بقلم: سالم العبدلي
السائح الراغب في الهدؤ والاستجمام يمكنه زيارة الشواطيء البكر الممتدة لعشرات الكيلو مترات والتي تمتاز برمالها الذهبية ، أما من ينشد الطبيعة الخضراء الخلابة والجو المعتدل فيمكنه زيارة الجبل الاخضر ومحافظة ظفار خاصة في فصل الصيف.. بعض الدول صنعت بيئات سياحية تحاكي فيها الطبيعة من لا شيء بينما نحن تتوفرلدينا طبيعة خلابة وهبها الله لنا دون ان تكلفنا أي شي إلا أن هذه الطبيعة ينقصها عناصر مهمة جدا لكي يكتمل المشهد وعندها نستطيع القول بأننا وصلنا الى تحقيق الهدف وإيجاد صناعة سياحية حقيقية جاذبة ، ترفد الاقتصاد الوطني وتزيد مساهمتها في الناتج المحلي وحسب رؤية عمان 2020 كان من المفترض ان تتجاوز مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي اكثر من 3% الا اننا لم نستطيع تحقيق ذلك ، بينما في رؤية 2040 فإنه من المؤمل ان تصل نسبة مساهمة هذا القطاع الى 6%. نحن نقول من الممكن جدا ان نصل الى 6% واكثر اذا ما اشتغلنا على تطوير هذا القطاع المهم وجعله جاذبا للسياحة الداخلية والخارجية ، خاصة إذا ما علمنا بأن السياحة عبارة عن عرض وطلب وهناك منافسة شديدة من الاخرين على استقطاب السواح ، أما في ظل الواقع الحالي فلا يمكن ان يشهد هذا القطاع نموا وتطور فمرافقنا السياحية على سبيل المثال تفتقر الى ادنى الخدمات حتى أن دورات المياه والتي هي اهم مرفق يحتاجه السائح غير متوفرة وان توفرت فهي إما ان تكون مغلقة او غير نظيفة ، الاسبوع الفائت كنا في زيارة الى نيابة رأس الحد بحافظة جنوب الشرقية مع الاسرة.لقد صدمنا حينما وجدنا وضع احدى دورات المياه العامة وبالقرب من الشارع الرئيسي في منظر غير حضاري وغير لائق ابدا ولا يعكس نظافة العماني ابدا. علينا أن نعمل بصخب كبير ونصيح بأعلا أصواتنا ونقول للعالم بأن لدينا جهود لم تكتشف بعد والدليل على ذلك ان كل من يزور السلطنة يعتب علينا ويقول لنا بأنكم مقصرين ولم تقوموا بإبراز هذه الكنوز الثمينة للعالم فالكثير من الناس للاسف لا يعرف شيئا عن السلطنة ولا عن تاريخها الموغل في القدم ولا حضارتها العريقة التي امتدت الى شرقي افريقيا وأسياء بل وصلت الى كانتون بالصين, ولا يعرف عن المقومات السياحية المتعددة والتي نمتلكها. إذا نحتاح أن نعمل بضجة لكي نظهر للعالم الوجه المشرق لعمان وبالتالي نجعلها منطقة جذب سياحي من خلال الترويج والتعريف بالمقومات السياحية التي تتوفر لدينا وذلك بشتى الطرق وعبر المكاتب السياحية المنتشرة في مختلف دول العالم ومن خلال استقطاب افواج سياحية ، والمشاركة في المعارض المتخصصة ، على ان يشارك في تلك المعارض وفود سياحية متخصصة تمثل القطاع الخاص ويقع الدور ايضا على الناقل الوطني والذي ينبغي ان يروج للسلطنة من خلال تقديم حزم سياحية جاذبة ومشجعة كما يمكن ايضا استغلال وسائل التواصل الاجتماعي والاشخاص الفاعلين فيها للمساهمة في الترويج على ان تكون هذه الحملات مستمرة وغير موسمية.