وذلك لعدة اسباب لعل من أهمها من وجهة نظري عدم وجود التسويق والترويج الكافي لهذا المطار على مستوى المنطقة وأيضا عدم وجود المرافق والإمكانيات التي تؤهل المطار لاستقبال أعداد كبيرة من شركات الطيران ومن المسافرين مثل قاعات المغادرون والقادمون والكوادر البشرية والمرافق الأخرى الضرورية لأي مطار يرغب في التحول والانطلاق إلى العالمية ، لذلك بقى مطار صحار كما تم تدشينة مطار محدود وبسعة إستيعابية محدودة رغم وجود المدرج الرئيسي والمساحة المتوفرة والموقع المتميز ولكن كل هذه الأمور والمقومات لن يكون لها فائدة إذا لم تكن هناك إرادة وتخطيط لتحويل مطار صحار إلى مطار دولي وتوفير الخدمات والمرافق المطلوبة لمطار تنطلق منه شركات الطيران لكل دول المنطقة و لما لا إلى كل دول العالم.
خلال الاسبوع الفائت كانت لي تجربة السفر عبر مطار صحار حيث علمت بوجود تقريباً ثلاث شركات طيران تحلق من المطار إلى شيراز بالجمهورية الإيرانية والحقيقة كانت تجربة رائعة من حيث اختصار الوقت فمثلا سكان محافظة شمال الباطنة والبريمي والظاهرة ومسندم لايحتاجون لقطع مسافات طويلة للتوجة إلى مسقط وأنما يحتاجون تقريباً إلى نصف ساعة ليكونوا في مطار صحار وهذه ميزة مهمة لذلك نتحدث عن اهمية هذا المطار كاستثمار وواجهة مهمة تحتاج إلى اهتمام وتطوير حتى نستفيد منه اقتصادياً وسياحياً وليس هذا فقط فوجود مطار بمرافق وخدمات متنوعة ووجود شركات طيران متعددة تنطلق من مطار صحار سيكون له مكاسب عديدة من بينها توفير مجموعة كبيرة من فرص العمل للشباب العماني الذي يمكن ان يعمل في مجالات متعددة في المطار لتوفير خدمات السفر المختلفة وأيضا سيساهم المطار في انعاش الحركة العقارية والتجارية في ولاية صحار وتحديداً في المنطقة القريبة من المطار ، ومما يجلعنا نطالب بتطوير البنية الأساسية للمطار وجود عدد من المقومات والمؤشرات التي تساهم في النجاح فمثلا تتميز محافظة الباطنة بوجود كثافة سكانية كبيرة تعد الثانية بعد محافظة مسقط وكما ذكرنا يمكن أيضا المواطنيين والمقيمين في هذه المحافظة ومحافظات مسندم والبريمي والظاهرة من الاستفادة من مطار صحار في حالة السفر حيث سيكون بديل ممتاز لهم بدل الذهاب والسفر عن طريق مطار مسقط وبأسعار تنافسية ولوجهات متعددة سواء لدول مجلس التعاون أو لمحطات مثل الهند وباكستان وبنجلاديش وغيرها من المحطات المهمة وذلك عبر شركات الطيران المختلفة التي نتوقع في حالة تطوير المطار ووجود تسويق وترويج جيد على كافة المستويات وعبر مختلف القنوات وخاصة مع شركات ومكاتب السفر والسياحة وحجوزات التذاكر بأنها ستقوم بطرح عروض وبأسعار تنافسية لاستقطاب المسافرين من هذه المحافظات وخاصة المقيمين حيث كما يعلم الجميع يوجد بولاية صحار منقطة صناعية كبيرة وموانئ وشركات عالمية يعمل بها مجموعة كبيرة من الموظفيين والعمال إضافة إلى باقي المحافظات القريبة الأخرى مما سيساهم في تعزيز دور مطار صحار كوجهة رئيسية وخيار مهم للمسافرين.
أننا ندرك العمل والجهد الكبير الذي تبذلة شركة مطارات عمان الجهة المشرفة والمسؤولة عن كافة مطارات السلطنة ومن بينها أكيد مطار صحار في تنمية وتعزيز دور كافة المطارات والعمل على تطويرها واستثمار مختلف الفرص التي تساهم في جلب شركات الطيران لهذه المطارات وبالنسبة لمطار صحار كانت هناك محاولات من مطارات عمان لاستقطاب شركات متخصصة ومطورين في هذا المجال لتعزيز دور مطار صحار خلال الفترة الماضية والفترة المقبلة ولاتزال هذه المحاولات مستمرة وبين فترة وأخرى نسمع عن قيام عدد من شركات الطيران بتدشين رحلاتها من مطار صحار ومن بينها طيران السلام وبعض شركات الطيران تلإيراني وطيران العربية وفلاي دبي ولكن البعض لايستمر لاسباب عديدة لذلك اعتقد أن الوقت قد حان من قبل الحكومة لاتخاذ القرار في تطوير مرافق مطار صحار وإعداد خطة متكاملة لرفع القوة الإستيعابية تشمل كافة الجوانب والإحتياجات وأن يكون هناك إرادة ورغبة من المؤسسات المعنية لتطوير المطار ليلبي احتياجات المرحلة المقبلة والمساهمة في تنمية الحركة الاقتصادية والاجتماعية في المحافظات القريبة من المطار واعتقد ان هذه الأمور إذا تم تنفيذها بشكل متكامل وبخطة و استراتيجية واضحة وبدعم وقرار حكومي فان مؤسسة مطارات عمان ستسطيع من إنجاز مشروع تطوير المطار وبالتالي استقطاب أكبر عدد من شركات الطيران لتحلق من المطار إلى محطات مختلفة وهذا سيساهم في تحقيق اهداف عديدة ومهمة منها مباشرة ومنها غير مباشرة وكذلك سيساهم وجود مطار كبير بخدمات ومرافق متعددة في ولاية صحار إلى تحقيق أهداف مستقبلية تتعلق بتنفيذ رؤية عمان 2040 نأمل أن نسمع ونشاهد نقلة جديدة ومتطورة لمطار صحار.