بقلم: محمد الرواس
جاءت اللقاءات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- بحصن الشموخ مع الشيوخ والرشداء والاعيان متعلقة بالشأن الداخلي العُماني والحديث عن جملة أنظمة وقرارات من شانها تعزيز مجالات التنمية والتطوير هذا بجانب بحث ما يشغل المواطنين وما يشغل جلالته -حفظه الله- من أمور مجتمعية، وفي ضوء التحليل للقاءات جلالته -أيده الله- وخطاب توليه مقاليد الحكم بعد ذلك يمكننا ان نستشف من خلالها العديد من القرارات السامية والتوجيهات التي ترقى الي وضع ملامح مرحلة جديدة من مسيرة الوطن وتبيان نهج ومنهاج مستقبلي ، ولقد ورد فيما تطرق له جلالته الي رصد واضح ومحوري لإدارة الحكومة للعمل خلال المرحلة المقبلة عند اشارته الي أهمية وضرورة الاقبال على استخدام التقنية العصرية وتقديم الخدمات الحكومية عبرها ومن خلالها لمواكبة المنظومة الالكترونية العالمية، ولقد رصدت واوضحت كلمات جلالته بعض الإيجابيات والسلبيات منها ضرورة مراقبة الأسرة للأبناء عند استخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي والاستفادة منها مع الدعوة الي التمسك بالعادات والقيم العُمانية الاصيلة، ومن أهم ما أشار اليه جلالته -حفظه الله- وجود نقلة نوعية بالإدارات الداخلية للمحافظات من خلال إدارة المحافظين لشؤون محافظاتهم الداخلية واستثمار ميزات محافظاتهم النوعية ، ولقد كانت كلمات جلالة السلطان -أيده الله- في مجملها مواكبة لبروز نهج جديد ذو مضمون يسارع بالتنمية والوصول الي متطلبات الوطن والمواطن في محافظات البلاد المختلفة، ولقد كانت خطاباته -أيده الله - واضحة ومختصرة وواقعية ومتماسكة وذات رسالة واحدة متكاملة بأكثر من لقاء ، والخطاب الناجح الذي تحدث به جلالته هو ذلك الخطاب الذي يتفاعل معه المتلقّون ومسبوق بتخطيط جيد ومتجاوز للازمات العابرة الغير متوقعة مشيراً الي وضع الخطط الفاعلة مثل خطة التوازن الاقتصادي لتفادي الازمة العابرة التي مرت بها السلطنة وباقي دول العالم ، ولقد كان محتوى لقاءات جلالة السلطان ذو أدوار تغييرية للأحداث ومواكبة للواقع الملموس ، فكانت مطمئنة للمواطنين باستقرار الوضع المالي وبدء التخلص من المديونية ،مع الاشارة الي أنه عند الوفرة المالية سيتم الاستعجال بتنفيذ الأولويات من الخدمات الاستراتيجية ، ولقد كان للشباب في خطابه -حفظه الله- مكانة حيث أشار إلي أن اشراكهم في مرحلة بناء الوطن وبشمولية واعتماد منهجيات مستدامة تركز على ابراز اسهاماتهم خاصة لرواد الاعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة وما سيتم تقديمه لهم من حوافز دعماً لهم لتحريك عجلة التنمية الاقتصادية حيث دعا -أيده الله- الي تظافر الجهود الحكومية والقطاع الخاص ، ولم يفت جلالته أن يدعو لأن يكون للاستثمارات الداخلية الحضور القوي في التنمية الاقتصادية المستقبلة.