بقلم : محمد الرواس
كل عام في نوفمبر المجيد نستبشر بتجدد وتواصل مسيرة النهضة المباركة والتي تتواصل في هذا العهد الميمون بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه - رجل المرحلة وصاحب الرؤية الثاقبة والقراءة الصحيحة للمرحلة والمتمم لنجاحات السلطنة في كافة مجالات الحياة العصرية، والذي يواصل السير بخطى ثابته ورزينة نحو منجزات النماء والبناء ، حاملاً أمانة عظيمة الا وهي الحفاظ وبقاء ورسوخ منجزات الوطن واولها ضمان مكتسبات النهضة ، فضلاً على تنفيذ الرؤية المستقبلية للسلطنة والمضي بها نحو مزيد من الإنجازات العصرية المثمرة.
أن شهر نوفمبر يعتبر بحق أيقونة عُمانية يحمل ذكرى المنجزات الوطنية ، فمنذ ان كنا طلبة بالمدارس بكافة مراحلنا السنية نشارك باحتفالات الوطن بكل بهجة وسرور وتسعد قلوبنا بذلك وتعبر عنها ابتساماتنا ، وتصدق عليها أيدينا وهي ترفع الأعلام مرفرفة وشعارات الأعياد الزاهية حولنا ، سواء كان ذلك بالاحتفالات الوطنية بميادين الاحتفالات ،او من خلال الاحتفالات المدرسية ، ومنذ تلك الأيام الي اليوم ونحن نشارك في اعوام حافلة بالمنجزات تتواصل اليوم وهي تحمل لنا مزيد من البشائر لتجعل افراح شهر نوفمبر المجيد مستمرة ومتجددة.
النهضة العُمانية المباركة يتواصل سيرها الميمون عبر رؤية عُمانية واحدة ، واستراتيجية راسخة وهي تدخل عامها الواحد والخمسين ، مسيرة أنجز فيها السلطان قابوس المؤسس -طيب الله ثراه- مهمة الوطن الأولي عبر قيام دولة حديثة زاهرة شملت بمكتسباتها كافة مناحي الحياة ، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، فاصبحت بفضل الله دولة عصرية ثابته الأركان ، صديقة للجميع يشهد بمنجزاتها القاصى والداني وتحمل في نهجها الخارجي توطيد علاقات دولية وإقليمية يسودها الوئام والسلام مع كافة دول العالم ، فتميزت بحضورها الدولي المحبب من الجميع من خلال نهجها الواضح ودعوتها الدائمة لنشر سبل الخير والمودة بين الشعوب.
تمر علينا الأعوام عاماً بعد عام ونحن ننعم فيها بحمد الله بوطن أمن وسلاطين عظام يحفظوا لعماننا الحبيبة مكانتها ومنزلتها الدولية بما يحمله أرثها الحضاري المشهود من أمانة تاريخية وتوازن بين قيم الأمس ومأثر الأجداد. أن أهداف المستقبل واضحة من خلال رؤية عُمان 2040 وبرغم ذلك عناوين كل المراحل لا تتغير ويأتي في مقدمتها الحياة الإنسانية الكريمة للوطن والمواطنين ، وثبات المواقف ، واستمرارية مسيرة البناء والتطوير ، وبناء الكوادر الوطنية المنتجة التي تتحمل المسؤولية بكل همة وعزيمة ، قد تختلف طبيعة المرحلة وتحدياتها ، لكن الآمال العُمانية والطموحات الوطنية لا تتغير، طيب الله روح من زرع وسقى الزرع حتى اثمر-رحمه الله - واطال الله عمر من استلم الأمانة وعقد العزم على المضي على نهج الخير لكسب مزيد من الإنجازات وصناعة غد عُماني متجدد ، فالسلطنة بثرواتها المتعددة سواء الموقع الجغرافي الثمين عبر اطلالتها على أهم محيطات بحوار العالم ،أو بتفردها بطبيعة سياحية خلابة ،أو بثرائها التراثي المتعدد ،أو بمكاسبها وإنجازاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ،أو عبر بنيتها التحتية من موانئ ومطارات وطرق ، كل ذلك وغيره يرسم لنا بفضل الله مستقبل زاهر يحتاج فيه الوطن الي تكاتف الجميع.
حفظ الله عُماننا الحبيبة زاهره ،مستقرة ، وحفظ لنا جلالة السلطان هيثم بن طارق - أيده الله- وأنعم عليه بالصحة والسعادة والعمر المديد.