الطلاق المبطن

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١٥/ديسمبر/٢٠٢١ ١٣:٤٣ م
الطلاق المبطن

 لميس الكعبي 

بناءاً عن خبرة وعن قصص وتجارب سبق وأن رأيتها وسمعتها وأطلعت عليها ، إبدأ مقالي البسيط المبسط السهل الممتنع احياناً الذي يخشى الكثيرون الخوض فيه والحديث عنه ، الطلاق المبطن والزيجات الركيكة التي نراها في مجتمعاتنا الآن ، ازواج وزوجات في صور مبروزة لماعة وبراقة ، البعض يحسدهم ويقول ياليتني كنت انا داخل هذا الإطار الجميل الذي يصور للآخرين حياة سعيدة خالية من المشاكل والتقلبات والعثرات ، او قد يتصور البعض انها كتلك القصص الرومانسية التي نسمع عنها كقصة قيس وليلى وغيرها ، الا أننا مع كل الاسف الشديد لانحاول التبحر في بحرها العميق وماخفي في أعماقه كان أعظم بكثير مما تراه أعيننا على السطح ، قد لا يمكن لنا حتى تصور كمية الألم والمعاناة والمأساة التي يعيشها بعض الازواج واية ظروف سيئة يمكن لها ان ترافقهم ، يؤسفني ان أقول خوفهم من نظرة المجتمع والتزامهم بالتقاليد ونظرة الأقارب لهم جعلتهم يغرقون في بحر برمودا الذي اذا ذهب إليه احد لايمكن له العودة منه .

تكاد أجسادهم تفقد طعم الحياة ولذتها او حتى الشعور بالمتعة مجرد أجساد ميتة بأرواح تأكل وتشرب وتنام لكن نوم متقطع وليس بمريح.

هل بنظركم ان نظرة المجتمع كافية لتجعل هذه الأسر تعاني مرارة الحياة ؟؟ سبحان الله المصيبة الاكبر مو يتحمل ذلك العبء ؟ طبعاً الأطفال الذين لا حول ولا قوة لهم الا الله هو من يعينهم فقط على تصدي ضربات الأبوين ليس المقصود الضربات الناتجة عن الضرب باليدين بل بأكبر واعمق من ذلك الضربات التي تعيق سريان حياتهم بالشكل الصحيح تضربهم بالقلب وتخلف إعاقة نفسية لهم وتجعلهم يخافون من تكرار حياة اخرى تشبه حياة آبائهم وأمهاتهم .

اعلم انني لا زلت اكتب دون توقف وأشعر بأن لدي مايكفيني لتأليف كتاب ودون الرجوع الى مصادر اخرى للبحث والتبحر بها يكفيني ما أراه أمامي من معاناة وتجارب حقيقية يعيشها كلا الزوجين وانا هنا أعني الطرفين فهما ضحايا سواء كان الرجل او المرأة اي الزوج او الزوجة ، الا تعتقدون قد آن الأوان لتغيير تلك النظرة الم يكتفي الاباء والامهات بظلم أبنائهم !!!

كثير من الشباب نراهم اليوم ضحايا لقوانين أولياء الأمور وهناك من يفرض على أبنه أو أبنته الزواج بأحد الاقارب او حتى بنت فلان او ابن فلان ، كون الاسرة ترى ماهو مناسب لهم ولديها خبرة أوسع في الحياة وهذا خطأ فادح لأننا بأختصار لايمكن لنا ان نعيش حياة أشخاص آخرين لان الظروف مختلفة والوقت والزمن ليس كما كانوا هم عليه وتجربتك ليست بالضرورة يجب ان تشبه تجربة أبناءك ، دع ذلك الاعتقاد يغادر فكرك وأبدأ مو جديد وتقبل التغييرات والتطورات التي ترافق حياتهم وكما هو الحال بالنسبة للأحفاد فالوضع ايضاً مختلف تماماً الاجيال قد تتوارث التاريخ والعادات والتقاليد ومحبة الأوطان التي يجب ان نغرسها في أبناءنا ، ولكن فكروا في سعادة أبناءكم ورغباتهم الشخصية ولا تجعلوا تجاربكم السيئة دليل قاطع على دمار اسرة بأكملها ، فما نراه اليوم ليس واقع نفتخر به نسبة الطلاق في تزايد كبير في المجتمعات والخيانة أصبحت مباحة عند الزوج والزوجة ايضاً والعذر اقبح من الفعل عندما تسأله لماذا تخون زوجتك ؟؟؟ لأني تزوجتها بناءاً على رغبة امي او أبي نعم ان الجنة تحت اقدام الامهات ولكن آن أطعت امك ورضيت عنك فأين الطاعة الكبرى الى الله فأنت تخرج خارج بيتك وتخون زوجتك وتصاحب عليها وتضحك وتكذب ، عذراً لدي سؤال اسمحوا لي 

هل الخيانة والزنى ترضي أمك ؟ ولكنها تغضب الله وهل إرضاء أمك افضل من إرضاء الله ؟ حيرة كبيرة ولدي مزيد من الاسئلة وافكر في إعداد برنامج خاص فقط بالزواج والتقاليد والمعاهدات المبرمة بين أولياء الامور وأولادهم.

مانراه اليوم في مجتماعاتنا حالة خطرة تهدد توازنه وتؤكد ان هناك أخطاء جبارة قد أرتكبها بعض الأهالي في حق أبناءهم .

علماً انه عندما احاول الخروج واخذ فنجان قهوة مع صديقتي المقربة تمر امامي بعض الزيجات التي لا استطيع رؤية ذرة سعادة على وجوههم وكأنما الزوج تم سحبه من السجن لاداء واجب وطني مهم وهذا الواجب يتلخص في تحديد يوم اسري في الاسبوع واغلبه يكون يوم الجمعة او السبت اي يوم الإجازة ويكون عادةً هذا اليوم ثقيل على كاهله لانه اثبات حق شرعي للزوجة بأمه قام بواجبه على اتم وجه . 

وعلماً ان هذه الزيجات تستمر بناءاً على رغبة المجتمع وليس بناءاً على رغبة الزوجين وان هنالك أزواج قد رضخوا للأمر الواقع ويعيشون اليوم مسلسل درامي حزين ويتقنون الأدوار بجدارة امام الاخرين من اجل الحفاظ على نظرة المجتمع لهم وكأنهم يعيشون لأجله وليس لأجل انفسهم .