حكاية دورينا..

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠١/مايو/٢٠١٦ ٠٠:٠٥ ص
حكاية دورينا..

أسدل الستار يوم الأحد الفائت على جولات دوري عمانتل للمحترفين لموسم 2015 /‏ 2016 وذلك بتتويج نادي فنجاء باللقب التاسع في تاريخه بعد فوزه في المباراة الأخيرة على السويق، شريكه السابق في الصدارة بهدفين مقابل لا شيء لينال الفريق الأصفر العريق النجمة التاسعة وسط فرحة كبيرة بعد موسم صعب ومضغوط عانى فيه الفريق في بعض المحطات.. ولم يترك فنجاء أي مجال لخسارة اللقب وتفوق على السويق ذلك الفريق المقاتل الذي عاد من بعيد هذا الموسم ونافس على المركز الأول حتى النهاية وتأثر بغياب أبرز لاعبيه في الجولة الأخيرة، وهو الفريق الذي لم يخسر سوى مرتين في الدوري والفريق الوحيد الذي حافظ على استقراره الفني حتى النهاية.

ولا يجب على محبي القلعة الصفراء (السويق) أن يعتبوا كثيراً على الفريق فالوصافة هذا الموسم تعد نجاحاً بعد أن كان الفريق في المركز الحادي عشر الموسم الفائت!

أما العروبة صاحب المركز الثالث فكان هو الآخر منافساً عنيداً حتى اللحظة الأخيرة، بل وفوَّت على نفسه أشياء كثيرة عندما كان بطل النصف الأول بفارق مريح عن أقرب المطاردين.
العروبة حامل اللقب في الموسم الحالي لم يبتعد عن منصة التتويج بحصوله على الميداليات البرونزية، لكنه مطالب بالألقاب وهذه هو قدر الأندية الكبيرة التي تريد أن تبقى في الصدارة باستمرار.
ولم تقدم أندية: ظفار والنهضة والنصر وصحم وصحار والخابورة ومسقط الشيء الكثير هذا الموسم، وتبادلت المراكز بين جولة وأُخرى وكان صحار أكبر الخاسرين لأنه كان متصدراً في عدد غير بسيط من جولات الدور الأول، في حين كان مسقط هو الأكثر تطوراً وإقناعاً.
نادي المصنعة في المقابل جاء في المركز الثاني عشر وواجه نادي جعلان ثالث الدرجة الأولى، وغداً الاثنين تقام مباراة الإياب في الملحق بينهما لنعرف من هو الفريق السعيد فيهما.
وشهد دورينا هذا الموسم هبوط صلالة وصور حيث عاش صلالة الموسم الوحيد مع المحترفين وعاد من جديد للدرجة الأولى، في حين لم يكن صور في وضعه الطبيعي أبداً هذه المرة وتراجع كثيراً على مستوى النتائج ولم تسعفه كل محاولات العلاج، فودع المكان حزيناً مع جماهيره المصدومة التي كانت في الموسم الفائت تعيش الأفراح في منصات التتويج، بعد أن نال الفريق المركز الثالث في الدوري والثاني في الكأس.
حكاية دورينا لم تكن مثيرة هذا الموسم باستثناء أننا لم نعرف البطل إلا في الجولة الأخيرة، لكنه كان هذه المرة متخماً بالعدد الكبير من المدربين الذين مروا على الأندية (ما عدا السويق) في رقم قياسي لم يكن لنشاهده في الدوريات الأخرى.

حكــــــاية دورينا كانت نهايتها غريبة بعض الشيء، حيث إن لجنة الانضباط أصدرت قراراتها وأوقفت لاعبي السويق ليلة الجولة الأخيرة بدون أن يكون هناك وقت متاح للاستئناف، والفريق في مواجهة فنجاء الأمر الذي ترك الكثير من علامات الاستفهام على ما يدور في اللجنة والاتحاد بشكل عام، فأين حق النادي في الاستئناف إذا كانت القرارات تصدر قبل المباراة المنتظرة بساعات بسيطة؟! حكاية دورينا حملت جانباً إيجابياً تمثل في كثافة الدعم الجماهيري للأندية في أغلب المباريات خاصة مباريات الديربي في محافظة شمال الباطنة، حيث فاق الحضور 14 ألف متفرج في أحد الديربيات، ولا شك أن الصدارة الجماهيرية في دورينا تبقى لجمهور صحار الذي كان سبباً رئيسياً في استفزاز بقية الجماهير.

انتهى الدوري ولم يكن له من الاحتراف -ومع كل أسف- غير الاســـم فقط، ولا نعلم إلى أين نحن سائرون؟! ولا أريد أن أتكلم عن مستحقات الأندية والحكام التي كانت مادة دسمة لتوضيح مدى نجاح العمل من عدمه في منظومة الاتحاد وليس الرابطة. موسم انتهى بكل ما فيه ويكفينا اجتهادات ووعوداً، فالأحلام كالعادة تبقى وردية الألوان لكنها في الحقيقة أحلام لا تقدم للمتابع أي جديد، ومن موسم لآخر نبحث عن حقيقة الاحتراف المزعوم وعن تطويرٍ «شبعنا» من الإطراء عليه وتسويقه بأنه ناجح وأننا نمشي في الطريق الصحيح، وأن كرتنا في تقدم وازدهار.
لا تكثروا علينا الكلام فالأمر يشبه الحكايات الأسطورية، قليلٌ منها واقع وكثيرٌ منها خيال.